انتقادات واسعة لاستغلال الإجراءات الاستثنائية في "سحق المعارضة"

"طوارئ" أردوغان مستمرة.. واعتقال 14 ضابطا و34 موظفا سابقا بالتليفزيون التركي

 

أنقرة - رويترز

استبعدَّ الرئيسُ التركيُّ رجب طيب أردوغان، أمس، رفعا فوريا لحالة الطوارئ التي فرضتها أنقرة قبل عام عقب الانقلاب الفاشل.. قائلا إنَّه لا يمكن رفعها إلا بعد انتهاء الحرب على الإرهاب. وكانت وسائل إعلام محلية أوردتْ أنَّ السلطات التركية اعتقلت أمس 14 ضابطا بالجيش وأصدرت أوامر باعتقال 51 شخصا من بينهم 34 موظفا سابقا بمؤسسة الإذاعة والتليفزيون التركية للاشتباه بصلتهم بمحاولة الانقلاب.

وقال أردوغان في خطاب موجه للمستثمرين في أنقرة: "لا مجال لرفع حالة الطوارئ في ظل كل ما يحدث... سنرفع الطوارئ فقط عندما لا تكون هناك حاجة لمحاربة الإرهاب... وربما لا يكون ذلك في المستقبل البعيد". ولم يحدد أردوغان إطارا زمنيا لذلك.

وفرضت تركيا حالة الطوارئ بعد فترة قصيرة من محاولة الانقلاب في يوليو الماضي عندما قادت مجموعة من الضباط دبابات وطائرات هليكوبتر وطائرات حربية وهاجمت البرلمان في محاولة للإطاحة بالحكومة؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 240 شخصا.

ومنذ ذلك الحين، جَرَى فصل أو وقف نحو 150 ألفا عن العمل في الجيش والخدمة المدنية والقطاع الخاص، كما اعتقلت السلطات أكثر من 50 ألفا بسبب صلات مزعومة بتلك المحاولة. وتتيح حالة الطوارئ للرئيس والحكومة تجاوز البرلمان في تمرير قوانين جديدة وتقييد أو تعليق الحقوق والحريات إذا ما رأوا ذلك ضروريا.

ويقول معارضون إنَّ أردوغان يستخدم هذه الإجراءات لسحق المعارضة، بينما تقول الحكومة إنها إجراءات ضرورية بسبب شدة المخاطر الأمنية التي تواجهها تركيا. ومن جانبه قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم أمس إن عمليات التطهير في الجيش ربما اقتربت من نهايتها. ومنذ محاولة الانقلاب جرى فصل 7655 عسكريا من بينهم 150 جنرالا وأميرالا و4287 ضابطا.

وقال يلدريم أمام نفس المؤتمر في أنقرة: "اقتربنا من تطهير الجيش بالكامل بعد فصل عسكريين من كل الرتب. وسيستمر هذا النضال حتى يدفع آخر عضو في منظمة فتح الله الإرهابية ثمن خيانته" في إشارة إلى رجل الدين فتح الله كولن الذي يعيش في الولايات المتحدة وتتهمه أنقرة بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل. وينفي كولن أي صلة له بمحاولة الانقلاب.

وعلى صعيد منفصل، قال مكتب حاكم إقليمي: إنَّ الشرطة التركية قتلت خمسة ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية خلال مداهمة منزل في مدينة قونية بوسط البلاد فجر الأربعاء وإن أربعة من رجال الشرطة أُصيبوا بجروح طفيفة. وقالت وكالة دوجان للأنباء إن هناك شكوكا في أن القتلى ربما كانوا يخططون لاستهداف فعاليات تقام هذا الأسبوع لإحياء الذكرى الأولى للانقلاب الفاشل.

وأضافت بأنَّ 233 آخرين يشتبه بانتمائهم لتنظيم لدولة الإسلامية وبتخطيطهم لشن هجمات في ذكرى الانقلاب جرى اعتقالهم في عمليات بتسعة وعشرين إقليما في البلاد بينهم 25 أجنبيا. كما تحارب قوات الأمن التركية حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا منذ ثلاثة عقود ضد الدولة أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص.

وفي سياق آخر، قالت وسائل إعلام رسمية إن تركيا أصدرت أمس أوامر لاعتقال 34 موظفا سابقا بمؤسسة الإذاعة والتليفزيون التركية؛ في إطار تحقيق يستهدف أنصار رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن المتهم بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل في يوليو الماضي.

وقالتْ وكالة الأناضول للأنباء إنَّ السلطات تشتبه في أن الموظفين السابقين الذي صدرت بحقهم أوامر الاعتقال يستخدمون تطبيق باي لوك للرسائل المشفرة الذي تقول الحكومة إن أتباع كولن يستعملونه. وكان تمَّ الإفراج عنهم من قبل بعد التحقيق معهم لصلتهم المزعومة بمحاولة الانقلاب.

وقالت وكالة دوجان للأنباء إنه في عملية منفصلة ألقت الشرطة القبض على 14 من ضباط الصف بالجيش في وقت مبكر، أمس، في ستة أقاليم في إطار التحقيق في محاولة الانقلاب. وهناك نحو 50 ألف شخص في سجون تركيا على ذمة المحاكمة لدورهم في الانقلاب الفاشل. كما أوقفت السلطات عن العمل نحو 150 ألفا من الموظفين الحكوميين بينهم مدرسون وقضاة وجنود بموجب أحكام الطوارئ التي فرضتها تركيا بعد محاولة الانقلاب.

 

تعليق عبر الفيس بوك