"البحث العلمي".. إنجازات ملموسة لتأسيس منظومة إبداعية تقود نحو الابتكار والتميز

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

≤ شراكات مع المؤسسات التعليمية والخاصة لتمويل بعض المبادرات والمشاريع الموجهة للباحثين والمبتكرين

≤ مُلتقى سنوي للباحثين ومجمع للابتكار أبرز المبادرات الوطنية في قطاعات المياه والبيئة والطاقة المتجددة والغذاء والتكنولوجيا الحيوية والعلوم الصحية

 

مسقط - الرُّؤية

شَهِد مجلسُ البحثِ العلميِّ، خلال الفترة الماضية، العديدَ من الإنجازات في مجالات البحث العلمي والابتكار، والتي بدأتْ منذ إنشاء المجلس بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 54/2005؛ وذلك عبر إقرار الآليات التنفيذية المختلفة الكفيلة بتحقيق رؤية المجلس المتمثلة في تأسيس منظومة ابداعية تستجيب للمتطلبات المحلية والتوجيهات العالمية، وتقود إلى الابتكار والتميز العلمي، وتترجِم أهدافه لتأسيس بيئة بحثية محفزة على أرض الواقع.

وواصل المجلس السير في برامجه ومشاريعه في شتى مجالات البحث العلمي والابتكار، وقد تحققت إنجازات كانت ترجمة لخطة إستراتيجية في دعم برامج البحث العلمي والابتكار، وسيواصل المجلس جهوده في بناء هذه المنظومة مستفيدا من تراكم الخبرات في السنوات الماضية بما يلبي تطلعات المجتمع العماني ويواكب التغيرات الإقليمية والعالمية.

وقد أوجد المجلس بدائل جديدة لتمويل بعض المبادرات العلمية والمشاريع الموجهة للباحثين والمبتكرين، للتغلب على التحديات التي أثّرت على بعض برامج دعم البحوث المختلفة بالمجلس، ووقفت أمام تمويل المشاريع والبرامج العلمية المختلفة، وعمل المجلس على تعزيز التعاون مع شركائه بالقطاع الخاص لتمويل بعض المبادرات والتي كان لها أثر جيد في مواصلة جهود المجلس في دعم الأنشطة البحثية والابتكارية.

فقد دشن مجلس البحث العلمي برنامج تحويل مشاريع التخرج الطلابية في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات إلى شركات ناشئة بالتعاون مع شركاء البرنامج ليتواكب مع تطلعات الشباب العماني في مجال البحث العلمي والابتكار بمختلف الجامعات والكليات، ويعد البرنامج فرصة لتوجيه مشاريع التخرج لحل قضايا معاصرة في مجال الاتصالات ونظم المعلومات، كما يسعى البرنامج إلى تحقيق قيمة اقتصادية مضافة من خلال مشاريع التخرج المتميزة، والذي بدوره سوف يعمل على رفد السوق المحلي بشركات عمانية ناشئة متخصصة في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات.

حيث تم الإعلان الرسمي عن البرنامج في سبتمبر 2016 بمشاركة 5 مؤسسات حكومية وخاصة، وبدأ التسجيل في البرنامج فبراير2017 وأغلق التسجيل في أبريل 2017، حيث تم استقبال 62 طلب مشاركة شملت 157 طالبا من عدد 17 مؤسسة من مختلف مؤسسات التعليم العالي في المرحلة الأولى، وبعد الفرز الأوَّلي لها تأهل 33 مشروعا إلى المرحلة الثانية، والتي تأهل منها 9 مشاريع إلى المرحلة الثالثة والأخيرة، حيث شهد شهر مايو 2017 بدء عملية فرز أفضل مشاريع البرنامج ليتم الإعلان عن المشاريع الثلاثة الفائزة في 26 يوليو2017.

