ترحيب واسع بالخط الجديد للطيران العماني بين مسقط ونيروبي

وزير السياحة الكيني لـ"الرؤية": نخطط لتكثيف الرحلات السياحية المتبادلة مع السلطنة

...
...
...
...
...
...
...
...
  • نجيب بلالا: الخط المباشر يمنح البلدين فرصة لاجتذاب مسافرين وسياح من وجهات جديدة
  • البوسعيدي: حجم الإشغال على رحلات الخط مُبشر.. وندرس تدشين خط إلى مومباسا
  • الحارثي: توقيع مذكرة تفاهم بين مينائي صلالة ومومباسا قريبا لتعزيز التعاون
  • الخط يكمل الربط اللوجيستي بين موانئ السلطنة وموانئ شرق أفريقيا
  • نسبة الإشغال في الرحلة الأولى للخط الجديد تزيد على 85%

 

الرؤية – نجلاء عبد العال

لقي خط الطيران العماني الجديد بين مسقط ونيروبي ترحيباً واسعاً لدى المسؤولين العمانيين ونظرائهم الكينيين، وكان حجم الإقبال على استخدام الخط الجديد لافتًا خاصة مع حداثة الخط، حيث زادت نسبة الإشغال في أول رحلة على 85% وكذلك كانت الرحلة الثانية ممتلئة تقريبًا. وتفتح هذه الوجهة الجديدة للطيران العماني آفاق تعاون مشترك بين السلطنة وجمهورية كينيا في نواح عدة منها التجارية والسياحية. واحتفالا بافتتاح الوجهة الجديدة أقيم حفل حضره أكثر من 200 شخصية من كينيا وعدد من سفراء الدول العاملين بها إضافة إلى أصحاب وصاحبات أعمال وعاملين في مجال السياحة.

والتقت "الرؤية" خلال الحفل معالي وزير السياحة الكيني نجيب بلالا الذي قال إنَّ الخط المباشر بين العاصمتين العمانية والكينية يمثل شراكة هائلة بين البلدين، ومن شأن هذه الشراكة أن تمنح البلدين الفرصة لاجتذاب مسافرين وسياح من وجهات جديدة عبر العاصمتين، حيث ستتمكن كينيا من استقبال سياح من عُمان ومن غيرها من البلدان عبر مسقط، كما ستتمكن عمان من استقبال سياح من كينيا وكذلك من السياح الذين يرغبون في زيارة وجهات متعددة.

وأشار معاليه إلى أنَّ كينيا تستقطب العديد من السياح من الولايات المتحدة وأوروبا إضافة إلى سياح من الصين وشرق آسيا. وأوضح أنَّ السياح القادمين إلى كينيا يستهدفون بشكل أساسي سياحة السفاري في الغابات، وكذلك الشواطئ المميزة على السواحل الكينية. لافتًا إلى أن عمان تتمتع بكثير من المقومات السياحية الطبيعية والتاريخية التي يمكن أن تكون وجهة للسياح الراغبين في تنويع رحلاتهم السياحية.

وفيما يتعلق بوضع السياحة في كينيا قال معاليه إنّ السياحة في كينيا حققت نموًا في العام الماضي بنسبة بلغت 16.7%، كما أنّ العام الحالي 2017 يعد أيضا عاما مهما بالنسبة لتعافي السياحة بشكل كامل في كينيا لتصبح من أهم مصادر الدخل الوطني للبلاد. وأوضح بلالا أنَّ العائد من السياحة يمثل نحو 11% من الناتج المحلي الإجمالي لكينيا، وأن من يعملون بها يمثلون نسبة 9% من القوى العاملة في البلاد، وحول أسباب الطفرة التي حققتها السياحة أوضح أن الحكومة الكينية ركزت في المقام الأول خلال الفترة الماضية على البنية الأساسية اللازمة للسياحة، بالإضافة إلى توفير الأمان والسلامة والثقة للسياح القادمين، خاصة وأن رحلات السفاري تعد من أهم عوامل اجتذاب السياحة، وأكد أن هذه الجهود أثمرت استحداث كثير من سبل الجذب السياحي عبر جعل رحلات السياح أكثر أمناً وسهولة.

وقال معاليه إن من ثمار الجهود في مجال تحديث وتأمين السياحة أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت الموافقة على رحلات مباشرة بين البلدين باعتبار أن درجة الأمن والتأمين تتواكب مع المعايير الأمريكية، وقريباً سيجري تسيير رحلات مباشرة. وأضاف: نعمل على مزيد من الترويج السياحي لكينيا خلال الأعوام القادمة، وسنركز في ذلك على اجتذاب مزيج بين السياحة التي تقصد السفاري وغالبيتها من أمريكا، مع مزيد من السياحة التي تقصد الشواطئ خاصة وأن السائح لهذا الغرض يمضي فترات إقامة أطول من السائح للسفاري.

 

نمو التبادل التجاري

وعلى الجانب الآخر، أكد سعادة سعيد بن حمودن الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانئ على عمق العلاقات التاريخية والاقتصادية بين السلطنة وجمهورية كينيا، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من النمو في حجم التبادل التجاري بينهم واستقطاب المزيد من السياح عبر افتتاح هذا الخط إلى نيروبي إضافة إلى تسهيل تنقل رجال الأعمال في البلدين وبين أفريقيا وآسيا ودول مجلس التعاون.

