بلدية مسقط تواصل الجهود والحملات التوعوية لمحافظة على الشواطئ ومفردات الحياة البحرية

مسقط - الرُّؤية

تُوَاصِل بلدية مسقط جهودها التوعوية من أجل المحافظة على المتنزهات الشاطئية ونظافة الشواطئ بشكل عام، إضافة لنشر مواد تثقيفية تدعو للحفاظ على الحياة البحرية وعدم تلويث الشواطئ ببقايا التجمعات العائلية والشبابية...وغيرها من الظواهر السلبية التي تمتد للتأثير على الحياة البحرية، وتشوه المنظر العام.

وفي هذا الصدد، قالت زكية بنت ناصر المغيرية باحثة توعوية في المديرية العامة بالسيب: رغم تميُّز شواطئ السلطنة بجمالها وهدوئها؛ حيث يرتادها الزوار بحثاً عن فرص قضاء أوقات ممتعة، إلا أنَّ هناك عددا من الظواهر السلبية تتمثل في تراكم النفايات في غير أماكنها المخصصة، ومن المعروف أنَّ التخلص العشوائي من هذه النفايات يشوه المكان، فضلا عن التسبب في جلب الكثير من الحشرات والحيوانات السائبة الى تلك الشواطئ.

وأضافت المغيرية: نظراً لأهمية المحافظة على الشواطئ، فقد تم إدراج عدد من الحملات الخاصة بالنظافة في خطط وبرامج مكتب الإعلام والتوعية بالمديريات؛ وذلك بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والأهلية؛ بهدف تنمية المجتمع بثقافة التطوع في الحملات، وإنماء حس المسؤولية لديهم، إضافة إلى أن هذه الحملات تعرف المشاركين عن قرب بأضرار تلوث الشواطئ والحياة البحرية، وتصبح لديهم القدرة على توعية الناس بخطورة التخلص الخاطئ من النفايات على شواطئ البحر، أو رميها على الرمال الساحلية وانجرافها للبحر أو تحللها وتلويثها للمكان بالروائح والنفايات.

وتشير إلى أنَّ أكثر الأضرار التي تقع تتمثل في تجمع المخلفات الصلبة على امتداد غرف الصيادين في شاطئ ولاية السيب؛ الأمر الذي يؤدي الى تشويه المنظر العام، إضافة للشوي في الأماكن غير المخصصة؛ مما يؤدي إلى تلوث رمل الشاطئ وتغيُّر لونه بسبب الفحم الذي اختلط بالرمال كمخلفات بعد وجبات الشواء، كما أنَّ هذه الملوثات تتسبب في جرح أقدام الأطفال، ونفور الزوار، واختلاط مفردات الطبيعة الجميلة من الأصداف بالفحم المتناثر الذي يضرر بالبيئة، ويشوه المناظر الطبيعية الشاطئية أولا و أخيرا.

وبدوره، أشار عبدالحميد بن عبدالله العجيلي مساعد مدير عام المديرية العامة للشؤون الصحية، إلى أنَّ بلدية مسقط -مُمثلة في المديرية العامة للشؤون الصحية- تُتابع عن كثب الملاحظات الواردة في الشأن الصحي فيما يخص المحافظة على نظافة الشواطئ وما تزخر به من جماليات، كما تركز جهودها الخدمية على جماليتها من خلال إقامة متنزهات شاطئية وتوفير ألعاب للأطفال ومرافق خدمية أخرى. وأضاف العجيلي: نعمل بدورنا على تفعيل الجوانب الصحية من ناحية تنظيف الشواطئ وكنسها بالمعدات الآلية، ووضع اللوائح الإرشادية التي تشير إلى منع اصطحاب الكلاب والحيوانات للشواطئ. أما بشأن الجزاءات والعقوبات للمخالفين، فإنَّه يتم تطبيق اللوائح والقرارات والمتمثلة في الأمر المحلي رقم (1/2006) بشأن وقاية الصحة العامة، والتي أشارت بعض بنودها إلى ضرورة التخلص من النفايات في الحاويات المخططة لها، فضلا على حظر تجفيف الأسماك في الأحياء السكنية أو الشواطئ القريبة منها أو على أسطح المنازل، ويجب الالتزام بتجفيفها في الأماكن المخصصة لذلك، وبالطرق الصحية المعتمدة من قبل البلدية والجهات المختصة، كما جاء القرار الإداري رقم (55/2017) منظما ومحددا للجزاءات الإدارية على مخالفات البلدية ومنها المخالفات المتعلقة بوقاية الصحة العامة وايضا المخالفات الضارة بالبيئة.

