أبوجا - الوكالات
أعلنت نيجيريا أن جماعة بوكو حرام أطلقت سراح 82 فتاة اختطفتهن قبل ثلاث سنوات بقرية تشيبوك شمال البلاد، مقابل إفراج السلطات عن أعضاء من الجماعة كانوا محتجزين لديها. وقد شكل خطف 220 طالبة من داخل مدرستهن حدثا كبيرا في العالم بعد تمرد بوكو حرام عام 2014. وفي أبريل 2014، تمكنت أكثر من 50 فتاة من الهرب. كما أطلقت الجماعة سراح 21 فتاة أخريات بعد مفاوضات مع منظمة الصليب الأحمر.
وقال شاهد من رويترز إن فتيات أطلقت جماعة بوكو حرام المتشددة سراحهن من بين من خطفتهن في 2014 في مدينة تشيبوك بشمال نيجيريا وصلن أمس إلى العاصمة أبوجا. ووصلت الفتيات إلى مطار أبوجا ونقلن في قافلة عسكرية.
وقالت نيجيريا إنها أمنت إطلاق سراح 82 فتاة مقابل الإفراج عن سجناء من بوكوحرام. وقالت رئاسة نيجيريا في بيان إن البلاد تشكر سويسرا واللجنة الدولية للصليب الأحمر للمساعدة في إطلاق سراح الفتيات من خلال "مفاوضات مطولة".
وأضافت أن الرئيس محمد بخاري سيستقبل الفتيات في العاصمة أبوجا يوم الأحد دون الكشف عن عدد المشتبه بهم الذين تسلمتهم بوكوحرام أو الكشف عن أي تفاصيل أخرى.
وقال مصدر عسكري إن الفتيات نقلن صباح الأحد إلى مايدوجوري من منطقة بانكي القريبة من الحدود مع الكاميرون حيث خضعن لفحوص طبية. ومايدوجوري عاصمة ولاية بورنو التي بدأ فيها تمرد بوكو حرام.
ويعطي إطلاق سراح الفتيات دفعة لبخاري الذي جعل من سحق تمرد بوكو حرام قضية رئيسية في حملته الانتخابية عام 2015. ولم يظهر تقريبا الرئيس علناً منذ عودته من بريطانيا في مارس آذار للعلاج من مرض لم يكشف عنه.
واستعاد الجيش أغلب المناطق التي خسرها في البداية من يد بوكو حرام إلا أن استمرار الهجمات والتفجيرات الانتحارية جعلت من المستحيل تقريبا عودة النازحين لمنازلهم في المناطق التي استعادها الجيش.
وقالت الرئاسة "الرئيس وجه أجهزة الأمن بمواصلة العمل باجتهاد لحين إطلاق سراح كل فتيات تشيبوك ولم شملهن مع عائلاتهن".
وأطلق سراح أكثر من 20 فتاة في أكتوبر في اتفاق برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفرت أخريات أو جرى إنقاذهن في حين يعتقد أن 195 كن في الأسر قبل إطلاق السراح الذي أعلن يوم السبت. وقال بخاري الشهر الماضي إن الحكومة تتفاوض لتأمين إطلاق سراح باقي الفتيات.
وقضية فتيات تشيبوك هي الأشهر إلا أن بوكو حرام خطفت الآلاف من الكبار والأطفال الذين جرى إهمال حالاتهم. ورغم أن الجيش يقول إن التمرد يتراجع، لا تزال مناطق واسعة من شمال شرق البلاد خاصة في ولاية بورنو تخضع لتهديد المتشددين في الوقت الذي زادت فيه التفجيرات الانتحارية والهجمات المسلحة في المنطقة منذ انتهاء موسم الأمطار في أواخر العام الماضي.
ويقول دبلوماسيون إن نحو 4.7 مليون شخص في شمال شرق نيجيريا يعتمدون على المساعدات الغذائية التي تعرقل هجمات المتشددين وصول بعضها فيما يمنع نقص التمويل البعض الآخر بينما يتعرض بعضها للسرقة قبل أن تصل لمحتاجيها.
ويمكن لملايين النيجيريين أن يتعرضوا قريبا للخطر إذا تدهور الموقف كما تتوقع السلطات إذ يبدأ موسم الأمطار في مايو أيار ويجعل الزراعة غير ممكنة في مناطق يمكن حاليا الوصول إليها.
وهذا الجزء من نيجيريا هو الطرف الغربي من منحنى للجوع يمتد عبر أفريقيا في جنوب السودان والصومال ويصل إلى اليمن. وتعتقد الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 20 مليون شخص في خطر التعرض لما ما قد يكون أسوأ مجاعة في العالم منذ عقود.