بهدف ترسيخ مفهوم القيمة المحلية

"أوربك" تؤسس في صحار أول مركز لدراسات وأبحاث المواد المحفزة بالشرق الأوسط

روادنا- خاص
دأبت الشركة العمانية للمصافي والصناعات البترولية "أوربك" على ترسيخ مفهوم القيمة المحلية المضافة، وسعت إلى نشر هذا المفهوم مع كافة الأطراف ذات العلاقة سواء الشركاء المحليين أو الأجانب. وعليه، فقد عملت دائرة القيمة المضافة بأوربك على تشجيع مختلف الشركات المتعاقدة معها على الاستثمار في عدد من الأوجه، وفقًا للعناصر السبع الرئيسة التي تقوم عليها القيمة المحلية المضافة، والتي تركز على عناصر من أهمها التدريب والاستثمار في الأصول الثابتة بالسلطنة خلال فترة تنفيذ المشروع والاستفادة من المنتجات العمانية والخدمات التي يقدمها الموردون العمانيون خلال فترة تنفيذ المشروع.
وقد يتعدى هذا الاستثمار فترة تنفيذ المشروع ليصل إلى ما بعد تنفيذ المتعاقد للمشروع، والذي يمثل في حقيقته شراكة دائمة داخل السلطنة، ينتقل معها المقاولون- الشركات الأجنبية- إلى شركاء فاعلين في النهوض بالاقتصاد الوطني العماني. وفي هذه السطور تجربة رائدة تمثل هذا الجانب المهم في كيفية إيجاد هذه الشراكات مع مقاولي "أوربك"، من خلال استعراض قصة النجاح التي تمكّن من خلالها فريق القيمة المحلية المضافة بالشركة من الاتفاق على إنشاء أول مختبر ومركز للأبحاث والدراسات في مجال المواد المحفزة في الشرق الأوسط، وذلك بالتعاون مع شركة "دبليو آر غريس"- وهي الشركة العالمية الرائدة في مجال توريد المواد المحفزة، وجامعة صحار التي تمثل جانب الأعمال من قبل المجتمع المحلي. ومن المقرر أن يقع مقر هذا المركز في قلب مدينة صحار وتحديدا في جامعة صحار، ويجري العمل فيه حاليا، على أن يتم تشغيله في ديسمبر المقبل مع نهاية العام الجاري.
ويعد هذا المشروع بادرة رائدة من قبل دائرة القيمة المحلية المضافة في الشركة العمانية للمصافي والصناعات البترولية "أوربك"، لضمان تحقيق أحد عناصرها الرئيسة، والذي يخدم البحث العلمي ويقدم موردا مهما لتطبيقات عدد من التخصصات العلمية لطلاب الجامعات؛ مثل هندسة الكيمياء، وعمليات التعدين، وهندسة المواد. وستقوم شركة "دبليو آر غريس" بإنشاء المختبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط لفحص المواد المحفزة، بعد حصولها على عقد لاستيراد مواد كيميائية محفزة لوحدة التكسير الجزئي في مجمع أوربك بصحار.
ونبعت فكرة المشروع الاستثماري في إنشاء هذا المختبر المتطور، من سلسلة من المناقشات واللقاءات انطلقت في عام 2014، بين شركتي غريس وأوربك، والأخيرة ممثلة في دائرة القيمة المحلية المضافة، وذلك بهدف إيجاد قيمة محلية مضافة للسلطنة في هذا المجال التخصصي البارز.
وكأحد عناصر الخطة المقدمة للإيفاء بمتطلبات القيمة المحلية المضافة في دعم وتنمية معاهد التدريب الوطني والتعليم ومراكز التدريب والتطوير بقطاع النفط والغاز العماني، فقد تعهدت شركة دبليو آر غريس وشركاه بصرف 4.2 مليون دولار أمريكي، يقدم منها 3.5 مليون دولار أمريكي لإنشاء هذا المختبر لفحص المواد المحفزة وليصبح بعد تجهيزه بالأجهزة التخصصية المطلوبة، والخبراء العالميين، والتقنيات الفريدة، مركزا للدراسات والأبحاث في مجاله.
الأهداف والغايات
ويهدف المشروع إلى إيجاد فرص للتعليم والتطوير في المجال العلمي للعمانيين؛ إذ سيعمل على تطوير قطاع النفط والغاز في السلطنة، كما سيساهم في تطوير مؤسسة تعليمية رئيسة في شمال الباطنة ممثلة في جامعة صحار، إضافة إلى العمل على تنمية وصقل الخبرات الفنية والتقنية في ولاية صحار، وأوربك على وجه الخصوص، والتي تضم مهندسين وفنيين عمانيين سيحصلون على فرص تدريبية في هذا المجال.
ومن شأن تنفيذ المشروع أيضا أن يساعد على تطوير مستوى الخبرة لدى الباحثين العمانيين في مجال تكرير النفط والغاز، إضافة إلى أنه سيجعل السلطنة مركزا للبحوث والدراسات المتعلقة بعلوم المحفزات في صناعة تكرير النفط، وهو ما سيجذب عددا من الشركات العاملة بمختلف الدول، لاستغلال وتوظيف الخدمات التي يقدمها المختبر والمركز في مجال التحاليل الكيميائية.
نبذة عن غريس
وشركة غريس هي الشركة العالمية الرائدة في مجال توريد المواد المحفزة ومواد الهندسة والتعبئة والتغليف ومواد البناء الكيميائية المتخصصة ومواد البناء. وتوفر قطاعات الشركة الثلاثة الرائدة؛ وهي صناعة تكنولوجيا المحفزات، وغريس لمواد التكنولوجيا، وغريس لمواد البناء، منتجات مبتكرة وتقنيات وخدمات من شأنها تحسين المنتجات والعمليات لعملائها في جميع أنحاء العالم. ويعمل لدى غريس حوالي 6500 موظف في أكثر من 40 بلدا حول العالم، وبلغت مبيعات الشركة في عام 2013 نحو 3.1 مليار دولار.
وصف المشروع
وسيتم تجهيز مرفق البحوث والتطوير بأحدث تقنيات اختبار المحفزات، وسيتم توظيف نخبة من الاختصاصيين العمانيين من ذوي المهارات العالية، بعدما يتم تأهيلهم وتدريبهم تدريبا فنيا في أهم المختبرات العالمية في هذا المجال. وسوف تسهم تقنيات الاختبار التحفيزية المتقدمة والمستخدمة في المختبر، في توفير خدمة عالية الجودة تفي بالعديد من المتطلبات التقنية لمصفاة أوربك، إضافة إلى أنها ستوفر على الشركة الكثير من الوقت من خلال هذا المختبر، عوضا عن إرساله إلى الخارج، كما هو الوضع حاليا.
وستقوم شركة غريس بتقديم الدعم التقني في مجال تدريب الموظفين، باعتبارها المورد الرائد في العالم لمحفزات تكسير النفط الخام، كما ستساعد في نشر المعرفة لدعم برامج وبحوث جامعة صحار.
وسيقع المختبر على بعد 20 كلم من مصفاة أوربك بصحار، مما يعزز الدعم الذي يمكن تقديمه لفرق المصفاة للقيام بكافة الأعمال بصورة آمنة. وتمثل المبادرة أيضًا فرصة ممتازة لنشر التكنولوجيا والمعرفة للاختصاصيين العمانيين.

 

تعليق عبر الفيس بوك