وأضاف سعادته في تصريحات صحفية أنّ الخط سيكمل الربط اللوجيستي لموانئ السلطنة خاصة وأن هناك خطوطا مباشرة تربط ميناء صلالة وموانئ شرق إفريقيا، موضحاً أنه تم نقل حوالي ٧٥٠ ألف حاوية من ميناء صلالة إلى هذه الموانئ الإفريقية خلال العام الماضي ٢٠١٦م، مشيراً إلى أنَّ هناك نية لتوقيع مذكرة تفاهم بين ميناء صلالة وميناء مومباسا بجمهورية كينيا لتعزيز مجالات التعاون بينهم في المجال اللوجستي وتسهيل تصدير البضائع إلى البلدين، مؤكداً أن الجانبين وصلا إلى مرحلة متقدمة من التفاوض لتوقيع هذه المذكرة.

ومن جهته أكد سعادة صالح بن سليمان بن أحمد الحارثي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية كينيا أن خط (مسقط- نيروبي-مسقط) سيخدم الكثير من المسافرين عبر مطار مسقط الدولي، معرباً عن أمله في أن يستقطب الخط الكثير من العابرين إلى محطات مختلفة من دول العالم. وأشار سعادته إلى أن الخط سيوفر كذلك قيمة أخرى مضافة للعديد من القطاعات في السلطنة كالقطاع السياحي والتجاري حيث يخدم مطار جومو كينياتا الدولي بالعاصمة الكينية نيروبي أكثر من 160 مليون نسمة من المسافرين والعابرين من وإلى دول شرق أفريقيا، متوقعًا أن تشهد التبادلات التجارية بين السلطنة وكينيا نموا متزايدا في السنوات المقبلة لسهولة التنقل بين البلدين.

 

نقلة نوعية في العلاقات

وقال سعادة محمد دورو محمد يعقوب سفير جمهورية كينيا المعتمد لدى السلطنة أستطيع أن أقول بوضوح إن الخط المباشر للطيران العماني مسقط - نيروبي الذي دشن يوم 28 مارس يمثل نقلة نوعية في حركة التبادل بين البلدين، حيث وكما هو معلوم فإنّ الرحلات كانت تجري ترانزيت إما عبر الدوحة أو عبر أديس أبابا. وقال إن هذه الرحلات المباشرة للطيران العماني، والتي نقدرها فعلاً كدولة، تمثل خطوة كبيرة. خاصة في مسألة توفير الوقت، وكذلك فإنّ طبيعة بعض المنتجات التي تصدر من كينيا إلى عمان تحتاج وقتا أقل في النقل مثل الورود واللحوم الطازجة، ومن شأن استخدام طائرات الطيران العماني في شحن مثل هذه البضائع أن يضمن سرعة وصولها.

وأضاف سعادته أن افتتاح الخط المباشر أيضاً يخدم السياحة العمانية التي تبحث عن وجهات لقضاء إجازة نهاية الأسبوع أو لفترة أيام قليلة، لأنه مع توفير الوقت في الرحلة فإنهم سيتمكنون من القدوم وقضاء إجازاتهم في كينيا والاستمتاع بالشواطئ والأنهار والغابات والعودة لأعمالهم بعد ذلك دون عناء.

وأشار دورو إلى أهمية اختيار توقيت الرحلات الذي يسمح أيضًا للمسافرين إلى وجهات أخرى من مسقط باستخدام الخط عبر مسقط حيث إن توقيت الرحلة يسمح بفترة ترانزيت قليلة جداً إلى الكثير من الوجهات على سبيل المثال فإن حركة السفر إلى الهند من كينيا عالية جداً وحيث إن الطيران العماني يوجه رحلات إلى غالبية المدن في الهند فإنه من المتوقع أن يشهد الخط الجديد إقبالا عبر مسقط من الهند إلى كينيا والعكس. بالإضافة إلى وجهات أخرى في آسيا. وكذلك وكما هو مأمول فإنّ هناك اتفاقية شراكة بالركز سيجري توقيعها قريبًا بين الطيران العماني والخطوط الجوية الكينية ستسمح بتسهيل حركة المسافرين من الوجهات التي يعمل عليها الطيران العماني إلى أفريقيا عبر نيروبي.

ووجه سعادته الشكر لكل من عمل على تسهيل تشغيل الخط الجديد معرباً عن أمله في أن تكلل جهود تكثيف الحركة على الخط بالنجاح، خاصة ما يتعلق بتسهيل استخراج التأشيرة إلى عمان، وهو ما يعمل الجانبان عليه من المسؤولين عن السياحة والجوازات وغيرها. وبالفعل أصبح هناك سهولة أكبر في استخراج التأشيرات خلال الأشهر الماضية. واعتقد أن إتاحة استخراج التأشيرة عبر الإنترنت سيُحقق نقلة كبيرة خاصة للمستثمرين. وتعمل السفارة الكينية من جانبها على تسهيل الحصول على تأشيرة المسافرين إلى كينيا سواء عن طريق السفارة أو عند القدوم إلى نيروبي.

وقال عبد الرحمن بن حارث البوسعيدي نائب الرئيس التنفيذي ورئيس الشؤون التجارية بالطيران العماني إنَّ الخط سيُساهم في تعزيز العلاقات التجارية والاجتماعية والثقافية القائمة بين البلدين، مضيفاً أنّ الخط سيعزز من تصدير المنتجات الكينية إلى السلطنة كتصدير اللحوم الطازجة والفواكه والخضروات وغيرها من المنتجات التي تشتهر بها كينيا.

وأعرب البوسعيدي عن أمله في أن يشجع هذا الخط رجال الأعمال في كلا البلدين على تنشيط وتوسيع أعمالهم التجارية، مشيرا إلى أن أول رحلتين للطيران العماني إلى نيروبي شهدتا كثافة عالية ومشجعة والتي لا تربط فقط مسقط ونيروبي بل أيضا عبر مسقط إلى شرق آسيا ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعبر نيروبي إلى جنوب أفريقيا ووجهات أخرى.

تعليق عبر الفيس بوك