الاتحاد الأوروبي يندد "بالاستخدام المفرط للقوة".. وأمريكا تتعهد بتحركات "قوية وسريعة"

فنزويلا: حزب الرئيس يعود إلى البرلمان "من النافذة" تمهيدا لطرد المعارضة "من الباب"

 

كراكاس – الوكالات

 

احتفل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس بانتخاب كيان تشريعي جديد من المتوقع أن يمنح الحزب الاشتراكي الحاكم سلطات واسعة النطاق وسخر من انتقاد الولايات المتحدة بأن الانتخابات لطمة للديمقراطية. ووصفت الولايات المتحدة، أكبر سوق للنفط الفنزويلي، التصويت بأنه عار وقال مسؤولون في واشنطن إنهم يقومون بإعداد عقوبات على قطاع النفط في البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وقال ديوسدادو كابيلو نائب رئيس الحزب الاشتراكي في احتفال جماهيري بعد الانتخابات في كراكاس "ستبدأ الجمعية التأسيسية عملها على الفور". وشارك مطربون وراقصون في الفعالية التي بلغت ذروتها بعد منتصف الليل بإعلان الإحصاء الرسمي للأصوات وخطاب حماسي لمادورو. ولمح كابيلو لأنّ الجمعية التأسيسية ستعقد جلسات في نفس مقر البرلمان الحالي الذي حصلت المعارضة على أغلبية ساحقة فيه في انتخابات عام 2015. وقال في مؤتمر صحفي "طردونا من الباب فعدنا لهم من النافذة. نحن لا نستسلم أبدا. نحن نصر حتى نفوز. واليوم نشعر بنشوة النصر".

وفاز حلفاء الحزب الاشتراكي بجميع مقاعد الجمعية الجديدة التي يبلغ عددها 545 مقعدا وستملك سلطات إعادة كتابة الدستور وحل مؤسسات الدولة مثل البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة وعزل المسؤولين المنشقين.

وقال مادورو لحشد من أنصاره بعد انتهاء التصويت "قال متحدث باسم الإمبراطور دونالد ترامب إنه لن يعترف بنتائج انتخابات الجمعية التأسيسية الفنزويلية". وأضاف "لماذا نهتم بما يقوله ترامب؟ نحن نهتم بما يقوله شعب فنزويلا صاحب السيادة".

وقُتل عشرة أشخاص على الأقل في احتجاج أمس الأحد نظمه معارضو الرئيس اليساري الذي لا يحظى بشعبية نيكولاس مادورو الذي يصر على أن الجمعية التأسيسية الجديدة ستجلب السلم بعد أربعة شهور من الاحتجاجات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 120 شخصا.

وقالت لجنة الانتخابات إن 8.1 مليون ناخب شاركوا في التصويت. لكن وفقا لتقديرات المعارضة شارك 2.5 مليون شخص فقط في التصويت. ووصف منتقدو مادورو الانتخابات بأنها انتزاع سافر للسلطة بهدف إبقاء الرئيس في منصبه برغم الرفض الشعبي له بسبب أزمة اقتصادية طاحنة أدت لتفشي سوء التغذية وصعوبة تدبير الاحتياجات الأساسية للمواطنين في بلد يبلغ تعداد سكانه نحو 30 مليون نسمة.

وتعهدت وزارة الخارجية الأمريكية الأحد "بتحركات سريعة وقوية ضد مهندسي الحكم الاستبدادي" ستشمل وفقا لما ذكره مسؤولون أمريكيون عقوبات في قطاع النفط.

وقال زعيم المعارضة هنريك كابريلس في مؤتمر صحفي "الجمعية التأسيسية لن تحل أي مشكلة في البلاد إنها تعني فقط المزيد من الأزمات" ودعا لجولة جديدة من الاحتجاجات ظهر اليوم. وأضاف "بالنسبة للغد ستبدأ جولة جديدة من الصراع".

ونددت دول أمريكا اللاتينية من الأرجنتين إلى المكسيك بشدة بالتصويت برغم أنها اشتهرت تاريخيا بالعزوف عن اتخاذ جانب واشنطن في النزاعات التي تخص القارة.

ورفضت عدة دول الاعتراف بالنتائج وانضمت إسبانيا وكندا للدول المنددة بانتخابات الجمعية التأسيسية.

من جانبه، ندد الاتحاد الأوروبي أمس بما وصفه بالاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن في فنزويلا واستبعد الاعتراف بنتائج الانتخابات التي أجريت يوم الأحد وشابتها اشتباكات عنيفة سقط فيها قتلى.

وكان الأحد أحد أكثر الأيام دموية منذ بدء احتجاجات ضخمة في مطلع أبريل حيث قاطع الناخبون على نطاق واسع التصويت لاختيار أعضاء جمعية تأسيسية دعا إليها الرئيس اليساري نيكولاس مادورو الذي لا يتمتع بشعبية.

وقال رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني "لن نعترف بهذه الانتخابات. من الواضح تماما أن النظام الحالي يتشبث بالسلطة. إرادة الشعب هي تغيير النظام. ومن الضروري إجراء انتخابات الآن".

وقالت المفوضية الأوروبية إن لديها "شكوكا عميقة" بشأن الاعتراف بالنتيجة. وأضافت في بيان "يندد الاتحاد الأوروبي بالاستخدام المفرط وغير المتكافئ للقوة من جانب قوات الأمن". وقالت السلطات الفنزويلية إن عشرة أشخاص قتلوا في اشتباكات بين محتجين مناهضين لمادورو وقوات الأمن.

وقالت المفوضية الأوروبية في بيانها "فنزويلا بها مؤسسات شرعية ومنتخبة ديمقراطيا دورها التعاون وإيجاد حل عن طريق التفاوض للأزمة الراهنة. وجمعية تأسيسية انتخبت في أجواء يسودها العنف والشكوك لا يمكن أن تكون جزءا من الحل". ولم يذكر البيان ما إذا كان الاتحاد الأوروبي يدرس فرض المزيد من العقوبات على فنزويلا مثل الولايات المتحدة.

 

تعليق عبر الفيس بوك