اتهامات غربية للحكومة السورية.. والجيش ينفي

سوريا: أكثر من 58 قتيلا في هجوم يشتبه أنه بالغاز في إدلب

...
...
...

بيروت - رويترز

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وعاملون في القطاع الطبي أمس إن ما يشتبه بأنه هجوم بالغاز يعتقد أن طائرات تابعة للحكومة السورية شنته أسفر عن مقتل 58 شخصا على الأقل بينهم 11 طفلا دون سن الثامنة في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد. ونفى مصدر عسكري سوري بقوة استخدام الجيش أي أسلحة من هذا القبيل.

ونقل المرصد عن مصادر طبية قولها إن الهجوم تسبب في العديد من الاختناقات أو الإغماءات وإن البعض كانت تخرج رغاوي من فمه مشيرة إلى أن ذلك إشارة إلى أنه هجوم بالغاز.  وأشار المرصد إلى أن أكثر من 60 شخصا أصيبوا أيضا في غارات جوية على مدينة خان شيخون في جنوب إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة

وقال منذر خليل رئيس الهيئة الصحية في إدلب إن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصا وإصابة 300. وتم استهداف مدينة خان شيخون من قبل الطيران الحربي بغازات يعتقد أنها غاز الكلور والسارين الأمر الذي أدى إلى أكثر من خمسين شهيدا حتى هذه اللحظة موثقا لدينا وأكثر من 300 مصاب.  ومعظم المستشفيات في محافظة إدلب تغص بالمصابين نتيجة الاستهداف بالغازات السامة وأعداد (الشهداء) مرشحة للازدياد إذ أن الكثير من المصابين في وضع حرج فضلا عن نقص الأدوية المتوافرة لعلاج مثل هذه الحالات.

وأشار المرصد وأفراد بالدفاع المدني إلى أن طائرات حربية شنت هجوما قرب نقطة طبية يعالج فيها ضحايا الهجوم. وأوضح الدفاع المدني، المعروف باسم منظمة الخوذ البيضاء، أن المقاتلات قصفت أحد مراكزها في المنطقة والنقطة الطبية القريبة.

وسيكون هذا أدمى هجوم بالأسلحة الكيماوية وقع في سوريا منذ أن أدى هجوم بغاز السارين إلى قتل مئات المدنيين في الغوطة على مقربة من دمشق في أغسطس عام 2013.  

وقالت الحكومات الغربية إنّ الحكومة السورية مسؤولة عن ذلك الهجوم الأمر الذي نفته دمشق واتهمت الفصائل المعارضة بتنفيذه. ونفى المصدر العسكري السوري المزاعم بأنّ القوات الحكومية تستخدم أسلحة كيماوية، معتبرا الأحداث دعاية إعلامية للمسلحين. وقال المصدر "الجيش العربي السوري ليس لديه أي نوع من أنواع الأسلحة الكيميائية والسامة ولا يستخدمها ولم يستخدمها لا سابقا ولا لاحقا لأنها بالأساس غير موجودة." وكان تحقيق مشترك بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية اتهم في السابق الحكومة السورية بشن هجمات بغازات سامة. ودعت فرنسا إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن لبحث الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء.

وأظهرت صور لرويترز أشخاصا يتنفسون عبر أقنعة الأكسجين ويرتدون بزات واقية في حين يحمل آخرون جثث أطفال كما أظهرت الصور جثثا ملفوفة بملاءات وممددة على الأرض.  وتداول نشطاء في شمال سوريا صورا على وسائل التواصل الاجتماعي توضح من قالت إنه ضحية تخرج من فمه رغاوي ولرجال إنقاذ يرشون أطفالا شبه عراة بالمياه وهم يتلوون على الأرض.

وقال شاهد إن معظم شوارع البلدة أصبحت خالية من المارة. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائراتها لم تنفذ أي غارات على محافظة إدلب.

وأشار المرصد إلى أن الغارات السورية والروسية استهدفت مناطق متفرقة من إدلب على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا في ديسمبر.

وناقش الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الهجوم وفق لما ذكرته مصادر رئاسية تركية.  وقالت المصادر إن الزعيمين أكدا أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار.

وتضم محافظة إدلب أكثر المناطق سكانا تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية التي تضم الجيش السوري الحر وتنظيمات إسلامية. وتزايد عدد سكان إدلب إلى حد كبير بعد أن انتقل إليها آلاف المدنيين والمقاتلين من مدينة حلب والمناطق المحيطة بدمشق والتي استردتها القوات الحكومية في الأشهر الأخيرة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة