رمضان شهر القرآن

رجاء بنت سعيد الكلبانيَّة

أخي القارئ الكريم، أختي القارئة الكريمة، ها نحنُ اليوم -بتوفيق من الله تعالى- نعيش روحانية هذا الشهر العظيم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الكريم، يقول الله تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".

وعن ابن عباس رضي الله عنه، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فالرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة" (صحيح البخاري-1803).

وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الصيام والقران يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه (فيشفعان)" (مسند أحمد-6626).

بَيْن رمضان والقرآن علاقة وثيقة من عِدَّة وجوه؛ أهمها:

- العلاقة التاريخية؛ ففي رمضان ابتدأ نزول القران، ومعه ابتدأ نور الهداية، فصارت تلاوته في رمضان مضاعفة للأجر.

- مُضاعفة الثواب فيهما؛ فعلى الإنسان أنْ يشكرَ الله تعالى على ما أعطي لعباده من أجر في ثواب التلاوة، كما في حديث عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول: "ألم" حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" (سنن الترمذي-2910).

كما أنَّ المشقة في التلاوة سبب لرفع منزلة قارئ القرآن، فعن عائشة رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القران ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران" (صحيح مسلم-244).

نسأل الله تعالي أن يجعلنا من أهل القرآن ويشفعه فينا، ويرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار حتى ننال رضاه.

تعليق عبر الفيس بوك