 

الجدران المتساقطة

كما نظم مجلس البحث العلمي هذا العام وللمرة الثانية على التوالي مسابقة الجدران المتساقطة الهادفة لدعم العلم والعلوم الإنسانية، بالتعاون مع القطاع الخاص، والتي تعد بمثابة منتدى دولي، وتهدف إلى بناء وتعزيز الصلات بين الأكاديميين المجيدين والمبتكرين ورواد الأعمال، ويتم تقديم فكرة المشروع التي تدعم قضايا الوقت الراهن في زمن قدره 3 دقائق فقط، وشارك في المسابقة في نسختها الأولى العام الماضي 128 مشروعا، تأهل منها 18 مشروعا للتنافس في التصفيات النهائية، وتم اختيار 3 مشاريع للفوز في المراكز الثلاثة الأولى على المسابقة، وترشحت صاحبة المركز الأول في المسابقة للمشاركة في منتدى الجدران المتساقطة الدولي في مدينة برلين بجمهورية ألمانيا الاتحادية في نوفمبر عام 2016م.

وحققت المسابقة في نسختها الثانية التي أقيمت في مايو 2017 إقبالا كبيرا لا سيما من مؤسسات التعليم العالي؛ حيث شارك في التصفيات النهائية 20 من 86 تقدموا بطلباتهم للمشاركة؛ حيث تم اختيار 3 مشاريع للفوز بالمراكز الثلاثة الأولى، وهي مشروع اللبان العماني ودوره في صناعة الاصباغ، ومشروع السترة الواقية من الحرارة المحيطة، ومشروع إزالة المركبات العضوية من الماء، وسيشارك هؤلاء الفائزين في النهائيات بمدينة برلين الألمانية في شهر نوفمبر 2017.

 

حملة جائزة نوبل

وللمرة الثانية على التوالي، شاركت طالبة دكتوراه من جامعة السلطان قابوس، كثاني عمانية تمثل الباحثين الناشئين في الاجتماع للعلماء الحاصلين على جائزة نوبل في مدينة لينداو بألمانيا لعام 2017، وتأتي هذه المشاركة الثانية من نوعها كأحد المزايا التي حصل عليها مجلس البحث العلمي بعد أن أصبح شريكا أكاديميا في منظمة لينداو منذ عام 2015م، كما قام المجلس بتوقيع مذكرة تفاهم مع منظمة لينداو يتمكن المجلس من خلالها بصفة سنوية من ترشيح باحثين عمانيين للمشاركة في هذه الاجتماعات الهامة سعيا من مجلس البحث العلمي لتحفيز الباحثين العمانيين ونقل المعرفة.

كما أنه وللمرة الثانية على التوالي، يشارك وفد طلابي في نوفمبر2017 بدعم مشترك بين مجلس البحث العلمي والقطاع الخاص في منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب الـ59، بعد أن شارك عام 2016م في فعاليات المنتدى، وتهدف هذه المشاركة إلى إتاحة الفرصة للباحثين من الشباب العمانيين الطلاب للاستفادة من التجارب الناجحة والبرامج المتميزة التي تقدم للشباب على مستوى العالم، ويستقطب منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب الطلاب المهتمين بالعلوم من كل أنحاء العالم، ويهدف المنتدى للمساهمة في إعطاء منظور أكثر عمقا للعلوم وتطبيقاتها، إضافة لتقريب وجهات النظر ومساعدة الشباب على فهم أقرانهم من الأمم الأخرى، وذلك من خلال ما يحتويه المنتدى من محاضرات وتجارب إيضاحية مقدمة من نخبة من العلماء الرائدين في مختلف المجالات العلمية.

 

جائزة الغرفة للابتكار

اختتم مجلس البحث العلمي فعاليات التقييم الأولي للمرحلة الأولى من جائزة الغرفة للابتكار التي ينظمها تحت شعار "ساهم بأفكارك.. لترقى بلادك"، التي تشمل مختلف محافظات السلطنة، وامتدت أسبوعين في مايو2017، ويستعد حاليا للمرحلة الثانية التي ستقام في شهر سبتمبر2017، وإعلان الفائزين النهائي سيكون في شهر نوفمبر2017 بالتزامن مع العيد الوطني السابع والأربعين المجيد.

