الصين: زلزال مدمر في الجنوب.. ودالاي لاما ينادي بحوار مع الهند

بكين - الوكالات

قُتِل 19 شخصًا على الأقل، وأصيب العشرات بجروح، بعد أن ضرب زلزال شدته 7 درجات إقليم سيشوان جنوب غربي الصين. وقالت وكالة المسح الجيولوجي الأمريكية إن مركز الزلزال كان في شمالي سيشوان وهي منطقة غير مأهولة نسبيا. وقالت بعض التقارير الأخبارية إنَّ حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع. وكان مركز الهزة قريبا من منطقة يؤمها السواح.

وتكثُر الهزات الأرضية في اقليم سيشوان؛ حيث قتل أكثر من 70 ألفا من سكانه في زلزال وقع في العام 2008. ووقع الزلزال في حوالي الساعة التاسعة و20 دقيقة مساء بالتوقيت المحلي (الواحدة والثلث بعد الظهر بتوقيت جرينيتش) في منطقة تبعد عن مركز الإقليم، مدينة تشينغدو، بمسافة 300 كيلومتر تقريبا شمالا، وبعمق 10 كيلومترات.

وأظهرتْ الصور التي وردت من مكان الزلزال مباني أصابها ضرر ومنها فندق في مدينة شيوزهايغو التي تحوي واحدة من اشهر المحميات الطبيعية في الصين. وقالت صاحبة مطعم في المدينة إن الزلزال الأخير كان أقوى من ذلك الذي ضرب المنطقة في العام 2008، ولكن لا مؤشرات إلى الآن إلى أنَّ الخسائر في الأرواح قد تصل إلى المستويات التي سُجِّلت في العام 2008. وقالت صاحبة المطعم -التي تدعى تانج سيشينج- لوكالة فرانس برس إنَّ العديد من السكان لاذوا بالميدان الرئيسي في المدينة. وقالت "لم يجرؤ الناس على جلب أموالهم أو ملابسهم معهم، بل جروا إلى الخارج فارين".

وقالت جويندولين بانج من جمعية الصليب الأحمر في الصين، إنَّه سيتطلب بعض الوقت قبل التمكن من إحصاء الأضرار والخسائر. وقالت: "لقد تعطلت خطوط الاتصالات والتيار الكهربائي، والسكان خائفون ومصدومون بلا شك".

ونقلت وكالة فرانس برس عن المفوضية الصينية الوطنية للتصدي للكوارث قولها إن حصيلة القتلى قد تصل إلى 100، وأن 130 الف منزل قد أصيب بأضرار. وورد في بعض التقارير التي تناقلها الاعلام الصيني أن سائحين كانوا بين القتلى والجرحى. ودعا الرئيس الصيني شي جينبينج إلى "بذل كل الجهود الممكنة لتنظيم نشاطات الإنقاذ"، حسبما قالت وكالة شينخوا الرسمية للأنباء. مضيفة بأنَّه تم استدعاء فرق إطفاء وعسكريين من المناطق المجاورة للمساهمة في جهود الإنقاذ.

وفي سياق منفصل، قال الدالاي لاما الزعيم الروحي للتبت، أمس، إنه سيتعيَّن على الهند والصين حل الخلاف العسكري المستمر منذ وقت طويل بينهما على منطقة نائية عند جبال الهيمالايا عبر المحادثات، مُستبعدا احتمال الحرب؛ لأنها ستكون مدمرة للطرفين.

ودخلت القوات الهندية والصينية في مواجهة قبل سبعة أسابيع عند هضبة دوكلام التي تطالب الصين ودولة بوتان حليفة الهند بالسيادة عليها. وقال الدالاي لاما -الحائز على جائزة نوبل للسلام، ويعيش في المنفى بالهند بعدما فرَّ من انتفاضة فاشلة ضد الحكم الصيني لإقليم التبت- إنَّ الحرب لن تنتهي بانتصار طرف على آخر، وإن المحادثات هي الخيار الوحيد. وأضاف من العاصمة الهندية: "ينبغي أن يكون هذا القرن قرنا للحوار. إنَّ انتصارَ طرف وهزيمة الآخر فكر قديم. والسبيل الوحيد هو المحادثات".

ودخلتْ القوات الهندية دوكلام في منتصف يونيو لمنع فريق إنشاءات صيني من مد طريق يقول الجيش الهندي إنه سيجعل الجيش الصيني أقرب مما ينبغي في المنطقة الشمالية الشرقية. وطالبت بكين الهند بمغادرة المنطقة، ولم تُسفر مُحادثات بين الجارتين عن انفراجة؛ مما أثار مخاوف نشوب الصراع بينهما. وقال الدالاي لاما إن مخاطر نشوب الصراع قليلة رغم تبادل التصريحات شديدة اللهجة. وأضاف: "لا يُمكن أنْ تمتلك دولة كبيرة القدرة على التخلص من دولة كبيرة أخرى أو هزيمتها. لذا فعليكم العيش جنبا إلى جنب".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة