ظفار عنوان للزعامة

 

 

مُحمَّد العليان

كالعادة، وفي مساء يوم جميل، ومباراة فاصلة ونهائية لبطولة الدوري، تألق فريق ظفار من جديد بعد غياب طويل عن بطولته المحببة والمفضلة، ليخطف الذهب من منافسه أفضل فريق في الدوري وهو فريق الشباب، ويحسم الزعيم الظفاري المباراة والبطولة بطريقة الكبار، ويضيف إنجازا جديدا، وهي البطولة العاشرة في تاريخه، ليعيد صداقته للبطولات من جديد.

والفوز ببطولة الدوري لم يأتِ بضربة حظ، بل كان نتيجة عمل جبار وكبير وجهد ودعم وتحدٍ ووقفة خاصة من الشيخ علي بن أحمد الرواس رئيس النادي للفوز بالبطولة، ورغم الصعوبات التي مرت على الفريق وما صاحبها من أحداث من الناحية الفنية بتولي 3 مدربين لتدريب الفريق في الموسم، وتغييرهم، وأيضا تأخر الفريق وابتعاده عن الصدارة بـ5 نقاط، إلا أنَّ الفريق لم يتأثر بذلك لا نفسيا ولا معنويا، بل تعامل مع هذه المطبات بطريقة الكبار والخبرة، ومضى يشق طريقه حتى توج بالبطولة من أصعب الطرق؛ حيث عرف كيف يتعامل مع الأحداث بواقعية.

فدائما ما يُثبت فريق ظفار أنه الفريق الأجدر والأجمل والأخطر في المواقف الحاسمة، هكذا هي الجياد الأصيلة، لا تظهر إلا في المواقف الحاسمة، وهذا ما أكَّده الزعيم في أرض الملعب وفي يوم الحسم.. نعم، هذا هو ظفار يؤكد علو كعبه على الجميع ببطولاته وتاريخه وإنجازاته. موسم شاق وقوي في المنافسة منذ بدايته وحتى آخر مباراة فيه، ظلت كراسي الصدارة متقلبة من فريق لفريق بين الثلاثي ظفار والشباب والعروبة، واحتكرت المنافسة بينهم في صراع قوي على البطولة. ويعتبر هذا الموسم من أفضل المواسم إثارة وقوة وتنافسًا، حتى آخر مباراة في البطولة.

إنَّ عودة ظفار للبطولات، خاصة بطولة الدوري، هي عودة الروح للكرة العمانية من جديد؛ فظفار ارتباط الحاضر بذلك الماضي، هو إرثٌ تاريخيٌّ كبير، توالت عليه الأجيال جيلًا بعد جيل، توارثت وحصدت الإنجازات: البطولة بالبطولة تذكر، وظفار تميَّز عن غيره بالإصرار والعزيمة والنجومية والتاريخ والتحدي والتكاتف والحب بين الأسرة الواحدة من لاعبين وإدارة وجماهير ومحبيه وداعميه، وكبار أعضائه؛ وعلى رأسهم معالي المستشار عبدالعزيز بن محمد الرواس الرئيس الفخري للنادي، صفات لازمتْ النادي منذ تأسيسه على يد المغفور له الشيخ سالم بن عنوة الحمر الكثيري أول رئيس لنادي ظفار.

ليلة كان الزعيم الظفراوي نسيمها وثلجها وبردها ونارها.. جماهيرغفيرة وكبيرة آزرت وشجعت الفريق؛ فكانت سلاحه وروحه طوال الموسم الكروي، تقف خلفه، ومن يملك هذه الجماهير فلا يخاف من منافس، فكانت هذه الجماهير الوقود الحقيقي للاعبين في الملعب وخارجه، الفريق كتب رسالة مُصالحة ومُصارحة مع مُحبيه ومُنتسبيه بعودته من جديد للفوز ببطولة الدوري، وهنا تتلاشى كلمة "مستحيل" من قاموس الزعيم، فمكسب الفريق في الموسم بعد التتويج بالبطولة هو إبراز لثلاثة وجوه جديدة من أبناء النادي مع الفريق، أخذوا مكانهم كأساسيين في الفريق؛ هم الثلاثي: صمام الأمان اللاعب نادرعوض، ولاعبا الوسط عبدالله فوازعرفة ومعتز صالح عبدربه.

نبارك لنادي ظفار ولكل أبناء محافظة ظفار الفوز ببطولة الدوري، وتهنئة خاصة للشيخ علي الرواس رئيس النادي، ولاعبي الفريق والجهاز الفني والإداري، وإلى كل الجماهير الظفراوية.

--------------------------

آخرالكلمات: "النجاح عشق مزمن، ومستحيل ممكن، يرسمه الأمل، ويصنعه العمل".