24 متحدثا محليا وعالميا يثرون نقاشات الحدث

المحرزي: مؤتمر عمان للاستثمار السياحي منطلق لتنفيذ "الإستراتيجية الوطنية".. وطلب كبير على الاستثمار في ظفار

 

طرح المناقصات الخاصة بالمشاريع السياحية في 3 محافظات قريبا

"حي الشرق" أوَّل وأضخم مشروع ترفيهي في السلطنة بولاية بركاء على مساحة 1.5 مليون متر مربع

"ينكت".. مجمعات سياحية مُتكاملة ومدينة ألعاب مائية ومُغامرات على مساحة 8 ملايين متر مربع

رغبة استثمارية لإنشاء مرفأ لليخوت وسلسلة فنادق في مسندم

تخصيص مليوني متر مربع لمشروع استثماري ضخم

تفعيل "منظومة الزائر" قريباً للحصول على التأشيرة إلكترونياً

اليحمدي: الإحصاءات تؤكد أهمية القطاع السياحي في تعزيز التنويع الاقتصادي

المحروقية: توقعات بنمو متسارع في قطاع السفر والسياحة مع قرب افتتاح مطار مسقط

 

 

الرؤية- أحمد الجهوري

 

أكَّد مَعَالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة أنَّ مؤتمر عمان للاستثمار السياحي يُمثل بداية لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للسياحة، ومحطة انطلاق للاستثمار في القطاع السياحي بالسلطنة، مشيرًا إلى أنه تمَّ تحديد رؤية السلطنة فيما يتعلق بتنمية القطاع وتوظيفه ليكون رافداً اقتصاديًا مميزًا، يدر عوائد مالية على الاقتصاد الوطني.

وانطلق المؤتمر أمس برعاية معالي وزير السياحة، بمشاركة أكثر من 100 مستثمر ونحو 24 متحدثاً محلياً وعالمياً بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، وتستمر فعالياته لمدة يومين. ويأتي المؤتمر بمشاركة عدد من المؤسسات والجهات المعنية بقطاع السفر والسياحة وبتنظيم من شركة مسقط الوطنية للتطوير والاستثمار "أساس"، بالتعاون مع وزارة السياحة. ويهدف المؤتمر إلى  إبراز إستراتيجية عُمان السياحية، وعرض فرص مشاريع السياحة المتاحة للاستثمارات المحلية والأجنبية، واستعراض الإجراءات والمحفزات الحكومية للاستثمار في السلطنة.

 

 

 

وقال المحرزي- في تصريحات صحفية- إن هذا المؤتمر يُعد الأول من نوعه بعد الانتهاء من الإستراتيجية الوطنية للسياحة، مشيراً إلى أنَّ الوزارة عمدت إلى تعريف المستثمرين بالتطور الذي حدث في القطاع السياحي، في ظل توافر العديد من المشاريع عن طريق مستثمرين يمثلون الصناديق المختلفة مثل الصندوق العماني للاستثمار وشركة "أساس"، وهي مشاريع جاهزة لطرحها للمستثمرين. وأعرب المحرزي عن أمله في أن يكون المؤتمر رافدا لمستقبل يبشر بالخير في القطاع السياحي بالسلطنة، وأن تتحد المعطيات الاستثمارية لدعم جهود القطاع الخاص بجانب القطاع الحكومي في تنمية القطاع.

وأضاف أن الوزارة باشرت في إعداد المخطط السياحي لمُحافظة ظفار، ومن المقرر طرح المناقصة الخاصة بالمخططات السياحية لمحافظة الداخلية ومحافظة مسندم ومحافظة جنوب الشرقية قريباً، وتشمل كذلك مصيرة وجبل شمس.

