خطط لمواجهة تحديات ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية

السلطنة تحتفل بإحياء الاحتفال بساعة الأرض ضمن مساعي حماية البيئة

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

الرؤية - مدرين المكتومية
احتفلت السلطنة مُمثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية مع بقية دول العالم بساعة الأرض لهذا العام وذلك تحت رعاية سعادة نجيب بن علــي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية وبحضور مجموعة من المستشارين ومديري العموم والخبراء.
حيث تُعد هذه المُناسبة البيئية حدثًا عالمياً تحتفل فيه الدول بشكل سنوي في الأسبوع الأخير من شهر مارس بهدف توعية المجتمع بأهمية المشاركة في الجهود الوطنية لمواجهة تحديات ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية الناتجة عنها والتي تُعتبر من أكبر التَّحديات العالمية في الوقت الحاضر تواجه كوكب الأرض منذ عدة عقود. كما يهدف هذا الاحتفال إلى تعزيز السلوك الإيجابي لأفراد المُجتمع من أجل حماية كوكب الأرض من التأثيرات السلبية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الأنشطة البشرية، بالإضافة إلى تعزيز الوعي والثقافة لدى أفراد المُجتمع بأهمية ترشيد استخدام مصادر الطاقة التقليدية والتوسع في استخدام مصادر الطاقات المتجددة المختلفة في قطاعات التنمية الشاملة مع المحافظة على تلك المصادر وعلي الموارد والخدمات البيئية الأخرى للأجيال الحالية وفي المستقبل، وتشجيع الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص والأفراد ومنظمات المجتمع المدني للمساهمة في التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
حيث تمَّ الاحتفال من الساعة الثامنة والنصف إلى التَّاسعة والنصف من مساء أمس الأول بإطفاء الأضواء والأجهزة الكهربائية والإلكترونية غير الضرورية في الشوارع والمعالم العامة البارزة في الدول، وكذلك في المنازل والمباني التَّابعة للجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، وقد وجه فريق ساعة الأرض نداء لكافة مدن العالم للمُشاركة في هذا الحدث العالمي.
وقد بدأ الاحتفال بكلمة ألقاها إبراهيم بن أحمد العجمي مدير عام الشؤون المناخية قال فيها إنَّ المُجتمع الدولي أدرك خلال العقود الماضية الآثار الضارة لظاهرة الاحتباس الحراري والتغير في مناخ الأرض، ولذلك فقد تمَّ إقرار اتفاقية الأمم المُتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عام 1992، من أجل تثبيت تركيز غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عند مستوى يحول دون تدخل خطير من جانب الإنسان في النظام المناخي، كما تمَّ في عام 1997م إقرار بروتوكول كيوتو الملحق باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ خلال انعقاد الدورة الثالثة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وفي الدورة الحادية والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المنعقدة في شهر ديسمبر من عام 2015م أقر المُجتمع الدولي أيضًا اتفاق باريس بشأن تغير المناخ الذي بلغ عدد الدول المصادقة عليه حتى الآن 135 دولة، ويشكل اتفاق باريس بشأن تغير المناخ خطوة أخرى من جهود المُجتمع الدولي بشأن البدء في العمل التقني والمنهجي العالمي من أجل اعتماد أساليب جديدة لتحسين تنفيذ الاتفاقية الإطارية ومواجهة تحديات ظاهرة الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى تعزيز قدرة الدول والمُجتمعات على التكيُّف مع الآثار الضارة لتغير المناخ على أساس من الإنصاف والمسؤوليات المُشتركة وإن كانت مُتباينة وفي ضوء الظروف الوطنية المختلفة للدول.
وأضاف العجمي أنَّ السلطنة صادقت على اتفاقيات الشؤون المناخية المتمثلة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو الملحق بها، واتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون وبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وتعديلاته بموجب مراسيم سلطانية سامية، بالإضافة إلى توقيعها بتاريخ 22 أبريل 2016م على اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، وجارٍ العمل على استكمال إجراءات مُصادقة السلطنة على هذا الاتفاق حسب الإجراءات المتبعة في هذا الشأن.
كما أجرت وزارة البيئة والشؤون المناخية وجامعة السلطان قابوس وبعض الجهات الحكومية الأخرى خلال السنوات الماضية بعض التقييمات والدراسات العلمية بشأن مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيرات التغيرات المناخية على السلطنة خلصت إلى تأكيد وجود بعض التحديات والتأثيرات السلبية على بعض قطاعات التنمية الشاملة في السلطنة، ومن أجل مواجهة تلك التحديات فقد أسهمت السلطنة بفعالية في جهود المجتمع الدولي خلال السنوات الماضية للحد من مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية كان من أهمها بناء وتعزيز القدرات الوطنية في هذا المجال، وإعداد الهياكل المؤسسية والإستراتيجيات وخطط العمل الوطنية، واقتراح وتحديث التشريعات واللوائح المعنية بإدارة الشؤون المناخية، بالإضافة إلى تنفيذ مجموعة من المشاريع البيئية بالتعاون مع بعض منظمات الأمم المتحدة مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الأمم المُتحدة للتنمية الصناعية.
