مسقط - الرُّؤية
أعْلَن مجلسُ البحث العلمي -وبالتعاون مع بلدية مسقط والمجلس الأعلى للتخطيط وهيئة تقنية المعلومات- عن بَدْء العمل على إنشاء منصة معرفية تشاركية لتحفيز مبادرات المدن الذكية، ضمن البرنامج الإستراتيجي للمدن الذكية الذي اعتمدته هيئة مجلس البحث العلمي في مطلع الشهر الجاري.. ويأتي الإعلان عن المنصة المعرفية للمدن الذكية تزامنا مع مؤتمر ومعرض كومكس لعام 2017.
وتهدف المنصة لتوفير بيئة جاذبة للباحثين والمبتكرين لتمويلهم ومساعدتهم لتقديم حلول ذكية للتحديات التي تواجهها المدن العمانية، كما تهدفُ المنصة لتنسيق أنشطة المدن الذكية وتحفيز المبادرات في هذا المجال في السلطنة، كما تهدف لخلق الوعي بأهمية حلول المدن الذكية ورفع كفاءة العاملين في هذا المجال عبر ورش العمل والمحاضرات والمؤتمرات المتخصصة.
وفي السياق، قال الدكتور علي الشيذاني مدير دائرة المراكز البحثية بمجلس البحث العلمي عضو اللجنة التوجيهية للمنصة: إنَّ الحاجة لمنصة المدن الذكية تكمن في تنسيق الجهود وتحديد الرؤى نحو تحويل بعض المدن العمانية لمدن ذكية، ويتم ذلك بعد دراسة احتياجات هذه المدن ومعرفة الحلول الذكية المناسبة لها والتي بدورها ستقوم بإسعاد قاطنيها، كما تقوم فكرة المنصة المعرفية للمدن الذكية على إقامة أنشطة متعددة مثل إقامة المسابقات الابتكارية ودعم الأبحاث في هذا المجال وتوفير منبر لتبادل المعرفة والتعاون والتواصل بين القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع الأكاديمي؛ بهدف تسهيل وتمكين ابتكارات المدن الذكية. كما ستقوم المنصة بإعداد ورش عمل ومحاضرات ومؤتمرات متخصصة، إضافة لمحاولة توحيد الجهود والآراء للخروج برؤى وإستراتيجيات وطنية للمدن الذكية.
من جانبها، قالت المهندسة أمل السبتية منسقة مشروع إعادة تأهيل مدينة مطرح المديرة التنفيذية للمنصة: تتطلع المنصة المعرفية لأن تكون مدينة مطرح طليعة مشاريعها لما تتمتع به من مقومات تاريخية وأثرية وسياحية وتجارية، وهو ما يجعلها بيئة خصبة للباحثين والمبتكرين لابتكار حلول مفيدة كتطبيقات الهواتف الذكية وتوجيه الأبحاث والابتكارات التقنية نحو هذه المدينة لتأهيلها لتكون مدينة ذكية.
وتضيف المهندسة أمل بأنَّ هذه المنصة المعرفية تعدُّ منبرا للمشاركة في المعلومات والخبرات بين مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع الأكاديمي، وفي هذا الصدد يُعلن القائمون عن المنصة عن فتح المجال للجهات المهتمة من القطاع الخاص بالمشاركة والاستفادة من الخدمات المعرفية التي تقدمها المنصة.
يُذكر أنَّ مصطلح المدن الذكية لا يحظى بتعريف موحَّد ومُعتمد من الجميع، بل هنالك تعريفات متعددة وأنماط مختلفة للمدن الذكية. لكن تتفق معظم التعريفات على عدة عناصر رئيسية؛ هي أنَّ خدمات المدن الذكية تستغل الثورة المعلوماتية والتقنيات الحديثة مثل البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء من أجل ابتكار حلول جديدة لتحسين نوعية الحياة لسكان المدينة وتحقيق الاستدامة البيئية. وتتفاوت مشاريع المدن الذكية حيث إنَّ بعضَ المدن تُبْنَى بالكامل كمدن ذكية من البداية، بينما هُناك مُدن أخرى قائمة تتحول لمدن ذكية بإضافة بعض الحلول الذكية لها، والتي تؤدي لتحسين حياة سكان المدينة. وتعتبر المدن الذكية واسعة في تخصصاتها ومجالاتها؛ حيث تشمل قطاعات متعددة؛ مثل: النقل، والسياحة، والطاقة، والصحة، والبيئة...وغيرها. ومن جانب آخر؛ أشار تقرير مشترك بين شركة هني ويل المتخصصة في صناعة أحدث الابتكارات التقنية وشركة أرنست ويونج الاستشارية إلى أنَّ تنفيذ الحلول الذكية في المدن من شأنه توفير ما يصل إلى 30% من استهلاك المياه و40% من استهلاك الطاقة، إضافة إلى تخفيض كلفة صيانة المباني الكلية بنسب تتراوح بين 10-30%.