افتتحه العوفي بجامعة السلطان قابوس بمشاركة 5 شركات كبرى و4 مؤسسات أكاديمية

ملتقى "لمد" يناقش تعزيز دور المؤسسات البحثية في مواجهة تحديات شركات النفط والغاز


 

 

  • معرض مصاحب للملتقى يبرز القدرات البحثية للمؤسسات الأكاديمية في مجال تكنولوجيا النفط والغاز
  • حلقة نقاشية لوضع خارطة طريق لتفعيل التعاون البحثي بين "الأكاديمية" والقطاع الصناعي

 

 

مسقط - الرؤية

رعى سعادة المهندس سالم العوفي حفل افتتاح ملتقى لمد الذي نظمته جامعة السلطان قابوس ممثلة بدائرة الابتكار وريادة الأعمال بالتعاون مع شركة تنمية نفط عُمان وهي منصة التقاء بين المختصين في قطاع النفط والغاز من القطاع الأكاديمي مع نظرائهم من القطاع الصناعي والتي ستنظم بشكل دوري في شتى المجالات التكنولوجية. وكانت انطلاقة ملتقى "لمد" مع قطاع تكنولوجيا النفط والغاز بمشاركة 5 من كبريات الشركات العاملة في مجال إنتاج النفط والغاز بالسلطنة، و4 مؤسسات أكاديمية من بينها جامعة السلطان قابوس.

وقال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز إن الدراسات والبحوث تعد قاعدة أساسية جدا للتغلب على الكثير من التحديات التي تواجه أي قطاع صناعي، وبالتحديد قطاع النفط والغاز". وأشار سعادة المهندس العوفي إلى المشاكل الأساسية التي تواجه قطاع النفط والغاز خلال المرحلة القادمة وهي، آلية التعامل مع الماء المصاحب المنتج مع النفط، كفاءة استخدام الطاقة، وتخفيض تكلفة الإنتاج. ولمواجهة هذه التحديات نحتاج إلى التضامن مع المراكز البحثية لإيجاد أفضل الحلول وخاصة في آلية التعامل مع الماء المصاحب المنتج من النفط، وذلك لأن السلطنة تنتج ما يقارب 9 براميل ماء مصاحب لكل برميل من النفط وبالتالي عملية التخلص من الكميات الهائلة من المياه تعد عملية مكلفة في الوقت الحالي والتضامن مع مراكز البحوث كجامعة السلطان قابوس والجامعة الألمانية وجامعة نزوى لإيجاد حلول اقتصادية مناسبة للتعامل مع المياه المصاحبة لابد أن يعود بالنفع الكبير لارتفاع النفط والاقتصاد المحلي.

وأشار إلى مسألة التعامل مع الطاقة كطاقة إجمالية لافتا إلى أن قطاع النفط والغاز يستهلك طاقة كبيرة جدا وبالتالي التقليل من استهلاك الطاقة وتحويل استهلاك الطاقة من طاقة معتمدة على الغاز إلى طاقة معتمدة على بدائل أخرى متجددة تعد من ضمن أساسيات وأولويات أعمال الشركة وبالتالي المناطق هذه تحتاج إلى تضامن مع كثير من مراكز البحوث الموجودة في السلطنة وفي الوقت الحالي كثير من الأبحاث تعمل خارج السلطنة وعملية إشراك الشركات في التعرف على كفاءة وقدرات المراكز المحلية ضرورية للتعرف على ما يمكن أن يقام للبحوث داخل السلطنة وبالتالي توطين عمليات البحوث والبحوث التي تقام حاليا خارج السلطنة.

وأكد سعادة المهندس العوفي أن مراكز البحوث منتشرة بشكل واسع في السلطنة في كل الجامعات تقريبا بالإضافة إلى مراكز بحوث متخصصة تجاريا، ولكن عملية التسويق وعملية تعريف الشركات بقدرات هذه المراكز هي النقطة التي تحتاج إلى تعريف أكثر وإلى عمل أكثر من قبل مراكز البحوث ومن جانب الشركات.

ويأتي الملتقى من أجل تنويع المعرفة وربط الشركات المنتجة والمصانع بمراكز البحوث كجامعة السلطان قابوس والتعريف بالقدرات والإمكانيات بحيث يستقطبون أكثر عدد من البحوث لمساعدة الشركات للتغلب على التحديات التي تواجههم.

