◄ المشارَكَات هذا العام أكثر تنوُّعا وتطوُّرا.. والمشاريع التي سيُعلن فوزها تمتلك قدرات للتوسُّع والانتشار
الرُّؤية - إيمان الحريبيَّة
تصوير/ نوَّاف المحاربي
عَقَدتْ لجنةُ التحكيم الرئيسية لـ"جائزة الرُّؤية الاقتصادية" في نسختها السادسة 2017، اجتماعَها لاختيار المشارَكَات والمشاريع والمبادَرَات الفائزة بنسخة هذا العام، برئاسة المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة "الرُّؤية" المشرف العام على الجائزة.
ومن المقرَّر أن يَرْعَى مَعَالي د. علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة، حفلَ تكريم الفائزين، المقرر له يوم الأحد المقبل 2 أبريل، بفندق شيراتون عُمان.
وعُقِد اجتماع لجنة التحكيم بحضور كلٍّ من د. أحمد بن مُحسن الغساني عميد كلية الدراسات المالية والمصرفية، ود. ناصر بن راشد المعولي مدير مركز البحوث الإنسانية وأستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة السلطان قابوس، وأحمد بن سعيد كشوب رئيس قطاع الاستثمارات العامة بالشركة العمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية، وأحمد بن عبدالكريم الهوتي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة سلطنة عُمان رئيس لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالغرفة، ود. عمر بن سالم الجابري أستاذ مساعد بقسم اقتصاد الموارد الطبيعية بكلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس، وحمد بن راشد المشرفي خبير اقتصادي، وطارق بن سالم النهدي رئيس قسم الصناعات النسيجية بالهيئة العامة للصناعات الحرفية بإدارة الصناعات الحرفية بمحافظة ظفار، وخلفان الطوقي المدير العام لشركة الحقل الأخضر للحلول.
بدأَ الاجتماعُ بالترحيب بأعضاء اللجنة، وشُكرهم على جهودهم الاستثنائية التي قدَّموها خلال نسخة الجائزة هذا العام، وقدَّم الطائي عرضاً لمراحل الجائزة وما مرَّت به، موضحا أنَّ التسجيل قد بدأ منذ شهر يناير الماضي وانتهى بتاريخ 12 مارس 2017، وقد بلغ عدد المشاركات 179؛ وصل منها ما يقارب 73 استمارة لمرحلة الفرز النهائي. وأوْضَح الطائي أنَّ نسخة هذا العام شهدت تنافسا لافتًا لمشاركة المشاريع الحكومية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة ومشاريع المرأة المنزلية والحرفية، وكذلك مشاريع المسؤولية الاجتماعية.
مبادرة مبتكرة
وعلى هامش الاجتماع، قال د. ناصر بن راشد المعولي: إنَّ مُبادرة "الرُّؤية" في تأسيس الجائزة تأتي انسجاما مع التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بضرورة الاهتمام بالإنسان العُماني الذي يُعد حجر الزاوية وقطب الرحى الذي تتمحور حوله كافة محاور التنمية المستدامة والشاملة. كما تأتي الجائزة كمبادرة مبتكرة لدعم رواد ورائدات الأعمال والمشاريع الحكومية والخاصة، وتُسهم في إبراز دور الإعلام المتخصص في تشجيع، ودعم المشاريع والمبادرات الاقتصادية المجيدة التي تُسهم في عملية النمو الاقتصادي.
وتابع المعولي: ما يُميِّز نسخة هذا العام هو استحداث فئات جديدة كجائزة أفضل مشروع تسويق إلكتروني، وأفضل مشروع استثمار وطني...وغيرها من الفئات الأخري؛ إضافة لتحديث بعض المعايير المهنية الحديثة في عمليات فرز واختيار المشاريع المتأهلة. وقد ضمت لجنة التحكيم فريقا مهنيًّا مستقلا مشكَّلا من عدد من الخبراء والمعنيين من الإعلامين والأكاديمين ومسؤولين من القطاعين العام والخاص، وتمَّ التحكيم بناء على معايير فنية مُعدَّة سابقا تتواءم مع الأهداف العامة للجائزة.
