بمباركة سامية.. الاحتفال بتدشين "مصحف مسقط الإلكتروني" اليوم

مسقط - الرُّؤية

بمُبَاركة سامية مِنْ مَوْلانا حَضْرَة صاحبِ الجَلَالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-، تدشن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مُصْحَف مسقط الإلكتروني، اليوم الإثنين، برعاية صاحبِ السُّمو السيِّد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، وبحضور عددٍ من أصحابِ المعالي والسَّعادة والفضيلة، وشخصيات إسلامية وعربية؛ أبرزها: معالي الأستاذ الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، وسعادة الأستاذ الدكتور محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وسعادة الدكتور محمد أبو زيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية.

وقال د. سالم بن هلال الخروصي مستشار الوعظ والإرشاد بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية -في مؤتمر صحفي حول هذا الحدث- إنَّ القرآنَ الكريمَ يحُوز اهتمامَ المسلمين جميعًا على مرِّ العصور؛ فهو الدستور الخالد للأمة الإسلامية وهويتهم عبر تاريخ حضارتهم الإسلامية منذ فجره وحتى اليوم. وأضاف بأنَّ المصحف الشريف حظي باهتمام المُسلمين منذ جمعه في مصحف واحد بأمر من الخليفة الراشد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ونسخه إلى الأمصار في عهد الخليفة عُثمان بن عفان -رضي الله عنه- مشيرًا إلى أنَّ السلطنة منذ تاريخ دخولها في الإسلام بداية من العام الثامن للهجرة الشريفة، بذلت جهوداً عظيمة في نسخ كتاب الله تعالى ونشره. وبيَّن أنَّ أبْرَز ملامح هذه الإنجازات مصحف العلامة عبد الله بن بشير الصحاري عام 1157هـ، ومصحف الناسخ خميس بن سليمان الحارثي 1186هـ، ومصحف مسعود بن خلفان الريامي 1249هـ، ولا شك أنَّ قبلها وبعدها جهود مختلفة تضاف إلى هذا الإرث الحضاري البارز.

وأوْضَح الخروصي أنَّه في هذا العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بذلتْ وزارة الأوقاف والشؤون الدينية دوراً واضحاً في نشر كتاب الله تعالى بدءا من طباعته ومرورا بتعليمه في مدارس القرآن الكريم على يد نخبة من معلمي القرآن في كافة محافظات وولايات السلطنة، وانتهاءً بنشر الوعي الديني حول مضامينه وأحكامه ومبادئه عبر الأطر الوعظية والإرشادية وربط قضايا العصر والمجتمع بأحكامه وتوجيهاته من خلال سلسلة البحوث والدراسات والندوات المختلفة.

وتابع بأنَّ وزارة الأوقاف والشؤون الدينية منذ تأسيسها عام 1997 وضعتْ نُصب أعينها الاهتمام بالقرآن الكريم، فقامت -ولأول مرة- بطباعة مصحف عُمان بخط التركي توران سوكيلي 1427هـ يوافقه 2006م، وبعده المصحف العماني بخط المصري عمرو القدوسي وإشراف الخطاط العماني الشيخ سالم البلوشي 1429هـ يوافقه 2008م.

وأوْضَح الخروصي أنَّ مُصحف مسقط الإلكتروني يُعد سابقة فريدة من نوعها من حيث طباعته الإلكترونية، فهو ثاني مصحف مطبوع غير مخطوط والأول إلكترونياً، كما أنه يحوي تراكيب خطوط النسخ المتفق عليها حسب الرسم العثماني غايته إبراز اللغة العربية وخطوطها وجماليات فن الرسم العثماني، وكذلك يفتح للباحثين والدارسين باباً واسعاً للاستفادة من نصوص القرآن الكريم وتشكيل مصاحف جديدة حسب خط النسخ الموافق للرسم العثماني المتاح عبر مصحف مسقط الإلكتروني، مع ملاحظة أنَّ إجازة أي مصحف جديد لابد أن تمر عن طريق لجنة مراجعة المصحف بالأزهر، إضافة إلى تعليم أبنائنا كيفية كتابة المصحف بالرسم العثماني وجماليات الخط العربي وتطبيقاته كما يحوي المصحف أساليب البحث عن السور والأجزاء والآيات بمنهج جديد يختصر الوقت والجهد لطلاب العلم والعلماء والباحثين والمهتمين.

وتتمتَّع الوزارة بحقوق الملكية الفكرية لمشروع مصحف مسقط الإلكتروني، كما أنَّ المصحف يوفر له الحماية من القرصنة الإلكترونية عبر متابعة شركة "ديكوتيب" المنفذ للمشروع، ولحين تدريب أطر الوزارة على عملية التشغيل والإدارة.

وتؤكِّد وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أنَّها مع إطلاق مصحف مسقط الإلكتروني، تحقق إنجازًا جديداً مع مواصلة العطاء والبذل خدمة لهذا الدين واتساقاً مع التقدم العلمي والتقني، وجهود ربط العمانيين خاصة والعالمين العربي والإسلامي والعالم بكتاب الله وأحكامه ومبادئه.

تعليق عبر الفيس بوك