مختصون ومستمعون: أثير الإذاعة "رفيق الدرب" رغم انتشار الفضائيات وسيطرة الإنترنت

الرؤية – محمد قنات

أجمع عدد من المختصين والمستمعين على أن المذياع"الراديو" يتفوق على التليفزيون والوسائط الأخرى في العديد من المزايا وأهمها أنه يستطيع أن يبحر بالمستمع في عوالم المتعة والاستماع إلى العديد من البرامج، بأقل جهد حيث لايتطلب الاستماع التركيز الذي تتطلبه المشاهدة أو القراءة، ويمكن تشغيل المحظات الإذاعية حيثما كان المتلقي إلى جانب أن للمذياع خاصية أخرى أهم تتمثل في أنه يعطي المستمع فرصة لتخيل المسامع التي تبث وخاصة الدرامية منها حسب اهتمامه وميوله مما يساهم في تغذية الذهن.

ويرى بدر الشيباني مقدم برامج بإذاعة مسقط أن الإذاعة ورغم وجود الكثير من الوسائل الإعلامية الأخرى نجحت في الاحتفاظ بخصوصيتها وذلك بوصفها أقدم الوسائل الإعلامية التي كانت معنية بنقل الأحداث المختلفة وتقديم مختلف فنون الموسيقى والدراما، ولازالت تقوم بأدوارها رغم التطور التقني الذي فرض وجود أعداد هائلة من المحطات الفضائية، إضافة الى تزايد الاهتمام بالإنترنت  وبمواقع التواصل الاجتماعي، كما أن هذه الوسائل الأخرى أصبحت تضع الإذاعة ضمن تطبيقاتها وذلك لجذب الجمهور إليها ، ولهذا مازالت الإذاعة تحقق هدفها الأساسي المتمثل في التوعية والتثقيف والترفيه، وتغذية الصورة الذهنية للمستمع لتثير فيه المتعة والفائدة وتنقله إلى عوالم الاسترخاء.

وتابع أن الاستماع إلى المذياع لا يشغل المرء عن القيام بأمور أخرى سواء كان في العمل أو البيت، كما أن معظم الأجهزة الإلكترونية بها خاصية الإذاعات مثل الهواتف وغيرها، إضافة إلى أن البرامج الإذاعية تتخير الأوقات المناسبة لعرضها للمستمعين في أوقات مناسبة بالنسبة لهم عقب انتهاء مواعيد العمل وفي الفترات المسائية على اعتبار أنها تستهدف أكبر كم من المستمعين.

وبدوره يقول علي السيادي إن الإقبال على الراديو يظل في تزايد بكل الأزمان ومن قبل مختلف الفئات العمرية وذلك لما يقدمه من برامج دينية واجتماعية وثقافية ومنوعات وموسيقى إلى جانب البرامج المفتوحة والأخبار، والحوارات، حيث ما زال الراديو يحافظ بصورة كبيرة على مكانته وسط المستمعين وهو في كل يوم يجذب إليه مستمعين إضافيين لما يقدمه من جودة عالية من برامج تتماشى مع أمزجة من يستمعون إليه وأن هذا التميز يأتي في ظل تزايد الفضائيات التي تتسابق هي أيضاً في جودة الصورة واستخدام التقنيات.

وأضاف أن معظم المستمعين يكونون حريصين على متابعة البرامج الإذاعية باعتبار أنها لا تحتاج إلى أن يكون الشخص المستمع متفرغاً بصورة كاملة ويمكنه أن يستمع وهو يتابع عمله ويقود سيارته أو مع أصدقائه أو أهله في البيت لأن الأمر يعتمد على السمع ولا يحتاج إلى الجلوس والتفرغ من أجل التركيز في مضمون ما يُبث، كما أن الاستماع إلى الراديو يغذي خيال المستمع بصورة كبيرة خاصة في الأعمال الدرامية حيث يمكن للمستمع أن يتخيل المشهد المسموع ليحوله إلى صورة مما يساعد في تغذية المقدرات الذهنية ويخلق تواصلا بين المؤدي والمستمع لتتسع دائرة الإحساس بتلك المشاهد .

ومن جانبه قال مازن الشكيلي المدير التنفيذي للأستوديو الكلاسيكي: لا يمكن الاستغناء بأي حال من الأحوال عن الراديو وهناك نسبة كبيرة من المستمعين للإذاعات هم من فئة الشباب لسهولة تشغيل الراديو في السيارات أثناء القيادة إضافة إلى أن بعض الإذاعات تحرص على تقديم مواد قريبة من اهتمامات الشباب والتعبير عنهم في جميع المجالات التي يحتاجونها .

وأضاف الشكيلي أن للراديو خصوصية وارتباطا وجدانيا لمن يتابع البرامج ويحرص عليها نظراً لقربه من المستمع وتلبية رغباته في الاستماع لمختلف البرامج التي يبحث عنها، كما أنه يقوم بعملية تثقيفية وسط المجتمعات باعتبار أن الإذاعة تصل إلى أماكن ربما لاتصلها الوسائل الأخرى مما يجعل الكثيرين يرتبطون بها ارتباطاً وثيقا، واستدرك أن القائمين على العمل في الإذاعات يبذلون جهوداً كبيرة باعتبار أن الأمر يتعلق بالصوت فقط لذا يكون عليهم استخدام أسلوب يمكن أن يصل إلى جميع المستويات من متعلمين ومثقفين وأميين حيث كل هذه الفئات تتابع الراديو ويجدون ما يبحثون عنه .

تعليق عبر الفيس بوك