واختتم المعولي بالقول: نُبارك للقائمين على الجائزة هذه المبادرة الوطنية الداعمة لجهود الحكومة في تعزيز عمليات التنويع الاقتصادي وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأتمنى أن تكون الجائزة حافزا للفائزين لمواصلة المزيد من الجهد والعطاء من أجل المساهمة في تحقيق مسيرة الخير والنماء، كما أراد لها جلالة السلطان حفظه الله ورعاه.
تشجع على الإبداع
وبدوره، قال الدكتور أحمد بن محسن الغساني عميد كلية الدراسات المالية والمصرفية: تتمثل أهمية "جائزة الرؤية الاقتصادية" في كونها تشجِّع على الإبداع، وتُسهم في التعريف بالعديد من المشاريع الرائدة. ومما لا شك فيه أنَّ الاهتمامَ بتحفيز الإسهامات الاقتصادية يدل على حسٍّ وطنيٍّ رفيع؛ لذا فإنَّني أتقدَّم بخالص الشكر إلى "الرُّؤية" على المبادرة بتنظيم هذه الجائزة والاستمرار فيها طيلة هذه السنوات.
وأضاف: لاحظتُ من خلال وجودي كعضو لجنة تحكيم أنَّ هناك إقبالاً كبيراً على المشاركة، خصوصا من روَّاد الأعمال الشباب. وهذا ما دعا القائمين على هذه المسابقة لزيادة عدد الجوائز في بعض المجالات؛ وذلك دعماً لروَّاد الأعمال من الشباب، وتحفيزا لمساهمتهم في زيادة دخلهم ودعم الاقتصاد الوطني.
وأشار الغساني إلى أنَّ الجائزة شهدتْ تنوُّعا في المشاريع؛ مما يدلُّ على استمرار نجاح هذه المبادرة الوطنية، وكعضو لجنة تحكيم أرى أنَّ المنافسة كانتْ كبيرة في بعض مجالات المسابقة، وقد عمدتْ اللجنة لوضع معايير تقييم تتسم بالدقة والشفافية، وأتمنى أنْ تستمر المسابقة وأن تحظى بالدعم والمساندة من قبل المعنيين وذوي الاختصاص؛ لما لها من دور مهم في المساهمة في التنويع الاقتصادي وتوفير فرص العمل للشباب. ووجَّه الغساني الشكرَ لكل من بذل جهوداً من أجل المساهمة في إنجاح المبادرة.
تعزيز روح المنافسة
من جانبه، قال د. عمر بن سالم الجابري أستاذ مساعد بقسم اقتصاد الموارد الطبيعية بكلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس، إنَّ "جائزة الرُّؤية الاقتصادية" تعدُّ من الجوائز المهمة ذات البصمة في مجتمعنا؛ حيث إنَّ دَوْرَها لا يرتكز فقط على إبراز تلك المشاريع المهمة، وإنما يبثُّ روح المنافسة والوطنية في شتى المجالات.
وأضاف: تشرَّفتُ بأنْ أكونَ أحد أعضاء لجنة التحكيم التي قامت بتقييم المشاريع المتقدمة للجائزة، وسرني هذا العدد الكبير من المتقدمين للحصول على الجائزة في مختلف المجالات، وقمنا بما يلزم لتقييم المشاريع من حيث مطابقتها للمعايير المطلوبة، خاصة وأن التغيير في المنظومة الاقتصادية كان عاملا أساسيا في تحفيز الفئات الشابة على الابتكار والاعتماد على النفس. ولوحظ أنَّ الكثيرَ هُم ممَّن يديرون مشاريعهم الخاصة، ويعتمدون فيها على كوادر عمانية؛ لذلك فإنَّ مساندتهم من قبل المجتمع واجب ضروري؛ فلا يُمكن النهوض بالاقتصاد دون الاعتماد على الكفاءات المحلية وتشجيعها أيضا من قبل الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
وأخصُّ هنا الدور المهم الذي تقوم به الرؤية لإبراز هذه الكفاءات من خلال جوائزها العديدة والتي لها الأثر البالغ وقد وضعت بصمة رائعة وتحولت الى حدث مهم يترقبه الجميع للمنافسة من خلاله، ونبارك لعمان وجود هذه المبادرات الرائعة التي تعد جانبا مهما من المسؤولية الاجتماعية والشراكة الحقيقية بين الإعلام والمجتمع.
