الموصل-العراق-رويترز
ذكر بيان للجيش العراقي أن قواته سيطرت يوم الخميس على جامع النوري الكبير في الموصل الذي أعلن منه تنظيم "داعش" قبل ثلاث سنوات.
والسيطرة على الجامع تحمل في طياتها نصرا رمزيا بالنسبة للقوات العراقية التي تقاتل منذ أكثر من ثمانية أشهر لاستعادة مدينة الموصل التي كانت المعقل الرئيسي للتنظيم في العراق.
وقد استعادت القوات العراقية، منطقتين جديدتين في المدينة القديمة غرب الموصل، كما واصلت تقدمها ببطء وحذر نحو حي «الكورنيش» الذي ستتمكن بعد السيطرة عليه، من القضاء بشكل أسرع على آخر عناصر تنظيم داعش.
وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان عاجل بثه التلفزيون الرسمي، إن «قوات فرقة المشاة السادسة عشرة حررت منطقتي حضرة السادة والأحمدية في المدينة القديمة بالجانب الغربي لمدينة الموصل».
وأضاف أن «قوات الجيش رفعت العلم العراقي فوق مباني الحي، وكبدت العدو خسائر كبيرة».
كذلك، ذكر قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت، أن «4 فرق من الشرطة الاتحادية شرعت في التوغل من شارع الفاروق وسط المدينة القديمة باتجاه مناطق باب الطوب والسرجخانة وباب جديد وباب لكش لاستعادتها من سيطرة عناصر داعش».
وأضاف في بيان، أن «وحدات الشرطة الاتحادية في جنوب المدينة القديمة تتقدم من ثلاثة محاور نحو الاهداف المرسومة، مسنودة بطيران الجيش وطائرات الرصد المسيرة وتخوض اشتباكات مع عناصر التنظيم الذين تصل اعدادهم الى 300 عنصراً».
واكد أن «قواته قتلت 63 عنصراً بينهم 5 قياديين وهم وزير ديوان الشرطة العسكرية أبو أحمد الجبوري والمسؤول العسكري في الجانب الايمن مغربي الجنسية أبو فاطمه الانصاري ومسؤول المفارز في الجانب الايمن أبو انس السوري و مسؤول المشاجب في الجانب الايمن أبو رقية».
وأوضح أيضاً أن قواته «دمرت 14عجلة مفخخة و52 عبوة ناسفة و6 ثكنات للتنظيم واستولت على مواد كيميائية واحزمة ناسفة واسلحة ثقيلة متنوعة ومستودع للمقذوفات للحربي».
وقال عدي محمد، النقيب في الجيش، إن قيادة الشرطة الاتحادية و(قوات) مكافحة الإرهاب، تلقوا خلال الساعات الماضية مئات النداءات من المدنيين المحاصرين في المدينة القديمة.
وبين أن «القوات الأمنية حددت مئات المنازل التي يحتجز فيها عناصر الدولة آلاف المدنيين في المدينة القديمة، لكن عملية التقدم لتحرير المحتجزين ما يزال فيها الكثير من الصعوبات بسبب انتشار قناصي الدولة».
وتعد المدينة القديمة التحدي الأبرز أمام القوات العراقية في الحملة العسكرية التي بدأت قبل نحو ثمانية أشهر، نظرا لأزقتها الضيقة المكتظة بالمدنيين، حيث يتعذر في الغالب استخدام المركبات العسكرية والأسلحة الثقيلة وكذلك الغطاء الجوي.
وفتحت القوات العراقية، الخميس الماضي، جبهة جديدة في شمالي الجانب الغربي للموصل، مركز محافظة نينوى، في مسعى إلى تشتيت دفاعات داعش وتضييق الخناق عليه في المنطقة القديمة وسط الجانب الغربي.
وقال أحمد الجبوري الضابط في قيادة عمليات نينوى، إن «القوات العراقية المشتركة تتقدم ببطء وحذر نحو شارع الكورنيش المحاذي للضفة الغربية لنهر دجلة في منطقة الموصل القديمة في الجانب الغربي من المدينة».