مشاريع ضخمة

وأشار معاليه إلى أن المشروع الترفيهي "حي الشرق" الذي تمّ الإعلان عنه بالمؤتمر أمس لأوَّل مرة سيجري تنفيذه في ولاية بركاء والذي يعد الأضخم والأول بالسلطنة، وسيقام على مساحة مليون ونصف المليون متر مربع، وسوف يساعد كثيرا في تغطية النقص بالسياحة الداخلية وبالتحديد في الجانب الترفيهي، وهو ما سيُوفر للأسر العمانية متنفسا ترفيهيا بدلاً من الذهاب إلى الخارج. وأوضح أنَّ المشروع يستهدف جذب السائح العماني والعربي والخليجي بشكل خاص، لما يتميز به من مواصفات عالمية وبمعايير جودة عالية. وتابع أن من بين المشاريع الأخرى، مشروع يتي، مشيراً إلى أنَّ الصندوق العماني للاستثمار حصل على موافقات المخطط من وزارة السياحة وسوف يتم الإعلان عن تفاصيله قريبا، علاوة على مشروع آخر هو مشروع "ينكت" ويقام على مساحة ثمانية ملايين متر مربع، وهو يدمج مشروع يتي مع مشروع ينكت، في مشروع واحد، وسوف يكون عبارة عن مجمعات سياحية متكاملة تشمل الفنادق وخيارات ترفيهية، وهي أقرب إلى مدينة ألعاب مائية ورياضة المغامرات.

وأكد المحرزي تنامي الطلب على الاستثمار في محافظة ظفار مؤخرًا، لافتا الى أن الوزارة قامت على هذا الأساس بتعديل الكثير من المخططات، بهدف مضاعفة الغرف الفندقية ثلاثة أضعاف ما هو عليه الآن. وأشار إلى وجود إستراتيجية سياحية لمحافظة مسندم، تتضمن تحديد المواقع السياحية في المحافظة، لافتاً إلى رغبة المستثمرين الخليجيين في الاستثمار بأحد المواقع بالمحافظة، من خلال إقامة مرفأ لليخوت وسلسة فنادق. وزاد المحرزي أنّه في ولاية مصيرة تم تخصيص موقع على مساحة مليوني متر مربع لاستثمار عماني وكويتي، موضحًا أنَّ الوزارة في انتظار تقديم المخطط من المستثمرين، علاوة على فتح الباب أيضًا أمام صناديق الاستثمار والقطاع الخاص.

وكشف معاليه عن اقتراب تفعيل منظومة الزائر، التي من خلالها سيتمكن أي سائح يرغب في القدوم للسلطنة من أيّ مكان في العالم  من الحصول على التأشيرة عن طريق الموقع الإلكتروني، مشيرًا إلى وجود بعض الإشكاليات الفنية التي أدت إلى تأجيل التفعيل.

ودعا معاليه المستثمر العماني بشكل خاص والعربي والعالمي بشكل عام، إلى التَّحلي بالثقة في القطاع السياحي العماني، لافتًا إلى أن الخبراء حول العالم يؤكدون تنافسية القطاع السياحي بالسلطنة.

فعاليات المؤتمر

إلى ذلك، انطلق المؤتمر بكلمة قدمها المهندس خالد بن هلال اليحمدي الرئيس التنفيذي لشركة مسقط الوطنية للتطوير والاستثمار "أساس" قال فيها إنّ الفترة الحالية تشهد تحديات وتقلبات اقتصادية كبيرة، وهناك شعور نسبي بالخوف من المستقبل، مشيرًا الى أن الحل في الخروج من هذه الحالة يتمثل في أخذ زمام المبادرة وعدم انتظار الآخرين، علاوة على التعاون والتكامل والتخطيط. وأضاف أن وزارة السياحة وشركة أساس تسعيان إلى أن يكون هذا المؤتمر اللقاء السنوي الرئيسي الذي يجمع المهتمين بالقطاع تحت مظلة واحدة، مشيرًا الى أن المؤتمر يبرز أهمية قطاع السياحة في الاقتصاد الوطني. وتابع أن المؤتمر سيتضمن العديد من حلقات النقاش التي تجمع اللاعبين الرئيسين في الاستثمار والتطوير في السلطنة ومديري الفنادق وشركات الطيران وإدارة المطارات، كما سيتم عرض العديد من المشاريع المهمة بعضها لأوّل مرة. وأكد أن الأرقام التي يقدمها القطاع تدعو للتفاؤل، غير أنها في المقابل تتطلب العمل وتقديم المنتجات الجاذبة.