وقد بدأ الحفل بكلمة ألقتها الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي وقالت إن جامعة السلطان قابوس المؤسسة التعليمية الرائدة في عُمان وهي مبنية على أساس جودة البحث العلمي والابتكار والتعليم وخدمة المجتمع والمشاركة المجتمعية، بما في ذلك الشراكة مع قطاعات الصناعة والإنتاج بشكل عام. ولقد سعت الجامعة منذ تأسيسها إلى ضمان جودة أنشطتها وإلى ربطها بالمجالات التي لها علاقة وثيقة بأهداف التنمية الوطنية، سعيا منها إلى تحقيق المواءمة بين برامجها الأكاديمية واحتياجات المجتمع والصناعة، ورغبة في المشاركة في مشاريع البحث العلمي والابتكار ذات الأهمية العلمية والعملية والقيمة المضافة للصناعة وللمجتمع ككل.

وأضافت الدكتورة المحروقية أن الجامعة أبرمت اتفاقيات مختلفة مع المنظمات التي تعمل في مجالات ذات أهمية استراتيجية للسلطنة ومن ضمنها بعض الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز، ومن خلال هذه الاتفاقيات التي تؤسس لشراكات طويلة الأمد، تمكنت جامعة السلطان قابوس أن تسهم في الجهود المتواصلة لتحقيق نمو مستدام وحثيث لعمان وشعبه كما تمكنت من فهم طبيعة التحديات التي تواجهها عمان ومن ضمن هذه التحديات ما اشتملت عليه خطة التنمية الخمسية التاسعة للسنوات 2016-2020. وأدركت أن هذه التحديات إنما تخلق مناخا قد يؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة، كما أنها قد تفضي إلى التنويع الاقتصادي والمرونة إزاء الصدمات الخارجية، لكن التصدي الفعال لهذه التحديات من أجل حلها يحتم علينا توحيد الجهود الرامية لضمان استمرار النمو الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. ويمثل قطاع النفط والغاز رافدا يمكن أن يحقق فيه هذا التعاون نتائج هامة.

وحول دور قطاع النفط والغاز، أشارت الدكتورة رحمة إلى أن لهذا القطاع أكبر دور في النشاط الاقتصاد العماني ونمو الناتج المحلي الإجمالي، ومن ناحية أخرى فإن شركات النفط والغاز تعتبر من أهم المؤسسات التوظيفية في البلاد ولديها مجموعة متنوعة من القوى العاملة المتدربة التي تمتلك مستوى عاليا من المهارات.  وبغية ضمان أن يظل النفط والغاز أحد المحركات الرئيسية لنمو عمان، فإنه من المهم تحقيق علاقات قوية بين الأوساط الأكاديمية والصناعة. فمن خلال التعاون الوثيق بينها يمكن تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية في السلطنة، ويمكن للبحث العلمي في الجامعة أن يكون أكثر مرونة واستجابة لاحتياجات الصناعة، ويمكن للصناعة تطوير مشاريع جديدة ودعم الشركات الموجودة. وهذا كله يسهم في تحقيق رؤية الحكومة العمانية المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والتقدم المأمول.

وألقى المهندس عمران المرهوبي المدير التقني بشركة تنمية نفط عمان، كلمة ذكر فيها أن هناك تحديات كثيرة ونحتاج إلى بيوت الخبرة كالجامعة لتجاوز التحديات ولا يمكن التطوير دون الاستعانة بأهل الخبرة والشراكة بين الجامعة والشركة عميقة ونسعى إلى تعزيزها كما نحتاج إلى تقنيات قليلة الكلفة ومعنية بإنتاج الطاقة.

وافتتح سعادة المهندس سالم العوفي المعرض المصاحب للملتقى وتضمن أهم التحديات التكنولوجية التي تواجه شركات النفط والغاز التي تحتاج إلى معالجة وحلول تكنولوجية علمية من خلال الشراكة مع المؤسسات البحثية ومن ناحية أخرى يتضمن المعرض كذلك الإمكانيات والقدرات البحثية للمؤسسات الأكاديمية في مجال تكنولوجيا النفط والغاز.

