توقيع اتفاقية الشراكة العمانية الكويتية لمصفاة الدقم.. الإثنين المقبل

57 شركة من 11 دولة تثري أركان وأعمال معرض ومؤتمر عمان للتكرير والبتروكيماويات

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
  • العوفي: توقيع اتفاقية الشراكة بداية حقيقية لأعمال مصفاة الدقم والمشاريع المرتبطة بها
  • الجهضمي: 3 مشروعات باستثمارات 10 مليارات دولار من "أوربك" تحقق عوائد هائلة
  • الخروصي: مصفاة الدقم ستغذي مجمعا متكاملا للبتروكيماويات يشمل 25 منتجا

 

الرؤية – نجلاء عبد العال

افتتح أمس بمركز عُمان للمؤتمرات معرض ومؤتمر عُمان للتكرير والبتروكيماويات، برعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومُحافظ مسقط، وبحضور عدد من المسؤولين والخبراء في قطاع النفط والغاز والصناعات النفطية.

وعلى هامش الافتتاح، وفي تصريحات للصحفيين، قال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز إن الإثنين المقبل سيشهد التوقيع على اتفاقية الشراكة العمانية الكويتية في مشروع مصفاة الدقم، ووصف التوقيع بأنَّه سيكون خطوة "أساسية جدا" لبداية الأعمال الحقيقية في مصفاة الدقم والمشاريع المرتبطة بها، وكثير من المشاريع الواعدة في منطقة الدقم والتي تضم بجانب مصفاة الدقم خزانات رأس مركز المصاحبة للمصفاة، وأيضًا شركة الخدمات المرافقة التي ستقدم خدماتها من مياه وكهرباء، وغيرها من المشاريع الصناعية التي ستضمها منطقة الدقم، وأوضح سعادته أن المصفاة ستكون سعتها 230 ألف برميل يومياً وستسهم السلطنة بحوالي 80 ألف برميل يوميًا والكمية المتبقية ستكون من النفط الكويتي.

وقال سعادته إنَّ مصفاة ميناء الفحل ومصفاة صحار يستخدمان معا حاليا حوالي 210 آلاف برميل يومياً، ومع بدء تشغيل التوسعة لمصفاة صحار سترتفع الكمية التي تصفى فيهما إلى ما بين 280 إلى 300 ألف برميل يوميًا، إضافة إلى تزويد مصفاة الدقم بنحو 80 ألف برميل يوميًا فسيكون هناك جزء لا بأس به من النفط العُماني يجري تصنيعه محلياً، وأكد سعادة الوكيل أن نمو صناعات تصفية النفط والصناعات البتروكيماوية يزيد من القيمة المضافة للنفط العُماني، موضحاً أنَّ المصافي تشتري النفط العُماني بنفس سعر تصديره للخارج وبالتالي كلما زادت دائرة التحويل التصنيعي ترتفع القيمة المضافة من كل برميل من النفط وكل قدم مكعب من الغاز، وقال: نأمل أن يأتي اليوم الذي نتمكن من تصنيع كافة الإنتاج العماني من النفط والغاز والمكثفات النفطية محليًا ولا نُصدرها للخارج؛ لما سيكون لذلك من عوائد على الاقتصاد وتوفير فرص العمل للمواطنين.

ولفت سعادته إلى أنَّ الشركات النفطية العمانية أصبح لديها خبرة هائلة في صناعة النفط والغاز، وقال إنِّه على سبيل المثال فإنَّ شركة تنمية نفط عمان، التي ستحتفل هذا العام بمرور 50 عاماً على تصدير أول شحنة من النفط العماني، لديها خبرة تراكمية فريدة في أساليب الاستخراج المُعزز للنفط وربما تكون الشركة الوحيدة في العالم التي تستخدم 3 طرق معًا لاستخراج النفط العماني الثقيل، وهذه الخبرات تنتقل عبر الأجيال لتدعم المزيد من الكفاءة الوطنية وفرص العمل في الداخل والخارج.

