القرية التراثية بمركز البلدية الترفيهي تسلط الضوء على الموروثات العمانية الأصيلة والعادات التليدة

تَتَميَّز القريَّة التراثيَّة بتقديم باقةٍ منوَّعةٍ من الفنون والأهازيج، وإبراز العادات والتقاليد العُمانية الأصيلة التي تميِّز البيئة العُمانية في محافظة ظفار، فَضْلا عن حُضُور الفنون العُمانية المغناة التي تُقدَّم بشكل يومي بمشاركة العشرات من الفرق الشعبية العُمانية من كافة محافظات السلطنة.

وعلى مقربة من البيئة البدوية، يُمكن للزائر أنْ يستمع إلى فنون وأهازيج التغرود وأشعاره الجميلة، كما تأسره رائحة القهوة العربية اللذيدة التي تطهى على نار الخشب لتقدم طازجة بنفس ذات النكهة التي تستحوذ على عقول عشاق البادية. وإلى مسافة ليست بالبعيدة، تتهادى إلى مسامعنا أصوات الهبوت وفن النانا وفنون الريف الخالدة التي تتميز بالكلمات والمعاني الرائعة والأشعار المتناسقة؛ حيث يتنافس الشعراء في الردود وإبراز إمكانياتهم الشعرية. وتحلو هذه المساجلات الشعرية أثناء طهي لحم المظبي على أحجار ساخنة، وشويه لينضج، وتسكن رائحته الشهية في هذه الأجواء التفاعلية داخل القرية التراثية. ولا يكتملُ ذلك السجال الشعري إلا بتناول حليب المعذيب، بعد أن ألقيت عليه حجارة ساخنه تنقِّيه من الشوائب وتضفي عليه نكهة رائعة المذاق.

وتاريخ عُمان البحري الذي يتواصل عبر السواحل الممتدة من الجنوب إلى الشمال، حيث نشأت حياة بحرية وتجارية كانت ولا تزال تاريخا مجيدا لعُمان الأبية منذ سابق الأزمان. ويُمثِّل مهرجان صلالة السياحي تجسيدا للبيئة البحرية وميناء الفرضة وحياكة شباك الصيد بواسطة نواخذة يعرفون قيمة هذه الحياة، وقد اختبروا شدتها وصارعوا قديما أمواجَ بحر العرب، وجابوا الموانئ بحثاً عن الرزق ووفرة الأسماك التي تشتهر بها السواحل العُمانية.

ولا شكَّ أنَّ القرية التراثية وما بها من مرافق محطة رئيسية، لاسيما البيت التراثي الذي يستوقف كلَّ روَّاد المهرجان؛ حيث تقرع طبول الكاسر والرحماني على نغمات البرعة تارة، وعلى نغمات الربوبة تارة أخرى، فيصطفُّ الحضور ويستمتع بتلك الرقصات وبالأداء، ومنهم من يأخذه الحماس ليتفاعلوا بشكل أكبر، ويقومون بأداء فن البرعة...وغيرهم من يهمُّ بالتصفيق والتفاعل طربًا.

تعليق عبر الفيس بوك