هدايا الدوري.. أوراق مكشوفة

مُحمَّد العليان

تقترب بطولة الدوري من محطتها الأخيرة، حيث لم يتبقَّ سوى 3 جولات قادمة، ويتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وأصبحت النقطة لها مفعول السحر في تحديد نتائج ومصير الفرق؛ سواء المتنافسة على قمة وصدارة الدوري، أو التي تقع في قاع الترتيب والدوري؛ حيث انحصرت المنافسة بين الثلاثي فريق الشباب وظفار والعروبة، وهناك أكثر من 4 اندية تتصارع على المركز الرابع، وممكن تذهب إلى المركز 3 في حالة خسارة فريق العروبة، وكذلك خدمتهم نتائج الفرق الأخرى. وفي المقابل، أصبح فريقا جعلان والرستاق المرشَّحين الأساسيين لهبوطهما وعودتهما لدوري المظاليم من جديد، والظاهرة التي بدأت تظهر في الأفق خاصة في الأمتار الأخيرة من البطولة هي ظاهرة هدايا وعطايا الدوري والتلاعب بالنتائج بين بعض الفرق، وهذا ليس بجديد على دورينا، وعلى أيضا دوريات العالم الأخرى، ولكن الفارق بيننا وبينهم أنهم يُطبِّقون القانون والعقوبات على الفرق التي تثبت تلاعبها بعدة وسائل مختلفة، والشواهد كثيرة في ذلك لأندية هبطت وعوقبت، ولكن عندنا العكس لا توجد أي عقوبات على تلك التلاعب في النتائج والهدايا التي تقدم لمصالح حتى قد تكون شخصية وعلى حساب أندية تاريخية وجماهير، كما يقول المثل "من أمن العقاب اساء الأدب"؛ وبذلك تتضرَّر فرق وأندية كثيرة من هذا التلاعب؛ سواء من فرق المقدمة أو فرق القاع، إضافة إلى ضرر وتضرر اللعبة بشكل عام.

وهذا يحدث خاصة في المباريات غير المنقولة على الهواء مباشرة بشكل كبير وكثير؟ وهذه الظاهرة تحتاج معالجة، ولابد من تشكيل لجنة بهذا الخصوص للحد من زيادة وتفشي هذا المرض في جسد الكرة العمانية، حيث إنَّ الكثيرَ من الأندية تخسر الأموال الكثيرة في ظل الفوز ببطولة، وفي النهاية قد تسير البطولة لمن لا يستحقها أو العكس في عملية الهبوط تتضر أندية جاهدت وعملت من أجل البقاء وفي النهاية هي التي تهبط، والفريق الهابط يبقي، فالأوراق أصبحت مكشوفة ومعروفة في هذه اللعبة، والأغرب من ذلك أنَّ البعض من مسؤولي وإداريي الأندية يتحدثون عن هذا التلاعب، وأنه غير شريف في كرة القدم، ويظهر في وسائل الإعلام المختلفة يتحدث وينادي بمواجهة ذلك، وهو في الأصل مُشارك في اللعبة، وله سوابق فيها.

فيا مسؤولي ولاعبي وإداريي الأندية، رفقا بضمير المسؤولية، ورفقا بأمانة العمل الرياضي؟ ورفقا باللاعبين والجماهير، فلا تزرعوا فيهم هذه الثقافة والظاهرة السلبية في عقولهم وفي أعمالهم حتى، فمساوئها كبيرة وكثيرة، وتدل على غياب الضمير والرقيب؛ ونتمنَّى من الجهات المختصة الضرب بيد من حديد وفرض العقوبات والقوانين على الأندية التي تتساهل أو تتخاذل والتي تلعب بالنتائج.

-------------------------

آخر الكلمات: "البعض يسير مع الناس وكأنه مستقيم، وهو في الأصل أعوج".