القدس - رويترز
بعد مرور ساعات على زيارته للرياض التي استغرقت يومين والتي شهدت عقد 3 قمم، ولقي خلالها ترحيبا حارا من الزعماء العرب، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة للحائط الغربي في القدس المحتلة أمس الإثنين ووقف أمام أقدس الأماكن المسموح لليهود بالصلاة فيها وقال بضع كلمات ثم وضع ورقة صغيرة بين الأحجار الأثرية.
وقال شموئيل رابينوفيتش حاخام الحائط الغربي الذي رافق ترامب لراديو الاحتلال إنّه تلا مزمورين مع الرئيس الأمريكي. أحدهما المزمور رقم 122 الذي يتحدث عن القدس "كمدينة موحدة".
ويقع الجدار في قسم من القدس تحت سيطرة الاحتلال في حرب عام 1967. والذي يعتبر القدس بأكملها عاصمتها غير قابلة للتقسيم وهو موقف غير معترف به دوليًا.
وقال رابينوفيتش إن ترامب "قال إنه يتفهم أهمية الحائط الغربي للشعب اليهودي ولهذا السبب قرر زيارته خلال أول رحلة. إنه واثق من أنه سيأتي إلى هنا مجدداً. ربما عدة مرات. كان متأثرا جدا".
وأضاف "سأل عن حجم الحائط الغربي. قدمنا له الخرائط وما كان عليه في الماضي وما يحدث الآن والحفريات والاكتشافات".
ورافق الرئيس في زيارته للحائط الغربي زوج ابنته اليهودي جاريد كوشنر الذي توجه للحائط بعد ترامب وتلا صلواته. وارتدى كلاهما القلنسوة السوداء التي يضعها المتدينون اليهود وآخرون كعلامة على احترام المعتقدات اليهودية.
وبعد دقائق قليلة من الوقوف صامتا أمام الجدار المبني من الحجر الجيري ويده اليمنى مسجاة على الأحجار تراجع ترامب وابتسم لكنه لم يسر للخلف مبتعداً عن الحائط كما يفعل المتدينون اليهود في إشارة إلى التبجيل.
وتلك هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس أمريكي الموقع ويصلي فيه خلال توليه منصبه. وكان سلفه باراك أوباما قد زار الموقع في 2008 خلال حملته الانتخابية قبل أن يصبح رئيسًا.
ومنعت سلطات الاحتلال الدخول لأغلب مدينة القدس المحتلة القديمة أمس الإثنين قبل زيارة ترامب. وشهدت المنطقة عدة هجمات بأسلحة بيضاء من فلسطينيين استهدفوا فيها يهودًا على مدى العامين الماضيين.
وفيما زار ترامب وكوشنر القسم المخصص للرجال من الحائط كانت ميلانيا زوجة ترامب وإيفانكا ابنته زوجة كوشنر تزوران القسم القريب المخصص للنساء للصلاة فيه.
ومثل زوجها وضعت ميلانيا يدها اليمنى على الأحجار ووضعت ورقة صغيرة بين الشقوق وهو ما يفعله اليهود عادة كوسيلة لرفع صلواتهم.
وارتدت إيفانكا، التي اعتنقت اليهودية لدى زواجها بكوشنر، زيًا محتشمًا داكن الألوان ووضعت على شعرها قبعة صغيرة. وأظهرت لقطات مصورة أنها كانت تبكي وهي تصلي عند الحائط.
وأثارت زيارة ترامب للموقع اليهودي المقدس جدلاً خلال التخطيط لها.
وسعى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لمرافقة ترامب للحائط الغربي. لكن وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن ذلك لن يسمح به لأن الحائط يقع رسمياً في القدس الشرقية التي احتلت قبل 50 عامًا ويسعى الفلسطينيون لأن تكون عاصمة دولتهم المستقلة.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصل إلى دولة الاحتلال أمس في المحطة الثانية من أول جولة خارجية له منذ توليه منصبه وقال إن لديه أسبابا جديدة تبعث على الأمل في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بعد زيارته للسعودية.
وفي المحطة الثانية من أولى جولاته الخارجية كرئيس سيجتمع ترامب مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس كل على حدة.
وزار الرئيس الأمريكي كنيسة القيامة في المدينة القديمة في القدس المحتلة، ويتوجه اليوم إلى بيت لحم في نهاية زيارته التي تستمر 28 ساعة.
وكان نتنياهو وزوجته سارة والرئيس ريئوفين ريفلين وأعضاء في حكومة الاحتلال في مطار بن جوريون بتل أبيب لاستقبال ترامب وزوجته ميلانيا بعدما يعتقد أنها أول رحلة طيران مُباشرة من الرياض إلى دولة الاحتلال.
وقال ترامب في كلمة موجزة بعد وصوله "خلال سفري في الأيام القليلة الماضية وجدت أسباباً جديدة للأمل".
وتابع "أمامنا فرصة نادرة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لهذه المنطقة ولشعوبها وهزيمة الإرهاب وبناء مستقبل يسوده الانسجام والرخاء والسلام لكن لا يمكن أن يتحقق ذلك سوى بالعمل معاً. ما من سبيل آخر".
وتأتي جولة ترامب فيما يواجه مشاكل في بلاده حيث يكافح من أجل احتواء فضيحة بعد إقالته مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي)جيمس كومي قبل نحو أسبوعين. وتنتهي الجولة يوم السبت بعد زيارة الفاتيكان وبروكسل وصقلية.