وتهدف المسابقة إلى تعزيز التعاون والشراكة بين مؤسسات القطاع الخاص والقطاع الأكاديمي وتبني الأفكار الإبداعية والعمل على تحويلها إلى أرض الواقع في منتجات أو خدمات يتم تسويقها والاستفادة منها، وبلغ العدد الإجمالي للأفكار المقدمة كأفكار ابتكارية للتنافس 460 مقترحا على مستوى السلطنة.

وللعام الثالث على التوالي، نظَّم مجلس البحث العلمي الملتقى السنوي للباحثين من أجل ترجمة أهداف الإستراتيجية الوطنية للبحث العلمي في تشجيع ونشر ثقافة البحث العلمي في السلطنة، ونقل المعرفة، وتبادل الخبرات والمعارف بين الباحثين من داخل وخارج السلطنة، إضافة لعرض مستجدات البحوث العلمية، وتشجيع الباحثين على ضرورة إبراز أنشطتهم البحثية في شتى المجالات العلمية والتعريف بأنشطة وبرامج مجلس البحث العلمي.

وتضمن الملتقى 6 جلسات نقاشية بحثية حول مستجدات ومخرجات المقترحات البحثية في القطاعات البحثية الستة، اضافة الى تكريم الفائزين بالجائزة الوطنية للبحث العلمي، وتكريم البحوث الطلابية الفائزة في برنامج دعم بحوث الطلاب.

كما أقيم معرض على هامش الملتقى تضمن 43 ملصقا بحثيا بتمويل من مجلس البحث العلمي تم نشر بعض مخرجاتها في مجلات علمية عالمية محكمة ضمن برنامج المنح البحثية المفتوحة.

واستضاف مجلس البحث العلمي كذلك خلال عام 2016 الاجتماع الإقليمي لمجلس البحث العلمي العالمي الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتم خلاله مناقشة التكامل بين التخصصات المختلفة ودفع عملية التكامل بين المجالات الانسانية مع العلوم التطبيقية، وركز الاجتماع أيضا على الطاقة الشمسية والخلايا والجدران وكيف يمكن تقليل استهلاك الطاقة وأنواع أخرى من الدراسات الانسانية في هذا الجانب، إلى جانب مناقشة دور المرأة في مجال البحث العلمي.

 

مجمع الابتكار مسقط

يُعدُّ مجمع الابتكار مسقط أبرز مشاريع مجلس البحث العلمي؛ حيث ينتظر الانتهاء من المرحلة الأولى قبل نهاية هذه السنة، ويمثل المجمع إدراكاً للدور الكبير الذي يشكله اقتصاد المعرفة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات، ودوره الإيجابي والفاعل في التطوير وزيادة الإنتاجية؛ حيث يُعنى بالبحث العلمي والابتكار.

وسيكون مجمع الابتكار مسقط منبراً للتواصل بين مختلف الباحثين المبتكرين المهتمين بريادة الاعمال في مجالات علمية، وجسراً للتفاعل البناء بين المجلس والمجمع والبيئة المحيطة، بما يقود لإيجاد حلول للمشكلات المطروحة، والوصول إلى ابتكارات تساعد على النجاح في عملية التحول نحو الاقتصاد المبني على المعرفة، ومن ثم الاسهام في تحقيق التنمية المستدامة المأمولة.

 

مشروع OMREN

يسعى مجلس البحث العلمي من خلال هذا المشروع إلى إنشاء شبكة معلوماتية تتيح للمؤسسات البحثية والأكاديمية الوصول إلى المعلومات والبيانات بسرعة فائقة تصل الى ألف ميجا بايت في الثانية من خلال ربط المؤسسات البحثية والتعليمية في السلطنة بشبكات البحث والتعليم العربية والأمريكية والأوروبية.

