200 مليار دولار صفقات تجارية واستثمارية بين الشركات السعودية والأمريكية.. والمشروعات التقنية والصناعية في المقدمة

 

الرِّياض - رويترز

وقَّعتْ الشركاتُ الأمريكية والسعودية صفقات بعشرات المليارات من الدولارات، أمس السبت، أثناء زيارة يقوم بها الرئيس دونالد ترامب، مع سعي الرياض لتطوير اقتصادها المعتمد على النفط.

وقالتْ شركة النفط الوطنية أرامكو السعودية إنَّها وقَّعتْ اتفاقات قيمتها 50 مليار دولار مع شركات أمريكية. وقال وزير الطاقة خالد الفالح إنَّ إجمالي الصفقات مع جميع الشركات يتجاوز 200 مليار دولار، وإنَّ العديد منها يستهدف توطين تصنيع منتجات كان يجري استيرادها. وحرص رجال الأعمال من الجانبين على إبراز نجاح المحادثات؛ مما أوْجَد دَرَجة من التباهي بالأرقام الكبيرة. وسبق الإعلان عن بعض تلك الصفقات من قبل، والبعض الآخر مذكرات تفاهم تتطلب مزيدا من المفاوضات كي تتبلور.

لكنَّ الصفقات تُظْهِر تعطُّش السعودية إلى رأس المال الأجنبي والتكنولوجيا، مع سعيها للحد من اعتمادها على صادرات النفط. وتسبَّبتْ أسعار النفط المنخفضة في العامين الأخيرين في تباطؤ الاقتصاد، وأثقلت كاهل الحكومة بعجز ضخم في الميزانية. وكان العاهل السعودي الملك سلمان قام بجولة آسيوية في مارس؛ حيث وقع الوفد السعودي الذي رافقه اتفاقات مماثلة بعشرات المليارات من الدولارات منها صفقات تصل قيمتها إلى 65 مليار دولار في الصين.

واستعرضَ كِبَار صناع السياسات الاقتصادية السعوديين؛ مثل: وزير المالية ومدير صندوق الثروة السيادية الرئيسي، فرص الاستثمار في السعودية أثناء مؤتمر حضره العشرات من المديرين التنفيذيين الأمريكيين اليوم.

وقال المسؤولون السعوديون إنهم يستهدفون إعداد قواعد جديدة مبسطة للاستثمارات المباشرة للشركات الأجنبية في غضون 12 شهرا. ومن بين الصفقات الموقعة، قالت جنرال إلكتريك إنها توصلت إلى اتفاقات قيمتها 15 مليار دولار تشمل سلعا وخدمات من الشركة نفسها بنحو سبعة مليارات دولار. وشملت الاتفاقات مجالات شتى من الكهرباء إلى الرعاية الصحية والنفط والغاز والتعدين.

وتقيم جاكبوز إنجنيرينج مشروعا مشتركا مع أرامكو السعودية لإدارة المشاريع في المملكة وستنقل مكديرموت إنترناشونال بعض منشآتها لتصنيع السفن من دبي إلى مجمع جديد لبناء السفن ستشيده أرامكو في السعودية.

وتحرصُ السعودية -أحد أكبر مُشتري السلاح في العالم- على تطوير صناعة سلاح محلية بدلا من الاعتماد على الاستيراد ولذا تركزت صفقات عدة في الصناعات العسكرية. وقالت لوكهيد مارتن إنها ستدعم التجميع النهائي لما يقدر بنحو 150 طائرة هليكوبتر بلاكهوك اس-70 متعددة المهام في السعودية.

وأعلنت شركة بلاكستون الأمريكية للاستثمار المباشر وصندوق الثروة السيادي الرئيسي في السعودية، أنَّهما يخططان لتدشين آلية للاستثمار بقيمة 40 مليار دولار للاستثمار في مشروعات البنية التحتية. ووقعت بلاكستون وصندوق الاستثمارات العامة السعودي مذكرة تفاهم غير ملزمة للمشروع الذي يتوقف على إجراء المزيد من المفاوضات للاتفاق على صيغة نهائية. وقالت الشركة الأمريكية إنها تتوقع أن يجمع البرنامج 40 مليار دولار، مع مساهمة أولية قدرها 20 مليار دولار من صندوق الاستثمارات السعودي في حين يتم جمع الباقي من مستثمرين آخرين. ومن خلال هذا التمويل قالت بلاكستون إنها تتوقع استثمار أكثر من 100 مليار دولار في مشروعات البنية التحتية.

وفي السياق، قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، إنَّ حكومة المملكة تتوقع استئناف إصدار أدوات الدين المحلية في الربع الحالي أو المقبل. وقال الجدعان في مؤتمر صحفي إنَّه من المقرر تمويل العجز في موازنة الدولة من خلال ثلاثة محاور؛ هي: أدوات الدين الدولية، وأدوات الدين المحلية، والسحب من الاحتياطيات المالية للحكومة. وفي أكتوبر 2016، قرَّرتْ الحكومة تعليق إصدارات السندات المحلية الشهرية. وكانت الحكومة تصدر ما قيمته نحو 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار) من السندات للبنوك شهريا منذ منتصف 2015 للمساعدة على تغطية عجز الموازنة الناجم عن هبوط أسعار النفط.

تعليق عبر الفيس بوك