الكلفة المباشرة للحرب تزيد على 841 مليار دولار في 16 عامًا

"لن أحدد مواعيد".. تراجُع جديد لترامب عن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان

 

 

≤ "طالبان" تتوعَّد الولايات المتحدة بـ"مقبرة أخرى" على غرار فيتنام

≤ العمليات الأمريكية في العراق وأفغانستان وباكستان تكلفت 5 تريليونات دولار

 

 

الرُّؤية - الوكالات

قالَ الرئيسُ الأمريكيُّ دُونالد ترامب إنَّ انسحابَ قوَّات الولايات المتحدة السريع من أفغانستان سيترك فراغا للإرهابيين يستغلونه. وأشار إلى أنَّه كان يريد في الأصل سحب القوات من هناك، لكنه قرر البقاء و"القتال من أجل الفوز"، متحاشيا الأخطاء التي ارتُكِبت في العراق.

وقال إنَّه يُريد أن يُغيِّر النهجَ المعتمد على تحديد وقت للبقاء في أفغانستان إلى نهج آخر يعتمد على الظروف على الأرض، مضيفا بأنه لن يحدد مواعيد. ولكنه حذر من أن هذا لا يعني عدم وجود حدود لبقاء القوات في أفغانستان. وأضاف بأنَّ "أمريكا ستعمل مع حكومة أفغانستان، طالما رأت التزاما وتقدما منها". وقالت حركة طالبان -ردًّا على تصريحات الرئيس الأمريكي- إن أفغانستان ستصبح "مقبرة أخرى" للولايات المتحدة إن لم تسحب قواتها.

وأوضح ترامب أنه يتوقع من حلفائه الحاليين دعمه في إستراتيجيته الجديدة، معبرا لهم عن رغبته في رفع مساهمات بلدانهم "لتتماشى مع ما نُسهم به".

وأشار وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس -في بيان- إلى أنَّ "عددا" من حلفاء الولايات المتحدة "ملتزمون بالفعل برفع أعداد قواتهم". وقال نظيره البريطاني سير مايكل فالون، إن التزام الولايات المتحدة في أفغانستان "مرحَّب به". مضيفا: "علينا أن نبقى في أفغانستان للفترة المحددة للمساعدة في بناء ديمقراطيتها الهشة، وللحد من تهديد الإرهاب للغرب".

ولكنَّ الرئيسَ الأمريكيَّ رفض الإفصاح عن عدد القوات الأمريكية الإضافية التي قد ينشرها في أفغانستان. وكان يتوقع أن يعلن عن إرسال 4000 جندي، وهو العدد الذي طلبه الجنرال جون نيكلسون قائد الجيش الأمريكي في أفغانستان.

وقال ترامب منتقدا الإدارات السابقة: "لن نتحدث عن أعداد القوات ولا عن خططنا". ولكنه قال إنه سيكون هناك تصعيد في المعركة ضد الجماعات المتشددة، مثل القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف: "عليهم أن يعرفوا أنه لا مهرب لهم، وليس هناك مكان لا يمكن أن تطوله يد الأمريكيين".

ورفض ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان، إستراتيجية ترامب، معتبرا أنه "لا شيء جديدا" فيها، ونقلت عنه وكالة فرانس برس قوله إن على الولايات المتحدة أن تفكر في إستراتيجية خروج "بدلا من مواصلة الحرب".

وحسب تقديرات مركز الدراسات الإستراتيجية الذي يترأسه أنطوني كوردسمان: إنَّ الكلفة المباشرة للحرب في أفغانستان بما في ذلك المبلغ المخصص لها للعام المقبل قد بلغت 841 مليار دولار. بينما تقول تقديرات أخرى إن هذه الحرب التي دخلت عاما السادس عشر قد تجاوزت تريليون دولار إذا أخذنا بعين الاعتبار كلفتها غير المباشرة، دون أن يلوح في الأفق ما يشير إلى نهاية قريبة لهذه الحرب. فعلى سبيل المثال ترى نيتا كراوفورد منسقة مشروع كلفة الحروب في جامعة براون الامريكية: أنَّ كلفة الحروب الامريكية في كل من العراق وافغانستان وباكستان منذ عام 2001 قد قاربت 5 تريليونات دولار من بينها 2 تريليون كلفة الحرب الافغانية بما في ذلك الكلفة المتوقعة مستقبلا. ولا تشمل هذه الكلفة النفقات المستقبلية لإعالة قدماء الحرب في افغانستان والنفقات التي ستتحملها السلطات المحلية لتقديم الخدمات للعائدين من الحرب في افغانستان.

أمَّا على صعيد الكلفة البشرية، فقد تجاوز عدد قتلى الحرب اكثر من 110 آلاف شخص ما بين مدني افغاني ومقاتل وجندي. وبلغ عدد قتلى القوات الامريكي في افغانستان حتى الآن 2350 جنديا، إلى جانب 20092 عدد المصابين وأفراد اسرهم. ويعاني 320 ألف جندي سابق خدموا في العراق وافغانستان من آثار الإصابة في الرأس ومن أبرز تداعاياتها الاضطرابات الذهنية والشرود. ومن بين هؤلاء هناك 8237 ممن يعانون من إصابات شديدة في الدماغ، إضافة إلى 1645 جنديا فقدوا جميع أو أحد الأطراف.

وتُشير الاحصاءات إلى أنه خلال عام 2016 أقدم 20 جنديا متقاعدا على الانتحار يوميا حسب إحصاءات المركز الوطني للجنود المتقاعدين. وتشير تقديرات الباحثة في جامعة هارفارد ليندا بلايم إلى أن نفقات الخدمات الطبية لقدماء الحرب ومعاقي الحرب خلال السنوات الأربعين المقبلة ستتجاوز تريليون دولار؛ إذ تدل التجربة على أنَّ هذه الكلفة تبلغ حدها الأقصى خلال 30 إلى 40 سنة من انتهاء الحرب.

وقد تجاوزت كلفة الحرب الأمريكية في أفغانستان نظيرتها في فيتنام إلى حدٍّ بعيد، والحرب الوحيدة التي تجاوزتها من حيث الكلفة هي فقط الحرب العالمية الثانية التي بلغت كلفتها 4.1 تريليون دولار.

تعليق عبر الفيس بوك