وأشار إلى أنَّ وزارة البيئة والشؤون المناخية، تزامناً مع احتفالات السلطنة بيوم البيئة العالمي لعام 2016 قامت بتدشين الدورة الأولى لمُبادرة مناخ أفضل لمستقبل أخضر بتاريخ 5 يونيو 2016، وذلك من أجل تحقيق عدة أهداف من أهمها حصر وتوثيق الأفكار والابتكارات والمشاريع والتطبيقات الخضراء المنفذة في السلطنة في مجالي التكيف مع التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية أو التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واختيار أفضل تلك المشاركات ثم تضمينها في التقارير الوطنية للسلطنة المُقدمة إلى الاتفاقيات والبروتوكولات المعنية بالشؤون المناخية من أجل الوفاء بالتزامات السلطنة في هذا الشأن.
 وأضاف أنَّ الاحتفال السنوي بساعة الأرض اكتسب نجاحًا متزايداً منذ أن شارك فيه ما يقارب مليونين وربع المليون من سكان مدينة سيدني الأسترالية في عام 2007 حتى وصل نجاحه في السنتين الأخيرتين إلى مشاركة ما يقارب 7 آلاف مدينة حول العالم في 162 دولة، كما بلغ عدد السكان المُشاركين في فعاليات هذا الاحتفال ما يُقرب من ملياري نسمة حول العالم ، وتسعى وزارة البيئة والشؤون المناخية من خلال تنظيم فعاليات الاحتفال بساعة الأرض إلى التضامن مع جهود المجتمع الدولي لمواجهة تحديات ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية الناتجة عنها، بالإضافة إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية منها على سبيل المثال حماية النظم البيئية والمناخية والإيكولوجية، وتقليل التأثيرات السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية على الأنظمة البيئية، وزيادة وتعزيز مفاهيم الوعي والثقافة بتحديات ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية العالمية.
وفي هذا السياق تضمن احتفال السلطنة بساعة الأرض لهذا العام عقد بعض الندوات والمحاضرات وتوزيع ونشر بعض المطويات والمعلومات عن ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية وعن ساعة الأرض، وعقد ندوة بيئية وإقامة معرض مُصاحب.
كذلك قام المختصون في الوزارة بتقديم مجموعة من المحاضرات التعريفية عن هذه المناسبة البيئية في طابور الصباح في بعض المدارس الحكومية في كل من مُحافظة مسقط وبقية محافظات السلطنة، ومنها على سبيل المثال المحاضرة التي ألقتها سمية بنت خميس الجشمية رئيسة قسم تقييم التقنيات ومشاريع خفض الكربون في إحدى المدارس واستهلتها بتقديم تعريف مُتكامل لساعة الأرض وقالت إنها ترمز إلى تضامن العالم لمدة 60 دقيقة لمواجهة تحديات ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية على المستوى الوطني، وأوضحت أن اختيار شهر مارس يعود إلى أن نهاية الشهر تكون بين فترتي الربيع والخريف في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي على التوالي، و يكون هناك تقارب في أوقات غروب الشمس في كل من نصفي الكرة الأرضية، وبالتالي ضمان أكبر قدر من التأثير البصري لعملية إطفاء الأضواء حول العالم.
وأشارت إلى أن الاحتفال بساعة الأرض يهدف إلى حماية النظم البيئية والمناخية والإيكولوجية من التلوث والتدهور البيئي، وتقليل التأثيرات السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية على الأنظمة البيئية، وزيادة وتعزيز مفاهيم الوعي والثقافة لدى المجتمع بتحديات ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية.
 وأضافت الجشمية في المحاضرة أن التقرير التقييمي الخامس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (ملخص لصانعي السياسات 2014 ) أشار إلى أنَّ أساليب الحياة والثقافة والسلوك تؤثر تأثيرًا كبيراً على استهلاك الطاقة في المباني، فقد اتضح وجود فرق في استخدام الطاقة يتراوح من ثلاثة أمثال إلى خمسة أمثال عند توفير مستويات متماثلة من خدمات الطاقة في المباني، وعليه فإنَّ سلوكنا نحو ترشيد استهلاك الكهرباء وإطفاء الأجهزة غير الضرورية في حالة عدم استخدامها له الأثر الطيب لمُجابهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وأضافت أن السلطنة شاركت في الاحتفال ممثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية وبعض الجهات الحكومية والشركات والمواطنين ومنظمات المجتمع المدني وذلك من خلال إطفاء الأضواء والأجهزة الكهربائية غير الضرورية لمدة ساعة في بعض المباني والمعالم الحضارية بالسلطنة مثل مبنى ديوان عام وزارة البيئة والشؤون المناخية، المباني التابعة للوزارة بالمحافظات، بعض المباني الأخرى التابعة للجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، حيث وجهت الوزارة الدعوة لمشاركة الجهات والمؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص وبعض المؤسسات البحثية في إطفاء الأضواء والأجهزة الكهربائية والإلكترونية غير الضرورية من خلال المخاطبات ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهذه الوزارة.

تعليق عبر الفيس بوك