وخلال المؤتمر المصاحب للمعرض تحدث المهندس أحمد بن صالح الجهضمي الرئيس التنفيذي لشركة أوربك عن 3 مشاريع تقوم أوربك حالياً بالعمل عليها باستثمارات إجمالية تفوق 10 مليارات ريال، وتضم هذه المشاريع مشروع تحسين مصفاة صحار والمقرر افتتاحه قريبًا بعد إنهاء اللمسات النهائية فيه، وأشار الجهضمي إلى أنَّ كلفة المشروع الاستثمارية تبلغ 2.7 مليار دولار أمريكي، وأنه حقق 739 مليون دولار قيمة مضافة للسلطنة حتى الآن، وهو ما يزيد على ضعف القيمة المضافة المستهدفة، كما خلق 331 وظيفة مباشرة، وتبلغ الزيادة الاستيعابية لتوسعة المصفاة 82 ألف برميل يوميا إلى قدرة المصفاة التكريرية الحالية والتي تبلغ 116 ألف برميل يوميًا وهو ما يرفع القدرة التكريرية إلى 198 ألف برميل يوميا، كما تمنح التوسعة والتحسين إمكانية إنتاج مادة القار للمرة الأولى في سلطنة عُمان، وتقدر قيمة الأرباح المتوقعة بـ 739 مليون دولار أمريكي بحلول 2018 .

وأوضح أن المشروع الثاني هو مجمع لوى للصناعات البلاستيكية والذي يعد الأكبر من نوعه على الإطلاق في السلطنة، ومن المخطط له أن يكون جاهزا للعمل بنهاية 2019، ويبلغ إجمالي الاستثمار الكلي للمشروع 6.4 مليار دولار ويستهدف المشروع تحويل نموذج أعمال أوربك لمزيج المنتجات، حيث سيحقق زيادة نسبة إنتاج البولي إيثيلين والبولي بروبيلين إلى حوالي 1.4 مليون طن سنويا، كما سيوفر ما يصل إلى 12 ألف فرصة عمل ويحقق مضاعفة لأرباح الشركة، ومن المنتظر أن تبلغ مساهمة المشروع 2% من الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى دعم وتطوير قطاع الصناعات البلاستيكية التحويلية في السلطنة، وتعزيز قدرات إنتاج السلطنة للصناعات البلاستيكية.

وأكد أنَّ الأولوية من منتجات الشركة سواء الوقود أو المشتقات البترولية هي للسوق المحلي، ومع زيادة إنتاج الشركة فإن الفرصة ستكون أوسع للتصدير، موضحاً أنّ الشركة تصدر حاليا بالفعل إلى 78 دولة خاصة منتج "لبان" الذي استوحى اسمه من اللبان العماني، كما أن أوربك تعمل حاليا على الاستعداد لتسويق بعض منتجات مجمع لوى للبلاستيك بحيث يجري التصدير مع بدأ الإنتاج في 2020.

وقال إنَّ المشروع الثالث الذي تنفذه أوربك حالياً يضم أكثر من مكون بإجمالي استثمارات تصل إلى 320 مليون دولار أمريكي، حيث يشمل خط أنابيب مزدوج بتقنية عالية ومواصفات عالمية بين مسقط - صحار وربطه بمحطة الجفنين التي توفر عند تشغيلها أكثر من 50% من احتياجات السلطنة من الوقود عبر مرفق حديث على طراز عالمي، وسيحقق المشروع فعالية وكفاءة في تزويد الوقود بالسلطنة من مصفاة الفحل ومصفاة صحار بدلاً من نقلها عبر الشاحنات وهو ما سيخفض حركة الشاحنات بنسبة 70% في محافظة مسقط، وبالتالي يسهم في تعزيز السلامة المرورية، وزيادة نسبة إمداد وقود الطائرات.