وأضاف أن «القوات العراقية ستصل إلى شارع الكورنيش في الساعات القليلة القادمة»، مشيرا أن «التقدم يتم الآن في الشوارع الرئيسية من الموصل القديمة في محاولة لتجزئة المدينة القديمة، وتشتيت ما تبقى من مسلحي التنظيم لتسهيل القضاء عليهم بأقل الخسائر».
في السياق، ذكرت خلية الإعلام الحربي، أن القوات الأمنية تمكنت من إحباط محاولة تسلل لخمسة من عناصر داعش كانوا يريدون الوصول إلى الساحل الأيسر للموصل من خلال السباحة عبر نهر دجلة، انطلاقا من أيمن المدينة.
وحسب بيان للخلية، فقد «حاول خمسة من عناصر داعش عبور النهر سباحة من الموصل القديمة تجاه حيي دوميز وسومر في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، وكانوا يحملون معهم معدات وأجهزة محمولة في حاوية مطاطية».
وأضاف البيان ان «أفراد مديرية الاستخبارات العسكرية المنسوبين للفرقة السادسة عشرة واللواء 76 رصدوا الإرهابيين الخمسة وتم مناداتهم عبر مكبرات الصوت لتسليم أنفسهم، إلا انهم وعند وصولهم الضفة الاخرى فتحوا النيران باتجاه قطعاتنا الأمنية ولم يستجيبوا للنداءات وبدورها ردت عليهم القوات الأمنية وقتلتهم جميعا وتم الاستيلاء على الحاوية المطاطية التي تحمل المعدات والأسلحة».
وفي حي البكر، شرقي الموصل، أوقف سكان الحي أحد عناصر التنظيم بعد مطاردة، حيث كان متخفيا داخل أحد المنازل، وقاموا بتسليمه للقوات الأمنية.
في السياق، قتل 3 من عناصر «الحشد الشعبي»، وأصيب 13 آخرون بجروح بكمين لـداعش استهدف حافلة تقلهم غرب مدينة الموصل شمالي العراق.
وقال الحشد في بيان له، إن «مجموعة من عناصره تعرضوا لهجوم أثناء عودتهم في إجازة وهم عزل في قرية تل الجحش الواقعة غرب الموصل»، زاعماً ان «الهجوم نفذه عناصر الدولة الذين عادوا مع العوائل النازحة إلى القرية، التي حررها الحشد قبل أشهر».
وأوضح البيان أن «3 من عناصر الحشد قتلوا واصيب 13 آخرين بجروح جراء الهجوم»، داعيا «الحكومة والجهات المعنية إلى ضرورة نشر قوات الشرطة المحلية لضبط الأمن في المناطق المحررة».
وكشف ضابط في الجيش العراقي، أن الهجوم نفذه عناصر من داعش باستخدام اسلحة متوسطة من مسافات بعيدة انطلاقا من قرية تل الجحش الخالية من قوات الحشد الشعبي.
وقال النقيب جبار حسن إن «الهجوم كان مفاجئا ولم يكن لدى الحشد الشعبي اي معلومات عن امكانية مهاجمة ارتاله التي تمر بشكل يومي من الطريق الرئيسي قرب قرية تل الجحش».
في الموازاة، أفاد مصدران عسكريان عراقيان، أن 9 عناصر داعش، قتلوا لدى إحباط هجوم استهدف مواقع عسكرية وتفجير داخل معمل للتفخيخ شمال محافظة صلاح الدين (شمال).
وقال سعد محمد، النقيب بقيادة عمليات صلاح الدين (تتبع الجيش)، إن «تنظيم الدولة شن هجوما باستخدام سيارات مفخخة، مستهدفاً عدة حواجز أمنية للجيش على الطريق الرابط بين ناحية الصينية وقضاء حديثة شمال محافظة صلاح الدين».