كما أنَّ هناك خطة لتوفير خدمات الشبكة خارج النطاق المكاني للجامعات والكليات من خلال شرائح للهاتف المحمول بحيث تكون الأجهزة اللوحية مرتبطة مع الشبكة مع حفظ الخصوصية والسرية، مما يغني عن تقديم الخدمات من خلال شبكة الأنترنت ويوفر فعالية وأمان أكثر للطالب والباحث والمؤسسات المستفيدة، وعلى الصعيد الدولي فقد تم التنسيق مع الشبكة الأمريكية للبحث والتعليم INTERNET2 لتوصيل الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم OMREN مباشرة بسرعة عالية. كما أن التنسيق مستمر مع شبكات الدول المجاورة والشبكة العربية للبحث والتعليم ASREN لتبادل الخبرات في مجال الشبكات البحثية وآخر الحلول التي تم تطبيقها في العالم العربي.

 

"مؤشرات العلوم والتقانة"

هي مؤشرات عالمية صممت بهدف جمع بيانات حول أنشطة البحث العلمي والتطوير التجريبي من حيث الإنفاق على هذه الأنشطة والتعرف على الكوادر التي تعمل ضمنها بحيث تزود هذه المؤشرات الى منظمة اليونسكو لغرض نشر معدل الانفاق على البحث في سلطنة عمان حيث تمت عملية المسح وفقا لمتطلبات استبيان منظمة اليونسكو لجرد الانفاق على البحث والتطوير التجريبي.

وقد اعتمد مجلس البحث العلمي نسبة الإنفاق على البحث والتطوير التجريبي في السلطنة لعام 2014 و2015 ضمن مشروع حساب مؤشرات العلوم والتكنولوجيا حيث بلغت 0.25% من الدخل القومي للسلطنة. وأفرز المشروع مؤشرات مهمة من حيث السعة البحثية ويقصد به موظفو البحث والتطوير التجريبي حسب الوظيفة وحسب القطاع وغيرها حيث بلغ اجمالي عدد الباحثين لكل مليون نسمة 530 باحثا، وبلغ عدد الباحثين في البحث والتطوير التجريبي لعام 2015م في فئة الموظفين إلى 2313 باحثا وباحثة، ووصل مجموع الإنفاق على البحث والتطوير التجريبي الى ما يقارب 67 مليون ريال عماني.

وإلى جانب ذلك، شهد مشروع المكتبة العلمية الافتراضية نشاطا متواصلا على مختلف الجوانب التقنية والفنية أو الجوانب الإدارية، فتم تجهيز المستندات الخاصة بالشبكة، وإسناد العمل لإحدى الشركات المتخصصة، وتم إدماج أفكار غير تقليدية وتمت إعادة هيكلة بعض العناصر وتطوير البعض الآخر، وستتيح الشبكة خدماتها لطلبة المؤسسات التعليمية كمرحلة أولى، ثم للباحثين كمرحلة لاحقة تمهيدا لإطلاق المشروع في العام 2017.

والمكتبة العلمية الافتراضية العمانية هي عبارة عن موقع على شبكة المعلومات العالمية يتيح للمتصلين به الوصول إلى مختلف أنواع مصادر وخدمات المعلومات الإلكترونية التي تحوي دوريات البحوث المحكمة ورسائل الدكتوراه والماجستير وأوراق عمل المؤتمرات العلمية.

 

كما شهد برنامج دعم التكيف نحو التنمية المستدامة هذا العام تركيزا أكبر على الأنشطة الداخلية للبرنامج من حيث تطوير اللجان وفرق العمل، وإعادة طرح الأهداف بصورة أفضل مع شركاء المجلس، إلى جانب بناء علاقات مثمرة مع أطراف محلية وأخرى عالمية مهتمة بموضوع التنمية المستدامة؛ وذلك من أجل تقديم رؤية شاملة لقضايا التنمية المستدامة وتشابكاتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والتقدم بتوصيات عملية تهدف لتوفير منصة علمية تدعم متخذي القرار في التخطيط التنموي، ومساعدة تكيف القطاعات الاقتصادية المختلفة نحو الاستدامة، ودفع مسيرة العمل التنموي والارتقاء بمستوى أدائه.

