زلزال مدريدي بقوة "3 ريختر" يهز الكامب نو

الرُّؤية - أحمد السلماني

ضَرَب زلزال مدريدي بقوة "3 ريختر" ملعب الكامب نو، عندما قهر الريال غريمه التقليدي في ذهاب كأس السوبر الإسباني، وهزمه بثلاثية مقابل هدف، ليضع قدما كبيرة على منصة التتويج بأول ألقاب الموسم.

تحليليًّا، ظهر جليا محافظة زين الدين زيدان على ريتم أداء الفريق العالي للملكي، ومنذ الموسم الفائت، في المقابل كان واضحا أنَّ المدرب الجديد للبارشا فاليفريدي بحاجة لفرصة أكبر لإدراك خصوصية الكلاسيكو، ومع ذلك فقد أعاد أسلوب "التيكي تاكا" للبيلوجرانا بعد أن فقدته جماهير العالم إبان حقبة المدرب أنريكي، كما كان واضحا التأثير الكبير لرحيل البرازيلي نيمار عن صفوف البارشا لعجز مهاجميه عن ترجمة عديد الفرص التي سنحت في الشوط الأول؛ حيث لم يجد كل من ميسي والرسام إنيستا والظهير السريع خوردي ألبا ترجمة للتمريرات الذكية التي لعبوها، واستسلام سواريز التام للدفاعات المدريدية التي كانت في قمة تألقها، رغم أننا ما زلنا في بداية الموسم؛ حيث غلب التركيز العالي والتدخلات القوية والجادة لها في التعاطي مع الهجوم الكاتالوني.

صِرَاع وسط الملعب في الشوط الأول حُسِم لمصلحة لاعبي البيلوجرانا، وتسيد أنيستا وميسي وفيدال الملعب من حيث التنويع والتمرير السهل الممتنع، ولكن خط عمليات منطقة الريال كان أحمر، وفي مساحة ضيقة يصعب على ميسي ورفاقه المناورة فيها، وفي المقابل فإنَّ المهاري إيسكو والظهير الأيسر مارسيلو لطالما كانا الحل وراء غالبية الهجمات المدريدية ومن خلفهم الإعصار جاريث بيل، الذي سنحت له فرصة التقدم بتسديدة قوية تعامل معها الحارس شيتيجن ببراعة وأخرجها لركنية، ومع ذلك وضح الارتباك الكبير الذي عانى منه طوال المباراة لتهتز شباكه في 3 مناسبات.

إيسكو كان مفتاح الفوز لفريقه بتمريراته الذكية لزملائه، ودائمًا ما كانت الكرة "عزيزة عليه" لا يُفرط بها بسهولة، ويختار التوقيت المناسب للتمرير البيني وبمهارة تنبئ بنجم إسباني قادم وبقوة على شاكلة الرسام أنيستا والمايسترو تشافي الذي غادر برشلونه ويلعب في قطر حاليا، وعند تقدم أليكس فيدال يخترق إيسكو من الجهة اليسرى مع مارسيلو لتمرير العرضية.

أسهم إيسكو في صناعة الهدف الأول بنقل الهجمة بسرعة من الوسط إلى الثلث الأخير من الملعب، وصنع الهدف الثاني بشكل صريح بتمرير الكرة إلى رونالدو على حدود منطقة الجزاء، وفي لعبة الهدف الثالث بدأ الهجمة مع لوكاس فاسكيز ليُنهي أسينسيو المهمة بنجاح في الزاوية الضيقة لشتيجن.

التأثير الفني لإيسكو اتسع ليصل إلى الاستخلاص المثالي للكرة من الخصم دون هفوات، والقيام بمراوغات وتمريرات فنية جميلة انتزع بها آهات الجمهور المدريدي الذي تابع اللعبة من خلف الشاشة الصغيرة ليلة سقوط ميسي ورفاقه. ويلتقي الفريقان مجددًا غدا الأربعاء على ملعب سانتياجو برنابيو، في مباراة العودة التي سيغيب عنها كريتسيانو رونالدو، الذي خرج مطرودًا في الدقيقة 82، لحصوله على بطاقتين، الأولى لخلع قميصه بعد الاحتفال والثانية بسبب التمثيل للحصول على ركلة جزاء وهي ربما قد تشهد ريمونتادا جديدة للبارسا فكل شيء جائز في عالم المستديرة المجنونة.

تعليق عبر الفيس بوك