بعد حصار قوات الأسد لحي الوعر لمدة عام.. والشرطة العسكرية الروسية تسيطر على مناطق إستراتيجية

مقاتلو المعارضة السورية يخططون للذهاب إلى أوروبا عبر تركيا بعد "الإجلاء الكامل" من حمص

 

عواصم - الوكالات

غادرتْ آخر حافلات تُقل مُقاتلي المعارضة وأسرهم حيَّ الوعر المحاصر في مدينة حمص السورية، أمس؛ ليكتمل بذلك اتفاق يعيد السيطرة على المدينة بأكملها للقوات الحكومية لأول مرة منذ بداية الحرب.

وقال محافظ حمص طلال البرازي، على التليفزيون السوري الرسمي: "مدينة حمص بالكامل خالية من السلاح والمسلحين بعد إنجاز اتفاق المصالحة في حي الوعر". وقالت وسائل إعلام رسمية إن قوات حكومية مدعومة من الجيش الروسي دخلت بالفعل لعدة مناطق في الوعر. ووفقا للبرازي غادر نحو 700 مقاتل وأسرهم بما يمثل ثلاثة آلاف شخص في المجمل في حافلات يومي السبت والأحد في المرحلة الأخيرة من عمليات إجلاء للمقاتلين من الوعر الذي حاصرته القوات الحكومية منذ وقت طويل وكان آخر حي تسيطر عليه المعارضة في حمص التي كانت من أوائل مراكز الانتفاضة ضد الأسد. وغادر آلاف من مقاتلي المعارضة وأسرهم عددا من المناطق في غرب سوريا في الأشهر الأخيرة فيما تصفه الحكومة بأنها اتفاقات مصالحة مما يعيد السيطرة الكاملة للحكومة السورية على المراكز الحضرية الرئيسية في البلاد. وانتقدت المعارضة والأمم المتحدة هذه الاتفاقات ووصفتها بأنها تهجير قسري لأعداء الرئيس بشار الأسد وهي غالبا ما تأتي بعد حصار وقصف يستمر شهورا أو سنوات.

وقال أحد مقاتلي المعارضة -أثناء مغادرته حي الوعر، أمس- إنَّ مقاتلين كثر جاءوا إلى المنطقة من مناطق أخرى بحمص من بينها المدينة القديمة بعد أن استعادت القوات الحكومية تلك المناطق في وقت سابق خلال الصراع. وأردف قائلا لرويترز قبل مغادرة الحافلات دون أن يذكر اسمه" لا أريد البقاء هنا. سأذهب إلى إدلب وأريد الذهاب إلى تركيا ثم إلى أوروبا بعد ذلك".

وتوجه المبعدون في الأغلب إلى محافظة إدلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة أو إلى جرابلس الواقعة بمحاذاة الحدود الشمالية لسوريا قرب تركيا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حي الوعر يخضع لحصار كامل منذ أكثر من عام.

وقال ضابط روسي للتلفزيون السوري إن القوات الحكومية بدأت السيطرة على مناطق مهمة بالحي بدعم من الشرطة العسكرية الروسية. وساعدت موسكو الأسد على أن تكون له اليد العليا على مسلحي المعارضة في غرب البلاد إضافة لتلقيه دعما من مقاتلين إيرانيين وعناصر من جماعة حزب الله اللبنانية. وتساند دول غربية وخليجية وتركيا جماعات في المعارضة المسلحة. وأشار البرازي إلى أن العدد الإجمالي للذين غادروا الوعر على عدة مراحل منذ بدء تنفيذ الاتفاق في مارس آذار يزيد على 14 ألفا. ومن بين هؤلاء نحو 3700 مقاتل من المعارضة سُمح لهم بالمغادرة وهم يحملون أسلحتهم الخفيفة.

وعرض التليفزيون الرسمي في وقت مبكر من اليوم الأحد لقطات لمقاتلين من المعارضة يضعون حقائب وأكياسا في حافلات ويحملون بنادق كلاشنيكوف فيما وقف مسلحون موالون للحكومة يتابعون الإجراءات. وقال البرازي إن نحو 1150 مقاتلا من المعارضة قرروا البقاء في الحي وتسليم سلاحهم بموجب اتفاق للعفو.

وتسبب الصراع السوري الذي دخل عامه السابع في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وشرد أكثر من 11 مليونا واجتذب تدخلا عسكريا من أغلب القوى العالمية الكبرى.

تعليق عبر الفيس بوك