الصيف والحوادث

 

 

* الجرائم في الصيف وارتباطها بالفراغ

أكَّدت الدراسات حول الجرائم الواقعة في فترة الصيف أنَّ جُلَّها تُرْتَكب نتيجة وجود أوقات فراغ لم تُسْتَغل، وكذلك غياب دور الأسرة التوجيهي؛ فإذا تلقَّى الشاب الإرشادات المناسبة في محيط أسرته وهُيِّأت له سبل قضاء فترة إجازته فيما يعود عليه بالفائدة كانخراطه في المعاهد أو الأندية أو المكتبات، لقلَّت معدلات الجرائم بلا شك.

 

* السرقات

تشير الإحصاءات الجرمية إلى أنَّ الغالبية العظمى من جرائم السرقات تقع نتيجة خلو المساكن من قاطنيها لدواعي العمل أو الدراسة أو السفر...وغيرها؛ مما يُعرِّضها للسرقة من قِبَل ضعاف النفوس الذين يستغلون هذه الظروف. وكذلك الحال بالنسبة لسرقة المركبات والمحلات...وغيرها؛ فمعظمها تُرْتَكب خلال فترة النهار، وغالبيتها نتيجة عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحمايتها من السرقة.

 

* نصائح عند مغادرة المنزل

على الأسر عند مُغادرة منازلها إغلاق جميع الأبواب والنوافذ بإحكام، وعدم ترك مبالغ مالية ومجوهرات أو أية أشياء ثمينة عند مغادرة المنزل لفترات طويلة، كذلك تركيب أبواب ونوافذ آمنة وأقفال ذات جودة، وإبلاغ الجيران عند مغادرة المنزل لفترات طويلة، وتركيب أجهزة إنذار صوتي قدر الإمكان، وعدم ترك الستائر مغلقة في المرافق الأساسية بالمنزل، والحذر من إعطاء أية معلومات عن المنزل للمكالمات الهاتفية غير المعروفة، وإلغاء جرس الهاتف الثابت عند مغادرة المنزل لفترة طويلة.

 

* غرق الأطفال

من جانب آخر، تكثُر في فترة الصيف حَوَادث غرق الأطفال، خاصة في أحواض السباحة داخل المنازل وفي المزارع الخاصة، ويعود ذلك إلى افتقارها لاشتراطات السلامة وأدوات الإنقاذ، ومن أهم أسباب الغرق عدم إجادة السباحة خاصة عند الأطفال، والخوف الذي ينتج عنه ارتباك أو شلل وتشنجات عضلية، وبالأخص في مناطق الساق، ومن أسباب الغرق أيضا عدم مراقبة الأطفال أثناء تحركهم في تلك المسابح، وتركهم بمفردهم دون رقابة من الكبار، والإنقاذ العشوائي الذي يؤدي أحيانا إلى غرق أكثر من شخص في نفس الوقت.

 

* المسابح والأحواض في المنازل والمزارع

يَنْبَغي على مُلَّاك المنازل والمزارع الاهتمام بالجوانب المتعلقة بالسلامة، كما يجب مراعاة وسائل السلامة، أن تكون المسابح في غرفة يمكن إغلاقها. أما إذا كانت مكشوفة، فيجب أن يكون حولها سور مرتفع يصعب على الأطفال تسلقه، ويجب أن تكون مزودة بسلالم مثبتة في الأجزاء العميقة ومقابض معدنية في داخل محيط البرك المائية، وأن لا تكون الأرضيات حول هذه البرك ملساء مزحلقة، ولا تكون حواف البلاط حادة، كما يجب عدم ترك الأطفال بمفردهم بل لابد من وجود مراقب مستمر من الكبار يُجيد السباحة بمهاره عالية ولديه دراية بالإسعافات الأولية.

