4 أوراق في ندوة حول أدب محمد عيد العريمي في "الكتاب والأدباء"

 

 

مسقط - الرؤية

أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة السلطان قابوس، بمقر الجمعية بمرتفعات المطار ندوة حملت عنوان "الذاتية في أدب محمد عيد العريمي" شارك فيها عدد من الباحثين والمختصين في الجانب الروائي والأدبي العماني والعربي.

افتتح الندوة الدكتور محمد زروق، وقدم الكاتب محمد عيد العريمي كلمة بالمناسبة أشار فيها إلى مشواره الأدبي وذاتية الكتابة حيث المحصلة الأدبية التي أنُتجت منذ شروعه في مجال الكتابة الأدبية، وقال: كنت وما زلت أعتبر نفسي طارئا على عالم الكتابة بمختلف مستوياتها، لا أقول هذا من باب التواضع المفتعل، بل هي حقيقة لا أجد حرجا في تكرارها أينما وكلما استدعى الأمر.

وأضاف العريمي: قبل الشروع في الكتابة، توقفتُ طويلا بعد أن تداعت عليَّ الأسئلة، وظل بعضها يشغل تفكيري طوال الفترة التي أمضيتها في كتابة "مذاق الصبر:" ما الهدف من الكتابة عن تجربة شخصية شديدة الخصوصية؟ هل هي رغبة في إعادة بناء كيان جديد بآمال وأحلام جديدة على أنقاض آخر تحطم؟".

 أسئلة كثيرة طرحها العريمي في هذا الإطار، وأوضح أنه بعد مشوار طويل كتب إلى جانب الرواية القصة القصيرة والمقالة السياسية والاجتماعية ونشر في بعض الصحف الخليجية والجرائد والملاحق المحلية، وبعد سبعة عشر عاماً من حضوره في المشهد الثقافي العماني، صدر له 6 نصوص سردية بين الرواية، والسيرة الذاتية، والرواية السيرية، والقصة القصيرة.

وقدمت خلال الندوة 4 أوراق الأولى للدكتورة فاطمة الشيدية بعنوان "المسكوت عنه في سرديات محمد العريمي" وتحدثت فيها عن المسكوت عنه في "حز القيد" وأشارت إلى أن العريمي ترك لتأويل المتلقي الكثير من المسكوت عنه في السياسة والجسد وغيرها من المحظورات التي لن يستطيع كاتب عربي مهما بلغت جرأته التعاطي المباشر معها، إضافة إلى وعيه بأهمية الفراغ السردي، والبياض النصي والمضمر من القول في تحريك وعي المتلقي وتقدير دوره الضمني، كما تطرّقت إلى ملامح السيرة الذاتية في روايات محمد عيد السيرية "بين الماء والصحراء" و"مذاق الصبر" فأشارت إلى أنّ سيرة العريمي والتي بدأت من "مذاق الصبر" واستمرت حتى تخلصت من ذيول الذات ووصلت حتى أمشاج الآخر وتواشجات التاريخ.

أمّا الباحثة شيخة البلوشية فقدمت ورقة بعنوان "الزمان والمكان في مذاق الصبر"، وأوضحت أنّ الرواية لبت بعض متطلبات الزمن في الخطاب السردي، وذلك من خلال توظيف مفارقتي الاسترجاع والاستباق، وقد جاءت هذه المفارقات محملة بدلالاتها التي تسوغ العودة إلى الماضي أو القفز نحو المستقبل، وتناولت ما جاءت به "مذاق الصبر" في وصف الأماكن وذكر أسمائها الحقيقية دور فعال في إقناع القارئ بصدق ما يسرد عليه، كما عكست تلك الأماكن دلالات نفسية واجتماعية وثقافية، اقتضتها الأحداث والمواقف المختلفة، وقد تمكّن الكاتب "محمد عيد" من تجسيد الأماكن ووصفها إلا أنّ الوصف لم يقتصر على المكان فحسب، بل تعداه إلى وصف الشخصيات والأحوال والظروف وجعلنا أمام صورة الوسط الواقعي الذي عرفته الشخصية المحورية.

أمّا الدكتور صلاح الدين فقدم ورقة بعنوان "من سلطة السرد إلى سلطة الجسد»، وهنا أشار إلى رواية حز القيد حيث يعيد العريمي (الميثاق السيرذاتي) الذي يمثل استقطابا للسيرة الذاتية والرواية، والقصة القصيرة وغيرها من فنون الكتابة، وأشار الباحث إلى أنّ العريمي تتنازعه سطوتان، أولها سطوة الحكي وثانيتها سطوة الجسد، الجسد المعذب رهين المحابس كلها.

أمّا الدكتور عمر صديق فقدم ورقة بعنوان "صحراء العريمي بين نسغ الوحد وتجليات الإلهام". وأشار في ورقته إلى أنّ العريمي اتخذ من الصحراء فضاء شاسعاً، وتجلياً بارعاً أبدع وأجاد في تعبيره عن خلجات نفسه الغائرة في كنه اللامعقول، وعشقاً خفياً لامسته ظواهر الصحراء التي لم تلوثها الحضارة "أمّا الحضارة فتجلب معها التنافس في القيم الكمالية الزائدة عن الضرورة، والفائضة عن الحاجة" كما قال ابن خلدون في مقدمته، وتناول الباحث شغف العريمي تجاه الصحراء، ومفاهيم التجلي من خلال روايته، وذاكرة قريته الغنية بالأدب والفن الفطري. موضحا أنّ الإلهام هو مصدر التجلي، وأنّ الرواية مأخوذة من أعماق هذا البلد المعطاء والإلهام هبة من الله يُقتضى القيام بشكرها، والصحراء لا تُعرف بل تُعاش.

 

تعليق عبر الفيس بوك