وترجع أهمية الحدث إلى ما يوفره من فرصة للالتقاء تحت سقف واحد بين الباحثين من المؤسسات الأكاديمية التي لها أنشطة بحثية وقدرات على توليد المعرفة في مجال النفط والغاز وابتكار التقنيات والحلول التي تخدم هذا القطاع مع المتخصصين من القطاع الصناعي من الشركات الباحثة عن حلول تقنية لتطوير الإنتاج وتخطي التحديات الحالية، الأمر الذي قد يتولد منه مشاريع بحثية مشتركة وتأسيس شبكة علاقات مهنية بين المختصين في القطاعين، حيث شاركت كل من شركة تنمية نفط عمان، وبي بي، ونفط عمان، وشركة أوكسدنتال، وشركة دليل للنفط في المعرض المقام بعرضها لأهم التحديات والصعوبات التكنولوجية التي تواجهها في عمليات استخراج النفط والغاز وطرق حفر الآبار، في حين عرضت الجامعات الإمكانيات والخبرات البحثية لكل من كليتي الهندسة والعلوم ومركز أبحاث النفط والغاز بجامعة السلطان قابوس، كما تمّ عرض الابتكار الحائز على براءة الاختراع وهو ابتكار طريقة لفصل الزيت عن الماء بالتقنية المتناهية الصغر (النانو). وعرضت كل من جامعة صحار وجامعة نزوى والجامعة الألمانية أهم انتاجاتها وقدراتها البحثية في هذا المجال، بالإضافة إلى استعراض الكرسي البحثي الوطني في مجال علم المادة والمعادن بجامعة نزوى.

وأقيمت حلقة نقاشية مغلقة بمشاركة فاعلة من كل من الدكتور سيف الهدابي من مجلس البحث العلمي، والدكتور يحيى الوهيبي ممثلا عن الجامعة، والبروفيسور مايكل موديغيل رئيس الجامعة الألمانية للتكنولوجيا، وعمران المرهوبي المدير التقني بشركة تنمية نفط عمان، والبروفيسور غسان الكندي مدير البحوث والتعاون الدولي بجامعة صحار،  ومديري التطوير والتكنولوجيا في شركات النفط، بالإضافة لعمداء ومساعدي عمداء من كل من الجامعات المشاركة، حيث تمت مناقشة خارطة الطريق نحو تفعيل شراكة حقيقية  للتعاون البحثي بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الصناعي في مجال النفط والغاز، وآليات تفعيلها بشكل يساهم في خلق بيئة محفزة على الابتكار وتوظيفها في خدمة الاقتصاد الوطني.

ويشار إلى اختيار "اللمد" كهوية للملتقى تعبيرا عن مصطلح عماني لتقنية قديمة لتوزيع مياه الأفلاج وهي الساعة الشمسية التي كانت تستخدم في تقسيم حصص مياه الأفلاج (الأثر)، حيث يتكون هذا الابتكار العريق من ثلاثة عناصر رئيسية وهي الشمس وحركتها طوال النهار وتوليدها للطاقة والمعرفة، والعصا التي تنتصف الدائرة وهي حلقة الوصل والتي تتلخص في مكاتب نقل التكنولوجيا والتشريعات والقوانين المنظمة والحجارة وهي القطاعات الصناعية بتقنياتها المختلفة، حيث تؤدي حركة الشمس إلى حركة الظل التي تشير إلى الوقت والدقة وهي من أهم ركائز عملية الإنتاج وبالتالي تغذية القطاعات الصناعية بنتائج البحوث والتي تسهم في تنامي وديناميكية الاقتصاد والمنافسة عالمياً، كما أن رمز العصا أو الخشبة يشير إلى التشريعات والأنظمة الحكومية وهي القاعدة التي تقوم عليها البيئة الاقتصادية، وقد تمّ اعتماد اللمد كشعار وهوية للملتقى التكنولوجي الأكاديمي الصناعي لما يمثله من نموذج لأهميّة توظيف الابتكارات العلمية في خدمة المجتمع وتطوير الاقتصاد الوطني نحو اقتصاد قائم على المعرفة وليدة المختبرات.

 

تعليق عبر الفيس بوك