وأضاف العجيلي: هناك عدد من المخالفات والسلوكيات التي يتم ضبطها بشكل متكرر، مثل رمي النفايات والمخلفات في الأماكن غير المخصصة أو تركها على الشواطئ، ولعب الكرة على المسطحات الزراعية والمتنزهات والعبث ببعض مكونات المسطحات الخضراء واقتلاع الزهور، وكذلك الشوي في أماكن الجلوس والاستراحات بالشواطئ، إضافة لظاهرة مزعجة وهي قيادة المركبات والدراجات في مواقع التنزه وجلوس العائلات، مما يشكل خطورة وظاهرة غير مسؤولة من قبل مرتكبيها، وندعو في هذا الشأن إلى أهمية التقيد باللوائح التي تمنع هكذا ممارسات، وذلك لجعل هذه الأماكن مستقر للجميع.

ثقافة التطوع

وحول جهود المديرية العامة لبلدية مسقط بمطرح الكبرى، قال المهندس أحمد بن سعيد الربخي مساعد المدير العام بالمديرية: "يتم التخطيط بشكل منتظم لحملات النظافة ورفع جهود التوعية المجتمعية، وتكثيف تلك الجهود في المناسبات والإجازات الرسمية؛ ذلك لأن هذه الأوقات تشهد كثافة في زيارة الشواطئ والمتنزهات بشكل عام، كما تحرص المديرية على التأكد من وجود لافتات ارشادية في بعض المواقع بالشواطئ، وتوافر حاويات النفايات مع وجود عمال النظافة بصفة مستمرة، ومع ذلك فإنه لا تزال هناك ملاحظات متكررة حول رمي النفايات والمخلفات على رمال الساحل وفي مياه البحر وترك بقايا الأطعمة.

وحول جهود البلدية في ولاية بوشر، قال حميد بن سالم الحارثي مساعد مدير الشؤون الصحية لصحة البيئة: "تقوم المديرية العامة في بوشر بدورها فيما يتعلق بنظافة الشواطئ وفق برنامج مخصص، إضافة إلى الحرص على بناء علاقة مجتمعية بالاشتراك مع القطاع الخاص في تفعيل جوانب التوعية لتنظيم حملات نظافة مشتركة بالتنسيق مع موظفي التوعية والإرشاد بالمديريات؛ وذلك لدراسة أكثر الظواهر والملاحظات ووضع خطط توعوية ممنهجة تستهدف مرتادي الشواطئ بناءً على تلك الملاحظات، وكذلك نحرص باستمرار على المشاركة مع الجهات الحكومية والخاصة في البرامج المنفذة من قبلهم وذات الطابع المشترك؛ مثل: يوم البيئة العماني، ويوم الحياة الفطرية...وغيرهما من المناسبات التي نبرز من خلالها أدوارنا التوعوية ونعزز من غرس مفاهيم المشاركة المجتمعية ودور المؤسسة بالمجال.

وأضاف الحارثي: "نأسف عند مواجهة كثير من الظواهر السلبية التي تضر بجمال الشواطئ ومفردات الحياة البحرية، مثل تخريب المرافق وتفريغ مخلفات صهاريج شفط المياه أو المشتقات النفطية في البحر، والتي تعمل بدورها على الإضرار بالحياة البحرية وكائناتها. هذا عدًّا عن كثير من الملاحظات المتكررة مثل رمي القمامة وبقايا التجمعات الشبابية المسائية في الشواطئ الرملية ومواقف السيارات رغم انتشار حاويات القمامة، وتداول الشيشة من قبل الأفراد على الشاطئ، وهي أمور لا تليق بالذوق العام أو بخصوصية الشواطئ التي تجتمع فيها العوائل كمتنفس للجميع.

تعليق عبر الفيس بوك