عبدالوهاب الميمني: دراسة الجدوى وتنويع المنتجات والاستفادة من أهل الخبرة.. أبرز عناصر نجاح رائد الأعمال

 

روادنا- المعتصم الشندودي
أكّد المهندس عبد الوهاب الميمني أنّ رائد الأعمال الناجح عليه أن يضع دراسة جدوى معتبرة لمشروعه الذي يفكر في إنشائه، وأن يعمل على تنويع المنتجات التي سيقدمها من خلال مشروعه، فضلا عن الاستعانة بأهل الخبرة والمشورة في مجال عمله.
وقال الميمني إنّ بدايته في مجال ريادة الأعمال انطلقت قبل عام من التخرج، وتحديدا في أغسطس 2015، وهو تاريخ إنشاء مؤسسة المهندس للحلول التقنية. وأوضح الميمني أنّ فكرة المشروع الخاص به تمثلت في تأسيس شركة مختصة بمجال التصميم الجرافيكي وتصميم البرمجيات، وذلك من خلال عمله في الجماعات الطلابية وخلال فترة دراسته الجامعية، وبالتحديد في جماعة الهندسة الصناعية التابعة لتخصصه الدراسي، والجماعة الهندسية. وأضاف الميمني قائلا: "وجدت فرصة في سوق التصميم الرقمي وهي عبر توفير خدمات التصميم الجرافيكي بصورة سريعة وذات جودة عالية، ولكن بأسعار قليلة مقارنة بالسوق". وتابع أنّه تمكن من تقليل سعر الخدمات وبالتالي تقليل تكاليف العمل، والآن بعد مرور عام ونصف العام في مجال ريادة الأعمال، وسع نطاق عمله من مؤسسة فردية إلى مجموعة شركات تحت مسمى مجموعة المهندس المتكاملة.
وأشار إلى أنّ مؤسسة المهندس لحلول التقنية تعد مؤسسة فردية تعمل في مجال التصميم على الشاشات وتصميم البرمجيات الخاصة وتصميم وإدارة المواقع الإلكترونية وأنشطة إدارة البيانات وتصميم قواعد البيانات، وتتضمن كذلك القيام بأنشطة في مجال التسويق ودراسات السوق، كما تشمل أنشطة إدارة الفعاليات. وبين أنّ الاختصاص الرئيسي للمؤسسة يتثمل في الخدمات التقنية، أمّا خدمات المؤسسة فتتركز في توفير خدمات متنوعة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ حيث تقدم المؤسسة خدمات التصميم الجرافيكي، وتصميم البرامج الخاصة التي تعمل على حل المشكلات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من حلول في مجال إدارة الموارد وإدارة المخازن وغيرها.
وتابع أن المؤسسة توفر خدمات تصميم وتنظيم وإدارة الفعاليات المختلفة من معارض ومؤتمرات، علاوة على توفير خدمات التسويق للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وخدمات التسويق للفعاليات.
وأشار الميمني إلى أنّ المؤسسة تمتلك عدة منتجات حالية متوافرة عبر الموقع الإلكتروني للشركة على الإنترنت، وهي: كتاب متخصص في مجال التصميم يشمل على نماذج ألوان مستوحاة من الطبيعة، كما توجد حزمة "الإدارة الأساسية" وهي عبارة عن نموذج قاعدة البيانات الذي يعمل على توفير خدمات أساسية في إدارة الموارد البشرية، وآلية صنع القرار المثلى، وإدارة المنتجات والمخزون.
وأبرز الميمني التحديات التي واجهت المؤسسة، وقال الميمني إنّ من التحديات التي تواجه جميع المؤسسات الناشئة هو صنع الاسم التجاري في السوق في بداية مشوار الألف ميل، وهذا أمر طبيعي، لكن بخطة تسويق منهجية، وخطة استراتيجية عامة للمؤسسة، يمكن للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الظهور بصورة جيدة في بداية انطلاقتها. وأشار إلى أنّ من الصعوبات التي واجهتها المؤسسة كذلك عدم السيولة المادية في إدارة المشاريع الحكومية، فقد يختلف نظام الدفع لدى الجهات الحكومية وهو أمر يعيق توفير الموارد بسبب عدم توافر السيولة بشكل سريع من خلال الحصول على المستحقات.
