خالد بن علي الخوالدي
تحرص أغلب مُستشفيات السلطنة على تقديم كل الخدمات المُمكنة للمرضى، ورغم ذلك يتعرض الطاقم الطبي والإدارات في هذه المُستشفيات للانتقاد من قبل أعداد كبيرة من المراجعين وأغلب هذه الانتقادات قائمة على عدم معرفة وخبرة بما يقُوم به الأطباء والإدارات من عمل، وفي هذا المقال لا أود الحديث عن المستشفيات وطواقمها الصحية والإدارية وإنما عن المراجعين وزوار المرضى.
ففي الوقت الذي يكثر فيه الانتقاد من قبل المُراجعين والزوار للخدمات الصحية نرى أنَّهم يرتكبون أخطاءً كبيرة وخطيرة في بعض الأحيان تتسبب في مشاكل لهم وللمرضى بصورة خاصة، وذلك ناتج عن عدم دراية كاملة بالحالات المرضية التي يضمها المستشفى في جنباته، فما أن تفتح أوقات الزيارة إلا ونرى التجمعات الكبيرة والأصوات المرتفعة والضحكات غير المسؤولة والوقوف في ممرات الأقسام والأجنحة وبعض الأحيان الجلوس في هذه الممرات مما يُضايق مستخدمي هذه الممرات من أطباء وممرضين وزوار خاصة النساء اللاتي يجدن صعوبة في تخطي التجمعات الرجالية التي تتكون في الممرات، علماً بأنه في بعض المستشفيات توجد غرف للانتظار وللمُراجعين ولكن لا أحد يُعيرها أي اهتمام وغير مُستخدمة الاستخدام الأمثل ولو تم استخدامها بالطريقة الصحيحة لساعد ذلك في راحة الكثير من المرضى بدل الزحام والتكدس فوق المريض وعن يمينه وشماله في مظاهر تتعب المريض وترهقه أكثر مما تفيده.
والذي يُثير الدهشة أكثر أنَّه ما إن يدخل المُراجع والزائر للمستشفى ألا ويسأل كل الطواقم الصحية عن حالة المريض من الألف إلى الياء ويتبعها بالسؤال التقليدي عن حقوق المرضى، بينما لم يسأل نفسه ما هي واجبات المُراجعين والزوار ؟ وأين تقف حقوقهم؟ وهل هناك تعديات ومخاطر تقع على المرضى من قبل بعض الزوار؟ وهل يلتزم المراجعون والزوار بالاشتراطات الصحية التي تفرضها المستشفيات؟ وما هي العقوبات التي تقع على الزائر في حال مخالفة الاشتراطات الصحية؟ وغيرها من الأسئلة التي لو سأل كل واحد منِّا نفسه لأدرك أن عليه واجبات منذ دخوله من باب المستشفى وأبرزها على الاطلاق احترام المرضى والأطباء والطواقم الصحية والإدارية التي تسهر الليل والنهار في تقديم الخدمات الصحية وليس لديها الوقت لتكون منظمة لحركة السير داخل الممرات ولا أن تقدم النصيحة والإرشاد والتوعية للمُراجعين والزوار بالحقوق والواجبات.
إنَّ من الواجبات التي يجب أن يلتزم بها زوار المستشفيات الهدوء التام والاستماع إلى نصائح الأطباء حيث نرى أن بعض الزوار ينصحهم الطبيب بعدم الكلام مع المريض ويخالفونه مُخالفة متعمدة ضاربين بذلك عرض الحائط وعندما يتعرَّض المريض لأيّ عارض مرضي نتيجة ذلك، يلقون باللوم والعتاب على الأطباء والممرضين والإداريين والتهمة جاهزة وهي عدم الاهتمام والرعاية الصحية اللازمة بينما المتسبب الأول هو ذلك الذي لم يحترم حقوق المرضى ولم يراع الجوانب الصحية للمريض، ومن بين الجوانب التي لا يلتزم بها بعض المراجعين والزوار هداهم الله إحضارهم خفية بعض المأكولات والأطعمة والمشروبات من بيوتهم أو المطاعم والمقاهي بدون استشارة الطبيب، مما يعرض بعض المرضى للمضاعفات المرضية، ومن الظواهر السلبية أيضًا التجمع في عيادات مرضى القلب والذين يحتاجون إلى عناية فائقة واهتمام كبير ويعاند البعض ويرفض كل النصائح ويدخل على هؤلاء المرضى وقد ينقل لهم فيروسات وبكتيريا من الخارج تزيد من معاناتهم.
إنَّ المستشفيات نظمت دخول وخروج المراجعين والزوار بأوقات محددة من أجل إتاحة الفرصة الكاملة للمرضى في الراحة والاستفادة من وجود الطواقم الطبية التي تهتم بهم، ولم تحدد هذه الأوقات إلا بعد دراسات ومعرفة تامة بالوقت المناسب الذي يكون فيه أغلب المرضى على استعداد كامل لاستقبال زوارهم، لذا على الزوار أيضا احترام هذه الأوقات واحترام المرضى والتَّعاون مع إدارات المستشفيات في خلق جو من التنظيم داخل المستشفيات حتى يتوافر جو صحي يفيد المريض ويساعد الزائر في التخفيف على مريضه ويكسب الأجر والثواب من زيارة المريض ويشيع الاحترام بين كافة أطياف المراجعين والمرضى والطواقم الطبية لنكون مجتمعات راقية ومنظمة، ودمتم ودامت عمان بخير.