مسقط - الرؤية
دشّنت الهيئة العامة لسوق المال دليل البرامج التدريبية "تمكين 2017" ضمن سلسلة البرامج التدريبية للعاملين في شركات التأمين، والتي تنفذها الهيئة لعامة لسوق المال للعام الثالث على التوالي، تحقيقاً لسياستها الرامية إلى تعزيز مساهمة قطاع التأمين في الاستراتيجية الوطنية لتفعيل دور مؤسسات القطاع الخاص في استيعاب القوى العاملة الوطنية.
وحضر التدشين السيد ناصر بن سالم البوسعيدي رئيس مجلس إدارة جمعية التأمين العمانية وخلفان بن محمد الشرجي مدير عام مؤسسات سوق المال بالهيئة العامة لسوق المال ومديرو عموم شركات وسماسرة التأمين ومديرو دوائر الموارد البشرية بشركات التأمين.
وأكّد أحمد بن علي بن سيف المعمري مدير عام الإشراف على التأمين ورئيس لجنة التدريب على أعمال التأمين أن الكوادر الوطنية العاملة في القطاع تثبت مدى قدرتها على قيادة دفة قطاع التأمين، وأنّها فعلاً قادرة على تحقيق رؤية الهيئة العامة لسوق المال في تطبيق سياسة التعمين الجديدة القائمة على تمكين الكوادر الوطنية العاملة في القطاع في المستويات الوظيفية الإدارية والفنية الوسطى والعليا، مشيرا إلى أنّ بلوغ هذه الغاية يعتمد بالدرجة الأولى على الكوادر الوطنية ومقدار ما يبدونه من عزم وإصرار ومثابرة. وأشار المعمري إلى أنّ قطاع التأمين يمثل واحداً من أركان منظومة الاقتصاد الوطني التي باتت تشهد نموا ملفتا خلال السنوات الأخيرة، فقد أصبح حجم السوق يقترب من نصف مليار ريال عماني مسجلا خلال عام 2016، ما مقداره 454 مليون ريال عماني، إضافة إلى التوقعات الإيجابية في ما يتعلق بمستويات النمو خلال السنوات المقبلة، مع زيادة مستوى الإقبال على المنتجات الأخرى، الأمر الذي يؤهل القطاع ليكون قادرا على استيعاب الكوادر الوطنية من أصحاب الخبرات والمؤهلات العلمية والخبرات العملية لتقديم مزايا وخصائص تنافسية وجاذبة لمخرجات الكليات والجامعات.
وحول واقع التعمين في سوق التأمين، قال المعمري إن عدد العاملين في القطاع يبلغ وفق قاعدة البيانات لموظفي القطاع حوالي 2698 موظفاً، وتقدر نسبة العمالة الوطنية 70% من إجمالي العاملين في شركات التأمين والذين يبلغ عددهم حوالي 1399 موظفا، ويبلغ عدد العاملين في مكاتب وكلاء التأمين حوالي 240 موظفا حسب إحصائيات عام 2016م. وتبلغ نسبة العمانيين في الوظائف التشغيلية 79% والوظائف الإدارية والفنية الوسطى 59% والوظائف الإدارية والفنية العليا 23 في المئة.
وأوضح أنّه لتحقيق هذه الرؤية الطموحة قامت لجنة التدريب على أعمال التأمين خلال العامين المنصرمين وبمباركة من إدارة الهيئة بتنفيذ سياسة التعمين المقرونة بالتدريب والتأهيل بغرض تطوير قدرات ومهارات الكوادر الوطنية المعرفية والعملية بما يجعلهم قادرين على التدرج في المناصب الفنية والإدارية داخل القطاع بكل كفاءة واقتدار. وأشار إلى أنّ لجنة التدريب حققت خلال عام 2016 عددا من الإنجازات كان من بينها إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية للعاملين في القطاع تبين مستوياتهم الوظيفية ومؤهلاتهم العملية. وتابع أنّ العام 2016 شهد تنفيذ عدد 18 برنامجا تدريبيا مقارنة مع 15 برنامج تدريبي في عام 2015، تنوعت بين برامج متخصصة في التأمين والعلوم المحاسبية والتجارية والتسويقية وبرامج أخرى تُعنى بصناعة القادة التنفيذيين وتنمية الموارد البشرية. وأوضح أنّ عدد المستفيدين من هذه البرامج بلغ 500 موظف من العاملين في شركات وسماسرة ووكلاء التأمين، كما تمّ العمل على إتاحة نافذة تعليمية داخل السلطنة تمنح شهادة مهنية متخصصة في التأمين والمعروفة دوليا بشهادةCII يدرسها حاليا 62 موظفاً من الكوادر الوطنية العاملة في القطاع. كما تمّ تنفيذ والمشاركة في العديد من الورش والمعارض التوعوية. وزاد أنه مع مطلع 2017، تم الإعداد لتقديم حزمة جديدة من البرامج التدريبية بلغ عددها 18 برنامجاً تدريبياً للكوادر الوطنية بالقطاع، كما سيحفل العام الجاري بتنظيم 4 ورش عمل وتقديم برنامجين متخصصين في دبلوم التأمين الصحي.
من جهة أخرى، تحدث فارس الفارسي نائب مدير الموارد البشرية للمدينة للتأمين التكافلي عن أهمية المشروع الوطني الذي تقوم عليه الهيئة العامة لسوق المال لتمكين الكوادر الوطنية في سوق التأمين، مشيرا إلى أنّ نجاح أي نهضة تنموية لابد أن تقوم بسواعد أبنائها.
وألقت شيماء الريامي مديرة الموارد البشرية في شركة "إيه آي جي" كلمة نيابة عن موظفات قطاع التأمين؛ حيث أكدت أهميّة توظيف الفرصة الذهبية التي تقدمها الهيئة العامة لسوق المال في إتاحة برامج تدريبية متخصصة في التأمين والإدارة وتنمية المهارات الذاتية حتى نكون على قدر المسؤولية وبمستوى الكفاءة المطلوبة لبلوغ تمكين وجني ثمارها بما يخدم أهداف التنمية الوطنية الشاملة.
وعلى هامش فعاليات حفل تدشين دليل البرامج التدريبية " تمكين 2017"، تم اختتام البرنامج التدريبي الأول لهذا العام حول إدارة المخاطر والذي عقد بمشاركة 27 موظفا من موظفي قطاع التأمين وأربع متدربات من الباحثين عن عمل من مخرجات الكليات والجامعات في مجال المحاسبة والعلوم التجارية.
وقد ألقى رواحه الهاشمي كلمة في نهاية البرنامج أكد فيها على أهميّة البرنامج والمحاور المطروحة، مشيرا إلى أنّ مفاهيم إدارة المخاطر وأدواتها تعتبر من الأسس التي تبنى عليها المؤسسات لضمان سلامة أدائها ومتانة صمامات المقاومة لمواجهة الأزمات والتحديات، وحرص الهيئة العامة لسوق المال على تقديم مثل هذه البرامج للكوادر الوطنية دليل وحرص إيمانهم العميق بكفاءة الكوادر الوطنية وثقتهم الكبيرة فيها لشغل الأعمال الفنية التي تحتاج إلى مهارات وقدرات فنية عالية وهو ما يدعم توجه الهيئة في سياسة التعمين الجديدة.