العاهل السعودي يجتمع اليوم مع رئيس وزراء العراق "لرأب الصدع"

القوات العراقية تحرز تقدما في عملية الموصل.. والمئات يصابون بالتسمم في مخيم للنازحين

 

بغداد - رويترز

أَعْلَنتْ القوَّات العراقية، أمس، إحرازَ تقدُّم في عملية الموصل، والسيطرة على منطقة تقع إلى الشمال من وسط المدينة. وجاء في بيان لخلية الإعلام الحربي، إنَّ قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قال: "قطاعات الشرطة الاتحادية والرد السريع تحرِّر الجزءَ الشماليَّ لحي الزنجيلي وتقتحم حي الشفاء في الساحل الأيمن من مدينة الموصل؛ وبذلك تمَّ تحرير حي الزنجيلي بالكامل من قبل الجيش العراقي والشرطة الاتحادية".

وبخسارة حي الزنجيلي، يتقلَّص الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية إلى منطقتين على الضفة الغربية لنهر دجلة؛ وهما: المدينة القديمة ذات الكثافة السكانية العالية ومدينة الطب. واستعادتْ القوات الحكومية العراقية السيطرة على شرق الموصل في يناير، وبدأت مسعى جديدا في 27 مايو للسيطرة على الجيب المتبقي؛ حيث لا يزال ما يصل إلى 200 ألف شخص محاصرين.

من جانب آخر، قال مسؤولون عراقيون إنَّ مئات أصيبوا بتسمم غذائي في مخيم للنازحين شرقي مدينة الموصل، مساء الإثنين، ونقلوا إلى مستشفيات قريبة. وقال النائب زاهد الخاتوني عضو لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي، إنَّه كانت هناك حالات تقيؤ وإغماء بعد تناول وجبة الإفطار. ويقع المخيم في الخازر على الطريق الذي يربط الموصل بأربيل ويقيم به نازحون من هجوم يهدف إلى طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل.

وفي سياق منفصل، ذكرت صحيفة سعودية أنَّ الملك سلمان بن عبدالعزيز سيلتقي، اليوم، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في ثاني اجتماع لهما هذا العام، في إطار محاولة لرأب الصدع بين الدولتين الجارتين بسبب تحالف بغداد مع إيران. وقد تعزز المصالحة بين المملكة السنية والعراق الذي تقطنه أغلبية شيعية الأوضاع في منطقة الخليج مع تصاعد التوترات بدرجة كبيرة سواء مع إيران أو بين دول خليجية عربية. وقطعت السعودية والإمارات ودول عربية أخرى علاقاتها مع قطر الأسبوع الماضي. وتنفي الدوحة اتهامات هذه الدول لها بمساندة متشددين إسلاميين وإيران.

وبعد بضعة أيام، سقط 17 قتيلا في هجومين في طهران أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنهما. واتهمت إيران السعودية بتمويل متشددين إسلاميين منهم تنظيم الدولة الإسلامية. وذكرت صحيفة الشرق الأوسط ومقرها لندن نقلا عن ثامر السبهان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي أنَّ العبادى والملك سلمان سيجتمعان الأربعاء في مدينة جدة السعودية المطلة على البحر الأحمر.

ولم يرد متحدث باسم الحكومة العراقية على اتصالات هاتفية لطلب التعليق. وحرص العبادي على أن ينأى بالعراق عن الخلاف بين قطر وجيرانها. ونفى يوم الأحد تقارير صحفية أغضبت دول الخليج العربية تشير إلى أن مئات الملايين من الدولارات التي دفعتها قطر لبغداد مقابل إطلاق سراح مجموعة من أفراد الأسرة الحاكمة اختطفت في أبريل انتهى بها المقام في إيران. واختطف أفراد الأسرة الحاكمة في العام 2015 في جنوب العراق في منطقة تسيطر عليها جماعات مدعومة من إيران. وتصاعدت التوترات بعد أن أصبحت إيران، بتوثيق علاقاتها مع شيعة العراق، أحد أهم صناع القرار في العراق منذ انسحاب القوات الأمريكية في عام 2011.

وظلت طهران داعما رئيسيا لجهود العراق لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية فتقدم المساعدة العسكرية لقوات شيعية تقاتل المتشددين السنة الذين أعلنوا دولة خلافة إسلامية في أجزاء من العراق وسوريا عام 2014. واجتمع الملك سلمان والعبادي في مارس الماضي على هامش القمة العربية وفي فبراير شباط قام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بزيارة نادرة لبغداد. وتحسن العلاقات قد يساعد كذلك في رأب انقسامات عميقة ومريرة بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية في العراق.

تعليق عبر الفيس بوك