ويعد برنامج المنح البحثية الإستراتيجية هو الآخر أحد أهم البرامج التي ينفذها مجلس البحث العلمي بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بهذه البرامج، وتم منذ إنشاء البرنامج اعتماد 9 برامج إستراتيجية؛ أبرزها: البرنامج البحثي للإدارة المتكاملة لمكافحة حشرة دوباس النخيل وهو أحد المشاريع الإستراتيجية التي ينفذها المجلس بالتعاون مع وزارة الزراعة والثروة السمكية؛ حيث يتواصل العمل في المشاريع البحثية الخمسة التي تم توقيعها ضمن هذا البرنامج مع عدد من الجامعات والكليات من داخل السلطنة وخارجها،كما يجري العمل للتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) لتقديم المقترح البحثي المتعلق بدراسة الآثار الاجتماعية والاقتصادية لمشكلة الدوباس وتأثير المعاملات الزراعية على الإصابة بالدوباس.

كما يتواصل العمل في برنامج بحوث المرصد الاجتماعي والذي شهد مجموعة من الأنشطة المختلفة خلال العام الماضي وأبرزها الموافقة من اللجنة التوجيهية للبرنامج على دعم مقترح بحثي واحد من مجموع (5) مقترحات متكاملة مقدمة، وتنقيح مؤشرات الطفل المقدمة من منظمة ديف سات العالمية من اللجنة التوجيهية للبرنامج اضافة الى تعديل المؤشرات الاجتماعية الـ138 المقدمة من جامعة ساوثمبتون وفرزها من فريق البرنامج واللجنة التوجيهية.

أمَّا في البرنامج البحثي للسلامة على الطرق، فتتمثل أبرز النتائج المتحققة في الانتهاء من مشروع إنشاء قاعدة البيانات بالتعاون مع المعمل البريطاني للنقل، وتضم بيانات حوادث الطرق، متضمنة الاحصائيات والمعلومات المهمة للباحثين المهتمين بحوادث الطرق، والجهات الحكومية المعنية، وإيجاد منهج علمي لدراسة حوادث الطرق بالسلطنة عبر جمع البيانات التي تساهم في التحليل الموضوعي للحوادث لتحقيق مزيد من التدابير الفعالة للسلامة على الطرق من خلال تحليل الخدمات والرعاية في جوانب الحوادث المرورية والتحليل المتعمق لأسباب وفيات حوادث المرور بالسلطنة.

وهناك أيضاً عِدَّة برامج بحثية وإستراتيجية معنية بالتراث الثقافي العماني وبحوث المياه وسلامة وجودة الغذاء والأمراض المزمنة غير المعدية.

أمَّا برنامج المنح البحثية المفتوحة، فقد بدأ اعتبارا من الربع الأخير من عام 2009 في تمويل المقترحات التي يتقدم بها الباحثون في مجالات اختصاصهم المختلفة بهدف زيادة السعة البحثية في السلطنة، وإيجاد بيئة محفزة للباحثين، ويعمل البرنامج على استقبال المقترحات البحثية وتحكيمها وتمويلها ضمن القطاعات البحثية الستة، وهي (الطاقة والصناعة، والاتصالات ونظم المعلومات، والبيئة والموارد الحيوية، والتعليم والموارد البشرية، والثقافة والعلوم الاجتماعية والاساسية، والصحة والخدمة الاجتماعية)، حيث يتم تمويل المقترحات البحثية التي يستقبلها البرنامج من خلال دورتين للتقييم في كل عام، وتكمن فكرة البرنامج في تخصيص المنح البحثية لتمويل البحوث العلمية القصيرة والمتوسطة الأجل الناتجة عن مبادرات الباحثين في مجالات اهتماماتهم البحثية، ويستهدف البرنامج تعزيز القدرات البحثية في سلطنة عُمان، ودعم الباحثين وتشجيعهم لإجراء مشاريع البحوث في مجالات اهتمامهم وفقاً للمتطلبات المحلية وتماشياً مع المستجدات والتطورات العلمية على المستوى العالمي، وفي هذا الإطار استقبل المجلس حوالي 320 مقترحا بحثيا في مختلف القطاعات البحثية خلال الدورات الماضية، تم اعتماد 160 مقترحا بحثيا منها، وتضمنت المقترحات الممولة عدد 65 منحة دكتوراه، و139 منحة ماجستير.