تطوير النماذج الناجحة
أمَّا حَمَد بن راشد المشرفي خبير اقتصادي، فيقول: تُعدُّ "جائزة الرُّؤية الإقتصادية" من الفعاليات التي تهدف في المقام الأول لتطوير النماذج الناجحة في المجالات الاقتصادية؛ ومنها: مشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومشاريع المرأة المنزلية والحرفية، والمشاريع المتعلقة بمبادرات المسؤولية الاجتماعية، ومشاريع القطاعيْن الحكومي والخاص؛ وذلك من أجل المساهمة في تنويع مصادر الدخل المختلفة وتعزيز القيمة المضافة لمختلف القطاعات الاقتصادية.
كما أنَّ الجائزة تحرصُ على تعزيز وغرس ثقافة ريادة الأعمال بين مختلف شرائح المجتمع، وإبراز المشاريع الاقتصادية التي تعمل على استيعاب الباحثين عن عمل وتعظيم الناتج المحلي الإجمالي وتوطين مختلف الصناعات التحويلية؛ وبالتالي إيجاد بيئة اقتصادية محفِّزة للإنتاج.
ويُضيف المشرفي بأنَّ "جائزة الرُّؤية الاقتصادية" في نسختها السادسة استخدمتْ عِدَّة معايير في تقييم المشاريع؛ ومنها: المساهمة في التعمين والتدريب وتنمية الموارد البشرية، والميزة التنافسية للخدمات أو المنتجات المتعلقة بالمشروع، ومدى مستوى استدامة المشروع على المستوى البعيد، والكفاءة المالية والإدارية للمشروع وأهميَّة المشروع والفكرة على المستوى المحلي.
أمَّا طارق بن سالم النهدي رئيس قسم الصناعات النسيجية بالهيئة العامة للصناعات الحرفية بإدارة الصناعات الحرفية بمحافظة ظفار؛ فقال: أحيانًا ترغب المرأة في أن يكون لها عملها أو مشروعها الخاص بها؛ لأنها لا تريد أن ترتبط بوظيفة ما وتترك المنزل والأبناء، إما لرغبتها في رعايتهم بنفسها وإما لأنها لا تحب العمل الروتيني. ومن هنا، تأتي أهمية الأعمال المنزلية المختلفة والتي تتباين بين الصناعات الحرفية والمأكولات بمختلف أنواعها والأزياء، مُستخدمة بذلك ما تجود به هذه الأرض الطيبة من خامات وموارد يُمكن أن تُدِر عليها دخلاً وفيراً إنْ أحسنت استغلالها وتوظيفها. لهذا؛ كانت مُبادرة "الرُّؤية" التي لم تغفل هذه الفئة، بل خصصت جائزة لمشاريع المرأة المنزلية والحرفية لإخراج هذه المشاريع للعامة وتطويرها، وخلق منافسة شريفة فيما بينها من خلال إسقاط عدة معايير وتقييمها.
وأضاف النهدي ومن خلال معايشتي لهذه المسابقة 3 مواسم ماضية، أعتقد أنَّ مشاريع هذا العام أكثر تنوُّعا وتطورا، والمشاريع المتأهلة التي سوف يُعلَن عنها في حفل التكريم هي رائعة وفاعلة وتمتلك القدرات للتوسُّع والانتشار والاستمرار، ويمكن لبقية النساء الراغبات بتأسيس أعمال منزلية وحرفية أن تستفيد من أفكار هذه المشاريع وتطبيقها كل في محيطها.