مديرة تطوير مناهج العلوم التطبيقية: الوزارة اطلعت على تجارب عدة دول وشكلت لجانا لفحص 7 سلاسل عالمية تقدمت للمشاركة

الرؤية - مدرين المكتومية

تستكمل وزارة التربية والتعليم خطوات تطوير المناهج الدراسية لتتواكب مع خطط التنمية المستقبلية، حيث تبنت السلاسل العالمية في تطوير مناهج العلوم والرياضيات والتي من المتوقع أن يبدأ تطبيقها في الحقل التربوي مطلع العام الدراسي القادم..

في هذا الصدد قالت أسماء بنت سالم بن راشد البلوشية مدير دائرة تطوير مناهج العلوم التطبيقية للرؤية: قبل البدء في تبني هذا المشروع اطلعت الوزارة على تجارب بعض الدول في مجال تبني السلاسل العالمية في مادتي العلوم والرياضيات، حيث قام فريق مختص بزيارة بعض دول الجوار التي تطبق السلاسل العالمية في العلوم والرياضيات، مثلا دولة قطر ومملكة البحرين، كما وجهت دعوة إلى عدد من دور النشر العالمية للحضور للسلطنة واستعراض أهم السلاسل التي ينتجونها ومناقشة الفلسفات التي بنيت على أساسها، كما تم الاطلاع على تجربة المدارس الخاصة في السلطنة والتي تطبق السلاسل العالمية، من خلال زيارتها ومناقشة آليات تطبيقها والتحديات التي واجهتها وكيفية التغلب عليها. وكخطوة أساسية في بداية تطبيق المشروع في السلطنة تم تشكيل لجان فنية بقرار وزاري تقوم بفحص جميع السلاسل التي تقدمت للمشاركة (وعددها 7 سلاسل عالمية) في بناء هذا المشروع في السلطنة، وبعد الفحص العلمي الدقيق لجميع مكونات السلاسل تم اختيار سلسلة مطبعة جامعة كامبريدج ليتم تطبيقها في مدارس السلطنة. بعد ذلك تم إعداد خطة عمل تنفيذية للمشروع شملت تشكيل لجنة فنية للعلوم وأخرى للرياضيات لمواءمة السلسلة المختارة لتتناسب مع الهوية والبيئة العمانية ولتتماشى مع العادات والتقاليد العمانية ومع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، كما تمت مناقشة وإقرار آلية التدريب التي سيتم تنفيذها بالتزامن مع تطبيق السلسلة العام الدراسي القادم، والآلية التي ستتخذ لدعم نظام التقويم التربوي الحالي ليتزامن مع التطبيق.

وأضافت البلوشية أن المشروع  يستمر لمدة أربع سنوات، وسيتم في السنة الأولى تطبيق هذه السلاسل على الصفوف من 1-4، ثم في العام التالي تطبق على الصفوف من 5-8، وفي العام الثالث على الصفوف من 9-11، وفي العام الأخير تطبق السلسلة على الصف الثاني عشر.

وأوضحت أن تطبيق السلسلة يشمل عدة جوانب هي: الكتب المدرسية ومتطلباتها، وتدريب المعنيين في الحقل التربوي، ونظام التقويم التربوي. ما يخص الكتب المدرسية فقد اعتمدت الوزارة 3 مكونات لمادة العلوم ونفس المكونات لمادة الرياضيات وهي: كتاب التلميذ وكتاب النشاط ودليل المعلم، يقوم الفريق الفني المشكل بقرار وزاري بمواءمة المحتوى العلمي والصور والرسومات التوضيحية والبيانية لتتناسب مع البيئة العمانية واحتياجات الطالب العماني، مع توفير الوسائل التعليمية والأدوات والمواد المخبرية لهذه المناهج الجديدة. كما سيتم تدريب مشرفي المجال الثاني ومعلمات المجال الثاني على آلية تطبيق هذه السلسلة قبل بداية العام الدراسي وأثناء التطبيق وسيتم أخذ التغذية الراجعة بعد التطبيق. بالإضافة إلى ذلك فقد تم دعم نظام التقويم التربوي ببعض المواد التي تسهل على المعلم متابعة تحصيل الطلاب أثناء تطبيق السلاسل.

وقالت مدير دائرة تطوير مناهج العلوم التطبيقية إن مختبرات العلوم شهدت خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية من حيث التصميم والتأثيث، فمشروع اعادة تأثيث المختبرات الذي بدأته الوزارة في السنوات الفائتة والذي شمل عددا كبيرا من المختبرات على مستوى جميع المحافظات سيكون بلا شك سببا رئيسيا لجعل المختبرات قادرة تلبية متطلبات السلاسل العالمية.

