الأهالي يشكون عدم تهيئة الموقع لاستقبال روَّاد الهبطة

هبطة الخابورة.. ذكريات عزيزة على النفوس ونقص في الخدمات يهدد "سوق سابع"

 

≤ العجمي: موقع الهبطة الحالي مِلك أحد المواطنين المتضرِّرين من تعويضات "الطريق الساحلي"

≤ السعيدي: صعب على النفس ترك موقع الهبطة المميَّز لتقضي عليه يد الإهمال والنسيان

ش

تُعدُّ هبطة الخابورة لعيديْ الفطر والأضحى من أشهر الهبطات على مُستوى محافظة شمال الباطنة، التي اندثر أغلبها فيما ظلَّت هبطة الخابورة شاهدة على تراث الأجداد.. ويشكو رُوَّاد هذه الهبطة -خلال السنوات الأخيرة- من الازدحام الشديد في الهبطة، فضلا عن نقص في الخدمات الضرورية التي يحتاجها الباعة والمرتادون، وعدم وجود أشجار يستظل بها الزوار من أشعة الشمس، وكذلك عدم تهيئة الموقع لاستقبال الهبطة نتيجة وجود أكوام من الطين في المكان؛ لذلك تعالتْ الأصواتُ المطالِبَة بإعادة الاعتبار إلى هذه الهبطة الشهيرة، وإيجاد موقع بديل تستقر فيه أنشطة الهبطة، ويعرفه روَّادها من داخل المحافظة وخارجها، الذين يقبلون عليها في كلِّ عيد لشراء المواشي وباقي مُستلزمات الأعياد.

الرُّؤية - خالد الخوالدي

 

 

وَقَالَ نجف بن حَمَد بن نجف العجمي عضو المجلس البلدي ممثل ولاية الخابورة: إنَّ موقع الهبطة يحمل الكثير من الذكريات العزيزة، ومنذ سبعينيات القرن الماضي والناس ترتاد هذا المكان ويأتي إلى الهبطة -أو "سوق سابع" كما نسميها- مُتسوقين من الولايات المجاورة ومن محافظة الظاهرة، خصوصًا وأنَّ لهذه الهبطة طابع خاص؛ فقد كُنَّا في الليلة التي تسبق سوق سابع لا ننام حتى تشرق الشمس لنذهب إلى السوق مبكرا تحيطنا الفرحة. وأضاف العجمي: أتمنى أن تعمل الجهات المعنية على تجهيز موقع خدمي دائم يحتضن أنشطة سوق سابع أو الهبطة؛ باعتبارها ملمحا تراثيا لأهالي الخابورة؛ لأنَّ موقع الأرض الحالية هي مِلك خاص لأحد المواطنين وحاولنا خلال الفترة الماضية بمساعدة الشيخ سيف الهنائي الوالي السابق للخابورة إيجاد بديل للأرض يتَّسع لزوار وتجار "سوق سابع"، ولم نَجِد موقعاً يحافظ على الطابع المميز للهبطة التي نحمل لها كل الذكريات الطيبة. وأوضح أنَّه كان هناك موقع قريب من مدرسة ابن سينا جنوب حصن الخابورة، وكان خيارًا جيدًا، لكن اكتشفنا توزيع بعضٍ من مساحته على آخرين، والباقي لا يكفي لإقامة السوق ولا توجد به مواقف كافية. وكانت هناك مطالب بإيجاد أرض في موقع آخر، خاصة في المخططات الجديدة، لكننا عُدنا إلى المربع الأول؛ حيث كانت الآراء تتمسَّك بالموقع الحالي بما يحمله من ذكريات لدى الجميع؛ لأنَّ هذه الهبطة مربوطة بقضيتين: الأولى الطريق الساحلي، والثانية مسألة التعويضات والتي لم تنتهِ حتى الآن، والأمور ليست واضحة، وما يسري على المواقع القريبة في مسألة التعويضات يشمل أيضا موقع الهبطة والمحلات القريبة منها، ويرى أصحابها أنَّ التعويض غير عادل من جانب الحكومة، ونتمنى أن يُسهم مكتب الشيخ الوالي ومسؤولو بلدية الخابورة في إقناع أصحاب الأرض باستمرار أنشطة الهبطة لحين الحصول على التعويض الذي يرضيهم.

 

ذكريات الأيام الخوالي

وقال سالم بن لافي السعيدي: إنَّ هبطة "سوق سابع" بولاية الخابورة تقودنا جميعا للذكريات الجميلة والأيام الخوالي التي تجعل لـ"سوق سابع" أهمية خاصة جدًّا لدى كل أهالي ولاية الخابورة والولايات المجاورة؛ فمنذ نُعومة أظفارنا ونحن نرتاد هذا السوق سنويًّا، ونلتقي مع الكثيرين من المعارف والأصدقاء في هبطات سوق سابع التي يحييها الأهالي كل عام قبيل عيدي الفطر السعيد والأضحى المبارك. ومنذ الصباح الباكر، تجد الكبيرَ والصغيرَ يجري إلى السوق منهم من يحجز مكانا ليعرض منتجه للبيع، ومنهم من يبحث عن ذبيحة للعيد وآخرون يحلو لهم متابعة حركة البيع والشراء ويلتقون مع معارفهم، ويسترجعون الذكريات في هذه الأجواء المحببة.

وأضاف السعيدي بأنَّ "هبطات سابع" في ولاية الخابورة ترتبط في الأذهان بذكريات عزيزة وتاريخ مبهج يسترجعه كبار السن أمام الأجيال الجديدة؛ مما يجعل من المكان ملمحا تراثيا وحضاريا يربط الأجيال القديمة والجديدة بذاكرة الوطن؛ لذلك لا يمكن أن يترك هذا المكان لتقضي عليه الأيام، ومن هذا المنطلق نناشد الجهات المختصة أن تسخر جهودها لإحياء هذا السوق والمحافظة عليه. وأشار السعيدي إلى أنَّ رواد الهبطة أو "سوق سابع" يواجهون عدة صعوبات عند زيارة الموقع خصوصا في ظل هذه الأجواء الحارة جدا خلال شهر رمضان ونقص الخدمات اللازمة للتسهيل عليهم؛ مما يُسهم في تقليل عدد الزوار بعد ساعات قليلة من صباح اليوم، بينما كانت الهبطة قديما تستمر حتى صلاة الظهر، وهو ما يرجع إلى عدم الاهتمام بالهبطة ونقص الخدمات التي يحتاجها الباعة والمستهلكون؛ لذا تتواصل المطالب بمزيد من الاهتمام بهذه الهبطة وإيجاد الوسائل التي تشجع على استمراريتها لأنها من التراث الذي تتميز به الولاية خلال السنوات الماضية.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك