فنون عمانية ورقصات سلوفاكية تلفت أنظار زوار "أيام الشارقة"

 

 

الشارقة  -  ناصر العبري 

شهدت ساحات ومسارح "أيام الشارقة التراثية" التي تقام حالياً في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة العديد من الفقرات والعروض الشعبية والتراثية التي شاركت فيها مختلف الدول العربية والأجنبية، وكان من ضمن هذه العروض، عرض لفرقة نجوم جعلان العمانية، وفرقة أوربن من سلوفاكيا، التي قدمت الفقرات الشعبية والتراثية في ظل حضور لافت للنظر.

بدأت أولى الفقرات بعرض تراثي قدمته فرقة نجوم جعلان القادمة من ولاية جعلان بني بوعلي، وتضم 24 فرداً منهم 4 نساء، وعرضت نماذج من فن البرعة على أنغام شعبية، وفن الرزحة، إضافة إلى فن أبو زلف والمزمار وشرح الجبال التي تعد من أنماط الفنون التقليدية التي تؤدى في عُمان في المناسبات والأعراس والفعاليات المهمة والرسمية.

وتفاعل الحضور مع العروض العمانية والفنون التي قدمتها الفرقة من عمق التراث العماني الأصيل، حيث كانت الفرقة ترتدي لباسها الشعبي "الصوري" الخاص بجنوب المنطقة الشرقية، وهو متميز ويعتزون ويفتخرون فيه.

وقال طاهر ربيع العلوي، إنهم سعداء لمشاركتهم في أيام الشارقة التراثية التي تعكس للتراث الخليجي ومنه الفنون العمانية، الضاربة في جذور التاريخ، خاصة البحرية منها، حيث يشاركون في هذه الفعاليات الشعبية لإيصال فنهم إلى أكبر فئة من الجمهور.

الفقرة الثانية قدمت فيها عروض راقصة، والتف حولها الزوار، وتضمنت عزف مقطوعات موسيقية متنوعة، ورقصات مميزة قدمها 18 راقصاً من دولة سلوفاكيا، إضافة إلى أنَّ الفرقة استطاعت تبديل ملابسها تباعاً، وكان كل زي يستبدلونه يمثل منطقة في دولتهم.

وقال بيتر بوهانسبيرج، مدير فرقة أوربن، إنهم جاءوا من وسط سلوفاكيا، ليقدموا رقصات مختلفة تمثل مناطق سلوفاكيا ومدنها الشمالية والجنوبية والوسطى، حيث تعد مشاركتهم في المهرجان للمرة الأولى فرصة مميزة ومنصة هامة لاستعراض جانب من الفلكلور التراثي السلوفاكي، والذي يعكس خصوصية دولتهم وهويتها وتراثها وفنونها، فضلاً عن أنهم سيقدمون العروض في المهرجان لمدة أسبوع كامل.

 وتستمر فعاليات أيام الشارقة التراثية في مدينة كلباء حتى الجمعة 21 أبريل ، و كان الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب الحاكم في المدينة، افتتح الفعاليات التي لاقت إقبالاً جماهيرياً، وتخلل حفل الافتتاح قصائد لنخبة من شعراء الشارقة والإمارات، وأوبريت بعنوان (الوطر لول)، الذي قدمه الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية، بالتعاون مع مدرسة أبو أيوب الأنصاري ومدرسة الهجرة النموذجية للتعليم الأساسي، بالإضافة إلى فقرة الإنشاد التي قدمتها حاملة لقب منشد الشارقة الصغير لهذا العام إيمان عباس.

وجاء سور الشارقة للكتب المستعملة كفعالية جديدة في نسخة الأيام الخامسة عشرة، يحاكي سوق الأزبكية في القاهرة، وشهد منذ اليوم الأول لانطلاقة الأيام، إقبالاً من الأفراد والعائلات والأطفال، بحثاً عن كتاب هنا وآخر هناك، حيث تم تسمية أجنحة سوق الشارقة للكتب المستعملة، بأسماء مناطق وقرى وضواحي إمارة الشارقة، ويضم سور الشارقة للكتب المستعملة 15 جناحاً.

