الإعلان عن أول مؤسسة وقفية بالبريمي في المحطة السادسة من "الملتقى الحضاري"

البريمي - سَيْف المعمري

رَعَى سَعَادة السيِّد إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم البوسعيدي محافظ البريمي بكلية البريمي الجامعية -وبحضور المكرَّم الشيخ أحمد بن ناصر النعيمي عضو مجلس الدولة رئيس مجلس إدارة الكلية، وأصحاب الفضيلة والسعادة والمشايخ والرشداء بمحافظة البريمي- انطلاقَ المحطة السادسة من الملتقى الحضاري للتعريف بمبادرة المؤسسات الوقفية الخيرية بمحافظة البريمي تحت شعار "ولكم في الوقف حياة"، والذي تُشْرِف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بالتعاون مع ميثاق للصيرفة الإسلامية.

واستُهِلَّ برنامج الملتقى بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم تقديم عرض مرئي للتعريف بمشروع المؤسسات الوقفية الخيرية "وقف"، وألقى الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي خبير الوعظ بالوزارة، كلمة؛ قال فيها إنَّ قياس المبادرات الحضارية بالمجتمعات يكون بالنظر في اعتبارات مآلاتها الآنية والمستقبلية؛ حيث يكمن بمقومات تكوينها ما يُمثِّل نقلات نوعية لتحقيق أهداف إستراتيجية تَشِي بمضامين فكرتها السامية النبيلة، وَتْضِفي على البشرية بمعاني سموها مُتوافقة مع ما تتطلَّع إليه نفوس ذوي القلوب الرحيمة من محاسن البر والإحسان، ومتناغمة مع العقلية الإيجابية للمسلم.

وأكَّد الهنائي أنَّ مُبادرة المؤسسات الوقفية الخيرية التي تعدُّ الأولى من نوعها في العالم الإسلامي تستمدُّ ديمومتها من الحرمة الشرعية التي أحيط بها الوقف من قبل الشريعة الإسلامية الغراء ليبقى أصلاً ثابتاً يعود بخيره ونفعه على الموقوف له، بدوام واستمرارية، وتكتسب قوتها من خلال التشريعات القانونية التي أكسبت هذه المؤسسات الوقفية الشخصية الاعتبارية المستقلة لإدارة الوقف واستثماره، وتستأثر بمكانتها من خلال آلياتها التنفيذية التي تجعلها منظومة اجتماعية تعتمد على ذوي الخبرة والمهارات وأهل الأمانة ممن يصطفيهم المجتمع لإدارتها واستثمار أموالها.

وأضاف الهنائي قائلا: إنَّ هذا الملتقى الحضاري يهدف لتعزيز ثقافة الوقف برؤية جديدة ومبادرة فريدة تُسْهِم في رفد المجتمع في جوانب تنموية واجتماعية واقتصادية وتعليمية بإضافات نوعية من الأوقاف، وأنْ تتيح للواقفين والقائمين على الوقف بمختلف ولايات السلطنة تسجيل مبادرات وقفية مؤسسية تكسب الحياة روحا تتدفق بالعطاء وتكسوها بحلل البهجة والمحبة لتحقيق عمارة الأرض وبناء الإنسان فكريا واجتماعيا وتربويا، وتُسهم في الحد من مخاطر مثلث الخوف الذي يتمثل في ثلاثية الفقر والمرض والجهل، والتي تسبَّبت في ارتباك الكثير من المجتمعات، وأخلَّت بمنظومتها الأمنية والاجتماعية والأخلاقية. وهنا، تتضاعف مسؤوليتنا جميعا كأفراد ومؤسسات عامة أو خاصة للعمل الجاد الذي يثمر في عمارة هذه الأرض الطيبة ويضع أولوية الارتقاء بإنسانها في كافة نواحي الحياة عملا بالتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيدالمعظم -حفظه الله ورعاه وأمده بالصحة والعافية والعمرالمديد.

ثمَّ ألقى الشيخ مُحمَّد بن يحيى الغافري المكلف بأعمال مدير إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة البريمي، كلمة؛ تحدث فيها عن أهمية الوقف وأشكاله في المجتمع العماني، وأثره على في توثيق عرى المودة والانسجام في المجتمع.

بعدها، ألقى عيسى بن سالم الريامي مدير دائرة الرقابة الشرعية في ميثاق للصيرفة الإسلامية، كلمة؛ أشار فيها إلى أنَّ دور المؤسسات الوقفية العامة والخاصة بشكلها القانوني الجديد مهم ومحوري في إحياء سُنَّة الوقف من خلال تشجيع أفراد المجتمع على المساهمة في الأوقاف، ولو بالشيء اليسير من خلال مشاريع وأنشطة المؤسسة الوقفية كمشروع السهم الوقفي.

وأعلن الريامي -في كلمته- عن بدء الاكتتاب في برنامج الصكوك الذي أطلقه ميثاق، بتاريخ 21 مايو الجاري، وتعدُّ الأولى من نوعها في السلطنة، وتتيح للأفراد فرصة الاكتتاب وهي قابلة للتداول في سوق المال ومدتها 5 سنوات فقط.

بعد ذلك، عقدت جلسة نقاشية بين المختصين بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية وميثاق للصيرفة الإسلامية والحضور، حول مشروع المؤسسات الوقفية الخيرية، ثم قام الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي بتسليم سعادة السيد محافظ البريمي مذكرة أول مؤسسة وقفية تم الإعلان عنها بالمحافظة.

تعليق عبر الفيس بوك