وفي برنامج دعم بحوث الطلاب، اعتمدَ مجلسُ البحث العلمي تمويل 39 مقترحا بحثيا طلابيا لعام 2016؛ وذلك للسنة الرابعة على التوالي بتكلفة بلغت 73282 ريالا عمانيا، وبلغ إجمالي عدد المقترحات البحثية التي تم التقدم بها ضمن هذا البرنامج للمرحلة الرابعة العام الماضي 206 مقترحات بحثية.

بينما تم خلال برنامج البحوث الموجهة تنفيذ مشروع بحثي بعنوان "الحكايات والأساطير المرتبطة بالأمكنة العمانية في الذاكرة الجمعية في محافظتي شمال الباطنة وشمال الشرقية"، ويدور المشروع حول الحكايات الشعبية التي نسجتها الذاكرة الجمعية حول الأمكنة السياحية في عُمان سواء كانت أماكن معمارية أو طبيعية والتي يمكن أن تشكل وسيلة ترويجية مهمة لتلك الأمكنة.

بينما يُمثل برنامج المراكز البحثية أحد البرامج التي قام المجلس بتأسيسها من أجل تحقيق التميز البحثي في المجالات ذات الأهمية الوطنية، إلى جانب بناء الروابط البحثية بين القطاعات المختلفة وبناء السعة البحثية. ويتمثل هذا البرنامج في إنشاء مراكز بحثية مستقلة إداريا، الغاية منها القيام بإجراء البحوث في المجالات الاستراتيجية المختلفة، مثل مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية، وبرنامج المقهى العلمي.

 

"البيوت الصديقة للبيئة"

وتواصل العمل خلال العام 2016 في البيوت الصديقة للبيئة، والتي تعد أحد أهم مخرجات المسابقة حيث قامت الفرق الأكاديمية المشاركة من مؤسسات التعليم العلي بالسلطنة بإضافة بعض التغييرات والتحسينات المهمة في المنازل الصديقة لليئة، وذلك من أجل ضمان عملها بشكل علمي وعملي لتطبيق جميع معايير المسابقة المتفق عليها، كذلك تم إضافة وتركيب أجهزة حديثة متطورة لمراقبة استهلاك الطاقة الكهربائية وانتقال الطاقة الحرارية والرطوبة وحركة المياه بشكل محدث.

كما تمت الاستفادة من هذه المنازل الصديقة للبيئة كمختبرات علمية لعمل الكثير من الدراسات العلمية والبحثية في مجال المحافظة على البيئة، واستفاد الكثير من الطلاب في إيجاد فرص تدريبية بشكل عملي، وكان لها دور كبير في التأسيس لبعض المؤسسات الصغيرة في هذا المجال، إضافة إلى تقديم الكثير من الحلول العلمية للكثير من قضايا البيئة والتنمية المستدامة عبر اشراك القطاع الخاص بالتعاون مع الفرق الأكاديمية المشاركة.

وإلى جانب ذلك، اعتمدتْ الجهات المختصة بالسلطنة الإستراتيجية الوطنية للابتكار، وقد شكلت مجموعة من اللجان والفرق الفنية للعمل على إعداد كل ما يتعلق بالركائز الأربع للإستراتيجية، وعملت الفرق الفنية المختلفة وبشكل متكامل وفق منهجية موحدة في حلقات عمل متزامنة من أجل تحقيق التكامل النسيجي بين الركائز الاربعة، وقام فريق ضمان الجودة بعمل تقييم تكويني محايد لمخرجات الفرق الفنية حسب مراحل المشروع المحددة مسبقا، حيث تم تحديد أربع ركائز رئيسية للاستراتيجية يعمل على كل ركيزة فريق عمل متخصص.

تعليق عبر الفيس بوك