وأوضح المهندس عبد الوهاب الميمني أنّ المؤسسة لم تحصل على أي دعم مادي، وهذا بسبب الاستراتيجية المتبعة في الشركة؛ حيث تمثل الهدف الرئيس في تأسيس الشركة دون دعم مع تحقيق الاستدامة. وأضاف الميمني "يمكننا القول إنّ أفضل دعم لنا هو الدعم المعنوي الذي حصلنا عليه من الأصدقاء والزبائن الذين تعاملنا معهم، وهذا يمنحنا الثقة في إكمال المشوار بثقة كبيرة بأننا على الطريق الصحيح".
أمّا عن مشاركات مؤسسة المهندس، فأوضح الميمني أنّ المؤسسة شاركت في توفير خدماتها للجماعات الطلابية بأسعار مخفضة جداً وهذا بسبب طبيعة المؤسسات غير الربحية مثل الجماعات الطلابية المختلفة، كما تم دعم بعض الجماعات الطلابية بتوفير عدد من الخدمات ودعم مادي للجماعات الطلابية كخدمة مجتمعيّة رداً للجميل الذي حصلنا عليه في تطوير فكرة تأسيس هذه الشركة.
وتابع أن الشركة شاركت في عدة فعاليات كبرى في السلطنة، ومنها معرض إبداعات عمانية 4، والذي كان من تصميم وتنفيذ وإدارة الشركة؛ حيث كانت المساهمة عبر تغيير النمطية الاعتيادية في تصميم المنصات في المعارض، وتمّ تصميم منصات جديدة أسهمت في جذب عدد من الزوار للمعرض بسبب اختلافه عن المعارض الأخرى.
وتابع أنّه تمّ تصميم وإدارة فعالية تدشين منصة إدلال الرقمية بإدارة شركة الردهة وتنفيذ شركة بوينت، بدعم وإلهام من شركة عمانتل، لافتا إلى أنّ وجه الاختلاف تمثل في برمجة خلفيات ديناميكيّة في جوانب المسرح تعمل بحركات مختلفة تمر عبر أشكال واقعة تمّ تثبيتها على جوانب المسرح.
وإشار إلى أنّه تمّ نشر ورقة بحثية في المؤتمر العالمي للميكانيكا التطبيقية والأنظمة الصناعية في عام 2016 الذي أقيم في جامعة السلطان قابوس باسم "تصميم حزم سياحة مثلى"، وذلك عبر حل معادلات مزدوجة الأهداف، بعمل من الرئيس التنفيذي للشركة وطاقم عمل آخر.
أمّا عن التنافس في السوق، فأوضح أنّ ما يميز شركة المهندس عن غيرها في السوق هو أن الشركة تعمل بإدارة وطاقم عماني 100%، وهذا يمنحها الأفضلية في بعض المشاريع التي تركز في التعمين، وفتح فرص عمل للعمانيين بصورة أوسع. وأوضح أن من بين المميزات تحديدها لأسعار الخدمات، فالشركة دائماً تطمح لتوفير خدمات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهذا ما يجعلها تصنع وتبتكر حلولا تقنية بأسعار في متناولهم.
وبالحديث عن المستقبل، قال الميمني: "نظرا لأنّ الاختصاصات في المؤسسة واسعة، فقد أدّى ذلك إلى تقسيم الشركة إلى 3 شركات باختصاصات معينة، وبقي مسمى المهندس للحلول التقنية ويشمل التصميم الرقمي، وتصميم البرمجيات الخاصة، وتصميم وإدارة قواعد البيانات، وأنشطة تصميم وإدارة المواقع الإلكترونية، فيما جاءت الشركة الثانية وهي شركة "كلمة" لخدمات التسويق لاختصاصها في توفير خدمات التسويق التي كانت تعمل بها المؤسسة سابقاً، أمّا الشركة الثالثة -في قيد التأسيس- فتختص بمجال تصميم وتنفيذ وإدارة الفعاليات المختلفة".
ودعا المهندس عبد الوهاب الميمني الشباب إلى تأسيس مشاريعهم الخاصة، حاثا إيّاهم على دراسة المشروع من مختلف النواحي، ومعرفة متطلبات السوق الحالية والمستقبلية وذلك من أجل ضمان استمرارية العمل وعدم اعتماد المشروع على منتج واحد يغطي حاجة الناس في مكان وزمن معيّن فقط، ونصحهم بأن يتواصلوا مع أهل الخبرة ممن سبقوهم في المجال من الشباب لأخذ النصح وتبادل الخبرات لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة.

 

تعليق عبر الفيس بوك