الشرطة تعتقل 12 شخصا يشتبه في علاقتهم بالهجمات

بريطانيا: مقتل 7 وإصابة 50 في حوادث طعن ودهس.. وانتخابات الخميس في موعدها

لندن - رويترز

قادَ مُهاجمون شاحنة فان صغيرة بسرعة كبيرة، ودهسوا المارة على جسر لندن، قبل أنْ يطعنوا آخرين في شوارع قريبة؛ مما أسْفَر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة عشرات، فيما تشتبه الشرطة في أنه هجوم إرهابي. وهرعت الشرطة المسلحة إلى الموقع خلال ثماني دقائق من تلقيها أول مكالمة طارئة بعد الساعة العاشرة مساء مباشرة بالتوقيت المحلي. وقتلت المهاجمين الثلاثة بالرصاص في منطقة بورو ماركت قرب الجسر.

وأصيبَ 50 على الأقل في الهجوم وهو الثالث الذي تتعرض له بريطانيا في أقل من ثلاثة أشهر، ويأتي قبل أيام من الانتخابات العامة المقرَّرة يوم الخميس. وعلقت معظم الأحزاب السياسية الرئيسية الحملات الانتخابية على مستوى البلاد يوم الأحد.

وقالت الشرطة -في بيان- إنَّها اعتقلت 12 شخصا في شرق لندن أمس. وقال البيان "اعتقل ضباط قيادة مكافحة الإرهاب في العاصمة 12 شخصا في باركينج بشرق لندن فيما يتصل بهجومي الليلة الماضية في جسر لندن ومنطقة بورو ماركت. عملية التفتيش لعدد من المباني في باركينج مستمرة".

وقالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي، أمس، إنَّ الانتخابات ستجري في موعدها يوم الخميس رغم الهجوم. وقالت ماي في بيان بثه التليفزيون من أمام مقر رئاسة الوزراء "علق الحزبان السياسيان حملتهما اليوم، ولكن لا يمكن السماح للعنف بتعطيل العملية الديمقراطية ومن ثم فإن هذه الحملات ستستأنف بالكامل غدا، وستجري الانتخابات العامة في موعدها كما هو مزمع يوم الخميس". مضيفة: "حان الوقت لكي نقول لقد طفح الكيل". وقال زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة بول نوتال أمس إنه لن يعلق الحملة الانتخابية للحزب. وقال على تويتر "تعطيل ديمقراطيتنا هو ما يريده المتطرفون".

ويعتبر جسر لندن مركزا رئيسيا لحركة المواصلات، كما تشتهر منطقة بورو ماركت القريبة بالحانات والمطاعم التي عادة ما تكتظ بالرواد مساء أيام السبت.

ولا تزال المنطقة مغلقة وتجوبها دوريات من الشرطة المسلحة وشرطة مكافحة الإرهاب كما أغلقت السلطات محطات القطار. ويمكن رؤية خبراء الطب الشرعي يعملون عند الجسر بينما وقفت الحافلات وسيارات الأجرة خالية من الركاب. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن أحدث هجوم يضرب بريطانيا وأوروبا.

وقبل أقل من أسبوعين فجر انتحاري إسلامي نفسه، فقتل 22 شخصا بينهم أطفال في حفل للمغنية الأمريكية أريانا جراندي في مانشستر بشمال إنجلترا. وتشبه هجمات يوم السبت هجوم مارس عندما قتل رجل خمسة أشخاص بعد أن دهس المارة عند جسر وستمنستر بوسط لندن.

ومن المقرر أن تشارك جراندي وفنانون آخرون في حفل خيري في أولد ترافورد بمانشستر مساء يوم الأحد لجمع تبرعات لضحايا هجوم مانشستر وعائلاتهم. وقالت الشرطة إن الحفل سينظم كما هو مقرر مع تشديد الإجراءات الأمنية. وكان المهاجمون مساء يوم السبت يرتدون ما يشبه الأحزمة الناسفة لكن ثبت لاحقا أنها غير حقيقية. وعرض تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) صورة تظهر اثنين من المهاجمين المحتملين بعد أن قتلتهما الشرطة وكانت هناك عبوات مربوطة على جثة أحدهما.

وقالت كريسيدا ديك قائدة شرطة لندن في بيان بثه التلفزيون أمس "تأكد الآن مع الأسف أن سبعة مدنيين لقوا حتفهم. وكما تعلمون نعتقد أن هناك ثلاثة مشتبه بهم قُتلوا". وتابعت أن الشرطة تعتقد أن الوضع الآن تحت السيطرة، ولكن هناك ضرورة للقيام بعملية بحث شاملة للمنطقة للتأكد من عدم وجود مفقودين أو مشتبه بهم آخرين فارين. ونفذ متشددون إسلاميون هجمات في برلين ونيس وبروكسل وباريس خلال العامين الماضيين. ووجه تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يفقد أراضي في سوريا والعراق مع تقدم قوات مدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، أمس الأول، دعوة على خدمة التراسل تليجرام حث فيها أتباعه على شن هجمات بشاحنات وسكاكين وبنادق ضد "الصليبيين" خلال شهر رمضان.

ولجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تويتر لعرض المساعدة على بريطانيا بينما قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لماي عبر تليجرام. وأبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعاطفها. وقالت "نتحد جميعا عبر الحدود في فزع وحزن ولكن بإصرار. أؤكد أن ألمانيا تقف بثبات وحزم إلى جانب بريطانيا في الحرب ضد كل أشكال الإرهاب". وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر "فرنسا تقف أكثر من أي وقت مضى إلى جانب المملكة المتحدة". وقال مسؤولون فرنسيون إن هناك أربعة فرنسيين بين المصابين. وذكرت استراليا أنه تأكد نقل أحد رعاياها إلى المستشفى بعد إصابته في الهجوم في حين تسعى السلطات الاسترالية لمعرفة مصير شخص آخر.

وفي القاهرة، أدان الأزهر الهجوم بشدة. وقال في بيان تلقته رويترز بالبريد الإلكتروني "من حق جميع البشر العيش في سلام وأمان بغض النظر عن دينهم أو لونهم أو جنسهم أو لغتهم"، مطالبا بتضافر جهود المجتمع الدولي "للقضاء على الإرهاب".

 

تعليق عبر الفيس بوك