وحول دور الوزارة في مواءمة السلاسل لتناسب البيئة العمانية قالت: قامت الوزارة بتشكيل لجان فنية لعملية المواءمة، وقبل البدء فيها تم وضع محددات للعمل ومعرفة النقاط التي يجب على فرق المواءمة الأخذ بها عند مراجعة المادة العلمية للسلسلة، ومنها ضرورة حذف بعض الأمثلة والأسئلة غير المناسبة وتغيير جميع الرسومات والصور لتتناسب مع البيئة العمانية من حيث الملبس والملامح العمانية والمناظر الطبيعية والعمارة، نعم واجهنا العديد من التحديات فيما يخص الترجمة للغة العربية ولكن خبرة أعضاء المناهج والمختصين من الحقل التربوي (معلمين ومشرفين) وغيرهم من أعضاء فرق المواءمة ساعدت بشكل كبير جدا في تخطي هذه التحديات، كما أن السمعة الممتازة والخبرة العريقة لجامعة كامبريدج والعمل المحترف الذي قدمته ساهمت في التقليل من الأخطاء العلمية التي قد ترد أثناء تأليف المناهج، كما أن المحتوى العلمي لسلسلة كامبريدج مبنى على البحوث والدراسات العملية الحديثة التي تجرى في جامعة كامبريدج.

وأكدت البلوشية أن تنفيذ المشروع لم يتم على عجل بل سبقته خطوات للإعداد، فقد أقدمت الوزارة على خطوات تسبق التطبيق منها تطبيق تجربة تطبيق السلاسل العالمية في مادة الرياضيات منذ عام 2007 وتقييم هذه التجربة، واستشفاف رأي عينات من الحقل التربوي في تطبيق السلاسل العالمية، وزيارة عدد من دول الجوار للاطلاع على تجربة تطبيق السلاسل فيها، بالإضافة إلى الالتقاء بعدد من دور النشر العالمية. وعلى الرغم من ضيق الوقت لبعض مراحل المواءمة فان الوزارة قادرة على استكمال العمل وتوفير الكتب الجديدة قبل بدء العام الدراسي ودوام الطلاب. وستتوالى المراحل اللاحقة للمشروع بشكل أكثر ثباتا وسلاسة.

وحول إمكانية الاستعانة بأصحاب الاختصاص من خارج المؤسسة قالت مدير دائرة تطوير مناهج العلوم التطبيقية إن الوزارة دائما تؤمن بأهمية الشراكة مع المؤسسات المعنية، ونظرا لأهمية هذا المشروع وارتباطه المباشر مع مؤسسات التعليم العالي فإن الحاجة لآراء المختصين في هذه المؤسسات يعد شيئا جوهريا، وخاصة في المراحل المتقدمة من المشروع عند الحكم على المحتوى العلمي للصفوف من 9-12. وضعت اللجان الفنية معايير عالية في اختيار السلسلة تضمنت حداثة المحتوى العلمي ودقته وتنوع أساليب عرض المادة العلمية وجودة الإخراج الفني والصور والرسومات والجداول وربط المعرفة بالحياة ومراعاة المنحى العملي للمعرفة العلمية والمهارات المقدمة للطالب، وغيرها من المعايير.

وأكدت أن أحد أهم الجوانب التي تمت مراعاتها في اختيار السلسلة جانب التدريب، والذي ينقسم إلى 3 مراحل: قبل التطبيق وأثناء التطبيق وبعد تطبيق الفصل الدراسي الأول، حيث سيخضع المشرفون التربويون إلى جانب الفنيين بالفريق المركزي على تدريب مكثف حول السلسلة من قبل خبراء مؤسسة كامبريدج قبل بدء العام الدراسي، والذين بدورهم سينقلون أثر التدريب للمشرفين والمعلمين في المحافظات التعليمية.

وقد عُقد لقاء تعريفي بديوان عام الوزارة بتاريخ 15 يونيو والذي استهدف ما يقارب 100 شخص من المحافظات التعليمية، تنوع الحضور بين مديري تنمية موارد بشرية ومشرفي أوائل ومشرفي مجال. كان الهدف من اللقاء تعريف الحقل التربوي بالمشروع وخاصة المرحلة الأولى للتطبيق، بالإضافة إلى توضيح الدور المتوقع منهم أثناء التطبيق، والتحديات المتوقع مواجهتها وكيفية التعامل معها وتذليل الصعوبات التي قد تواجه المعنيين بالتطبيق.

وأشارت إلى أنّ هناك فريقا مختصا يُعنى بحصر وتوفير الوسائل التعليمية والمواد والأدوات المخبرية التي ترافق تطبيق السلاسل، كما أنّ ما يميز مادتي العلوم والرياضيات أنّها مواد عالمية تتخطى حدود الدول، فالمحتوى العلمي لهذه المناهج متقارب بشكل كبير جدا بين أي نظام تعليمي وآخر، وعليه فإنّ الوسائل التعليمية الموجودة حاليا في المدارس سيتم استغلالها بطريقة مناسبة لمحتوى السلاسل الجديدة وسيتم دعم المدارس بالوسائل الإضافية في حال كانت هناك حاجة لذلك.

تعليق عبر الفيس بوك