واستعرض المهندس هلال بن علي الخروصي المدير العام التنفيذي لشركة النفط العمانية لتنمية الدقم الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها منطقة الدقم، وما تقوم به الشركة في مجال الاستثمار الصناعي، خاصة ما يرتبط فيه بالصناعات البتروكيماوية، وحول تفاصيل مصفاة الدقم قال إنَّ المشروع في مراحل متقدمة حيث ستوقع قريبا اتفاقية الشراكة بالمناصفة بين شركة النفط العمانية ومؤسسة البترول الكويتية، وكانت الدراسات الهندسية ودراسة الجدوى للمصفاة قد بدأت في عام 2010 وحالياً أصبحت كافة العقود الثلاث الرئيسية جاهزة وبدأ تحليل العقود، كما بدأت أيضًا مناقشات مع جهات التمويل المحلية والدولية.

وأكد أنَّ ثقة مؤسسات التمويل الدولية كبيرة في الاقتصاد العماني والثقة في المشروع وعوائده، وهو ما يبشر بسهولة التمويل، مشيرا إلى أن جميع النتائج الأولية للدراسات تشير إلى أنَّ مصفاة الدقم ستكون من أهم المشاريع في السلطنة ولكن لا يُمكن الكشف عن حجم تكلفتها لحين إرساء العقود الرئيسية والاتفاقيات المُتعلقة ولكن يتوقع أن تتراوح بين 6 إلى 8 مليارات دولار، وأوضح أن سعة المصفاة تبلغ 230 ألف برميل يوميًا قابلة لاستيعاب كمية أكبر في المستقبل، وستوفر مواد خام أولية لمشروع مجمع البتروكيماويات في الدقم، والمكون من 10 محطات تنتج حوالي 25 منتجاً، مشيرا إلى أنَّ المجمع الصناعي سيدخل العمل عقب التأكد من تشغيل المصفاة بعامين إلى ثلاثة أعوام لأن المصفاه ستمد المجمع بالمنتجات اللازمة للتصنيع من إنتاج المصفاة.

وحول ارتباط الجدول الزمني ومدى ارتباطه بانتهاء مشروع خزان رأس مركز قال إنَّ هناك أكثر من مشروع مرتبطة ببعضها البعض؛ حيث تشمل تطوير أربعة مشاريع في نفس الوقت وهي مصفاة الدقم، وخزانات الإنتاج واستيعاب الوقود ومحطة خدمات الكهرباء والمياه التي من المتوقع أن تنتهي بالتدريج كل حسب جدوله الزمني وستكون جميعها جاهزة بحلول 2019 و2020م، أما عن آلية نقل النفط الكويتي إلى المصفاة فقال إنها ستجري عن طريق السفن إلى منطقة رأس مركز والذي سيكون من أكبر الخزانات العالمية، وأول عمل لهذا الخزان سيكون توريد النفط الخام لمصفاة الدقم ويضخ عبر الأنبوب النفطي.

ويشار إلى أنَّ المعرض يعد الأكبر هذا العام حيث يُقام على مساحة 4 آلاف متر مربع، وتشارك به 57 شركة تنتمي لإحدى عشرة دولة من أهمها الصين والهند وإيران ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا ألمانيا وبلجيكا، ويهدف المعرض إلى تبادل الأفكار والخبرات وجذب الاستثمارات الخارجية فهو يعد حدثا تتوافر به الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة لتلبية احتياجات الشركات العاملة في هذه الصناعة آخذة في الاعتبار الاستثمارات الكبيرة التي تحققت في هذا القطاع والمنفذة من قبل الحكومة جنباً إلى جنب مع مشاريع توسعة مصافي النفط الحالية في مسقط وصحار والاستثمارات الكبيرة في هذا المجال في منطقة الدقم.

وتنظم المعرض شركة أعمال المعارض العُمانية (عُمان إكسبو) برعاية وزارة النفط والغاز وبدعم من كل من شركة النفط العُمانية وشركة النفط العُمانية للمصافي والصناعات البترولية (أوربك) وشركة مصفاة الدقم، ويستمر حتى الغد.

تعليق عبر الفيس بوك