 

* التصرُّف عند حالة الغرق

وفي حال مشاهدة حادث غرق يجب على الفور طلب النجدة؛ وذلك بالاتصال على هاتف الطواري (9999) قبل القيام بأي تصرف، ورمي طوق نجاة أو حبل لكي يتمسك به الغريق لحين وصول المساعدة، وينبغي عدم محاولة الإنقاذ من قبل شخص لا يجيد السباحة أو ليس له دراية بكيفية إنقاد الغريق، مع الأخذ بالاعتبار حالة المياه أو المكان مثل البحر الهائج الذي لا يمكن السباحة فيه أو الأودية الجارفة أو المستنقعات ذات الأرضية الطينية.

 

* حرائق المساكن

بمُجَرَّد قدوم فصل الصيف، فإنَّ مُعدَّل ارتفاع نسبة وقوع الحوادث والحرائق يتزايد، لعدة أسباب، ولا أحد ينكر أنَّ الأسباب الحقيقية لاندلاع الحرائق يتمثل أغلبها في الإنسان، وتتصدر المساكن أعلى نسبة من إجمالي الحرائق في السلطنة لأسباب تتعلق بالاستخدام المفرط للأجهزة الكهربائية وسوء استخدامها والتحميل الزائد على المآخذ الكهربائية، وكذلك عبث الأطفال بأعواد الثقاب والقداحات، والإهمال وترك أسطوانات الغاز والكهرباء مفتوحة عند السفر والخروج للرحلات.

ويعدُّ وجود مطفأة حريق بالمنزل من الضروريات للقضاء على الحريق في بدايته أو التقليل من شدته، خاصة وأنه من المستطاع اقتنائها لزهد ثمنها وخفة وزنها وكذلك لسهولة استخدامها.

 

* حرائق وسائل النقل

وتأتِي وسائل النقل في المرتبة الثانية بالنسبة لنشوب الحرائق، وبكل تأكيد يعتبر عامل الحرارة عاملاً رئيسيًّا في اندلاعها، والأسباب تكمُن في عدم اكتراث سائقيها، ومن بينها الإهمال في إجراءات السلامة والصيانة في مواعيدها المحددة، وكذلك تحميلها أكثر من الطاقة المحددة والسير بها لمسافات دون توقف.

لذلك؛ نناشد الجميع اتباع تعليمات السلامة الصادرة عن الإدارة العامة للدفاع المدني ووضع مطفأة حريق مناسبة (ثاني أكسيد الكربون أو البودرة الكيماوية الجافة) بداخل المركبة بحيث تكون في متناول اليد والاستخدام.

 

* حرائق المزارع

تعود أسباب نشوب الحرائق في المزارع إلى أصحاب المزارع أنفسهم؛ حيث إنَّ المسببات تجدها مُتكرِّرة في أغلب هذه الحرائق، وهناك مجموعة من الأسباب المؤدية لنشوب تلك الحرائق؛ منها: عدم مراعاة اتجاه الرياح وشدتها عند حرق مخلفات المزارع، وعدم تجهيز أماكن الحرق بخراطيم المياه، وكذلك تعريض الأسمدة للحرارة الشديدة والرطوبة، والتي تشتعل ذاتياً؛ إذ ينبغي وضعها في أماكن مظللة. ومن الأسباب الأخرى هجر المزارع واتخاذها أماكن لممارسة بعض السلوكيات الخاطئة والتي نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر: تدخين الشيشة، التي يدخل في موادها الفحم؛ وهو أهم مسبب لنشوب الحرائق، إضافة إلى إشعال الحرائق عمداً نتيجة رعونة وطيش بعض الشباب والقصَّر.

إنَّ التصرُّف الأمثل للقضاء على مُسبِّبات هذه الحرائق هو اتباع النصائح والإرشادات الخاصة بهذا الشأن، واتخاذ الحيطة والحذر، وتجنُّب كل ما تمت الإشارة إليه، والتعاون مع الجهات التي تبذل قصارى جهدها للقضاء أو التقليل من هذه الظاهرة.

تعليق عبر الفيس بوك