تأتي الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المُعظم- أعزَّه الله- بتوجه سفينة البحرية السلطانية العمانية "شباب عمان الثانية" للإبحار حول 14 دولة أوروبية، تجسيدا للنهج السامي في مد أواصر الصداقة وتعزيز روابط الوئام مع مُختلف شعوب العالم.
ولا شك أنَّ السفينة التي سترخي أشرعتها في 14 ميناءً وستقطع أكثر من 15 ألف ميل بحري، تمثل أحد أوجه الدبلوماسية العُمانية الفريدة، وعنصرا محوريا في القوة الناعمة لعُمان، وفق ما وضعه جلالة السلطان المعظم من رؤى ثاقبة تستهدف إقامة علاقات قوية ومتينة مع مُختلف دول العالم.
ومن المقرر أن تُشارك السفينة في عدد من الفعاليات خلال جولتها التي تستمر لنحو 6 أشهر، منها المشاركة في مهرجان "دنهلدر" البحري بممكلة هولندا، وسباق السفن الشراعية الطويلة ومهرجان "ليهاف" بالجمهورية الفرنسية.
الرحلة الدولية الثالثة للسفينة تترجم دور السلطنة في نشر المحبة والسلام بين شعوب العالم، وتؤكد النظرة السامية لهذا المشروع الفريد لتكون سفيرا متنقلا للسلطنة وممثلاً لها في المحافل الدولية الشراعية.
وستمخر السفنية عباب بحر البلطيق وترسو في عدد من الموانئ والدول الأوروبية، رافعة راية السلام ومُعلنة هدفها الرئيسي المُتمثل في مد أواصر الصداقة والإخاء بين السلطنة ومختلف دول العالم من خلال التعريف بالثقافة العمانية الأصيلة في مُختلف محطاتها الدولية والتعريف أيضاً بتاريخ عُمان البحري الماجد وما تنعم به من غدٍ مشرقٍ بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة- حفظه الله ورعاه-.
لقد كانت- ولا تزال- البحرية السلطانية العُمانية مصدر فخر دائم تعكس البطولات التي خاضها أبناء عُمان الأبرار والرحلات العظيمة التي دشنوها على مر العصور والحقب التاريخية المختلفة، لذلك فإنَّ السفينة امتداد لهذا التاريخ البحري العريق، الذي سطره الرعيل الأول من العمانيين وتلاهم في ذلك أجيال متعاقبة حملت لواء الشرف والوفاء والذود عن حياض الوطن الغالي، وإعلاء كلمته في مُختلف الأقطار.
إن سفينة شباب عُمان الثانية وهي تدشن رحلتها الأوروبية تبعث برسائل السلام والإخاء والمحبة، وتؤكد على قيم التسامح والتعاون التي يتحلى بها العمانيون، ليواصلوا كتابة التاريخ البحري ونهج الآباء والأجداد الذين لم يتوقفوا يوماً عن مد يد العون والمساعدة والصداقة للجميع دون تفرقة أو تمييز.