وتتراوح سعر الكتب في السوق بين خمسة إلى عشرين درهماً، حيث تتوافر كتب في مختلف المجالات، واعتبر عدد من الزوار ان السوق خطوة نوعية مهمة، ووفقاً لرئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية، فإن جزءاً من ريع بيع الكتب سيذهب إلى الجمعيات الخيرية في الدولة، حيث تأتي هذه الفعالية تزامناً مع عام القراءة، وقد تم بيع 70% من الكتب في الأسبوع الأول من الفعاليات.

وتناولت الروائية لولوة أحمد المنصوري في محاضرة لها ضمن برنامج الأنشطة الأكاديمية موضوع توظيف الأنثروبولوجيا في الرواية.

وتطرقت إلى بعض محطات مشوارها الروائي والأدبي، وبدايات تلك المسيرة، وكيفية توظيفها للأنثروبولوجيا في الأعمال الروائية، خصوصاً في بعض أعمالها الروائية مثل "آخر نساء لنجة"، وكيفية اعتمادها على الذاكرة الشفهية من كبار السن من اجل جمع مختلف المعلومات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في تلك المرحلة.

الرواية التي صدرت عام 2013، عن دائرة الثقافة بالشارقة ضمت أربعة فصول هي: "رئة الظل" و"عباءات الضوء" و"باب عنيد" و"صوت أبيض"، تعتبر تجربة سردية روائية تنطوي على فن الاسترجاع الدلالي للمكان والزمان، ضمن توليفة للبحث التاريخي المقرون بتحولات المنطقة المرصودة، من خلال الشخوص والأماكن والأسماء، وترتكز على إعادة اعتبار للتاريخ المحمول على أكتاف المشاركين في صُنعه، كما يبين وحدة الثقافة العامة في المنطقة الممتدة على ضفتي الخليج.

الأنثروبولوجيا، أو علم الإنسان في أبسط التعريفات هو علم يدرس الإنسان بجانبيه العضوي والثقافي، وينقسم هذا العلم إلى قسمين أساسيين هما الأنثروبولوجيا العضوية التي تدرس الإنسان بصفته كائناً بيولوجياً، والأنثروبولوجيا الثقافية التي تدرس سلوك الإنسان وبنائه الثقافي، وتبحث فيما وراء التاريخ، وليس التاريخ فحسب.

كما استضاف المقهى الثقافي في مركز فعاليات التراث الثقافي محاضرة تراثية، حاضرت فيها الروائيتان أسماء الزرعوني وصالحة غابش، تحت عنوان " توظيف المكان في الرواية الإماراتية"، وذلك بحضور عدد من المهتمين بالتراث الإماراتي وكتاب القصص والبرامج التراثية الإعلامية والتلفزيونية.

وناقشت المحاضرة التي قدمها الدكتور صالح الهويدي، توظيف المكان في الرواية الإماراتية، والمكان بأبعاده ومدلولاته وعناصره ورموزه كافة، وذلك من خلال التركيز على سرد تجربتين إبداعيتين لتوظيف المكان التراثي والتاريخي في الإمارات ، للكاتبتين المبدعتين صالحة غابش وأسماء الزرعوني، حيث استحضرت الروائية غابش في روايتها "رائحة الزنجبيل" ملامح المكان ورائحته العبقة، كما استعرضت الزرعوني معالم المكان ورمزية التوظيف في روايتها "شارع المحاكم".

وقالت صالحة غابش، إن هناك العديد من الروايات والقصص والأبحاث والكتب التي صدرت عن الإمارات والأماكن المهمة فيها، حيث اعتمدت معظم نصوصها على الأماكن، إضافة إلى أن الأماكن والمواقع الجغرافية تعتبر منتجة للأحداث، وتمثل العمود الفقري الذي يربط أجزاء الرواية ببعضها البعض، فضلاً عن المكان في الرواية يحتاج إلى سرد جيد وأدوات أخرى لبنائها وتشكيل ملامحها بشكل واضح، لما له من ضرورة للتحكم في مسارات الرواية أو القصة.

من جانبها قالت أسماء الزرعوني إن الرواية ترتبط بشكل وثيق بالتراث والماضي الجميل، متحدثة عن روايتها الأخيرة التي كتبتها في بريطانيا، وتأثرها بالأماكن والطرقات، حيث كتبت تاريخ الشارقة القديمة وارتباطها بالعادات والتقاليد القديمة، والبيئة البحرية المؤثرة في حياة القدامى.

 

تعليق عبر الفيس بوك