وقدمت سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة كلمة أكدت فيها أن قطاع السفر والسياحة شهد نموا واضحاً في دول الشرق الأوسط، كما دلت الأرقام على أنَّ هناك ارتفاعًا في أعداد السياح القادمين للسلطنة، ومع افتتاح العديد من مشاريع الضيافة خلال هذا العام والأعوام القليلة المُقبلة، واقتراب افتتاح مطار مسقط الدولي الجديد، فمن المتوقع أن يشهد القطاع نموا متسارعا، خاصة مع توسع قطاع الطيران من خلال الناقل الوطني الطيران العماني وشركة الطيران الاقتصادي الحديثة طيران السلام.

وأضافت: "سعيدة بتنظيم مؤتمر عُمان للاستثمار السياحي، الذي يتماشى مع خطط الوزارة لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، ونقدر الجهد الواضح الذي تقوم به شركة مسقط الوطنية للتطوير والاستثمار (أساس) للنهوض بقطاع السياحة في السلطنة ومُساهمتها في تنفيذ المشاريع السياحية النوعية".

وأكدت المحروقية أنَّ هذا المؤتمر ينظر إلى المُستقبل بإرادة أقوى للوصول إلى ما تسعى إليه الوزارة من أهداف تطمح لتطوير قطاع السياحة في السلطنة، كي يقوم هذا القطاع بدوره في الاقتصاد الوطني، خاصة بعد اعتماد إستراتيجية السياحة مؤخرا، وبعد أن تم الاتفاق عليه في البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ".

واختتمت وكيلة السياحة كلمتها قائلة إنَّ الوزارة تجتهد منذ سنوات كي تكون السلطنة إحدى الوجهات المعروفة لكثير من الأسواق المستهدفة، وسيتم التركيز على الاستثمار في مشاريع الضيافة وسياحة المؤتمرات، وسياحة المغامرات وغيرها. وأوضحت أنَّ الدولة وفرت بنية أساسية في مُختلف مناطق السلطنة، التي ينبغي الاستفادة منها لمختلف القطاعات لتعزيز تنويع مصادر الدخل والاقتصاد الوطني، ويأتي توقيت هذا المؤتمر والسلطنة في حاجة إلى تنويع مصادر الدخل، مع التوقعات بأن يساهم قطاع السياحة مساهمة ملموسة في توفير الفرص الاستثمارية والفرص الوظيفية، لكن ذلك لن يتحقق إلا بقيام القطاع الخاص بدوره المتوقع في الفترة الحالية والقادمة.

أوراق العمل

وقدم الدكتور ناصر سعيدي ورقة العمل الأولى في المؤتمر بعنوان "تأثير السياحة على الاقتصاد"، وناقش فيها أثر قطاع السياحة في الاقتصاد ومقومات عمان السياحية وتنوعها. بعدها تحدثت أميرة اللواتية المدير العام المساعد للتخطيط والمتابعة بوزارة السياحة عن الإستراتيجية العمانية للسياحة واستعرضت بعض المؤشرات السياحية في قطاع السياحة في عمان، مثل عدد الزوار القادمين للسلطنة وعدد المنشآت والغرف الفندقية والإستراتيجية الوطنية لتفعيل القطاع السياحي بالسلطنة والرؤية العمانية للسياحة 2040 وعن رسائل السياحة العمانية وأهداف التنمية السياحة للسلطنة. فيما قدم الورقة الثالث فيركام لومبا مدير العقارات والضيافة للخدمات الاستشارية، وتحدث فيها عن تقرير التنافسية للسلطنة في قطاع السفر والسياحة.

وعقدت عقب ذلك حلقة نقاشية حول قطاع السياحة في عمان، بمشاركة كل من حسان النبهاني الرئيس التنفيذي للصندوق العماني للاستثمار، ومحمود الجرواني رئيس مجلس إدارة مجموعة الجرواني، وخالد اليحمدي الرئيس التنفيذي لشركة أساس، وسيف علي الهنائي المدير التنفيذي لشركة عمران بالإنابة، وسايير باتيا الرئيس التنفيذي لشركة موستير، تحدثوا فيها عن صناعة السياحة في السلطنة ودور هذه المؤسسات في تفعيل القطاع السياحي ودعم الاستثمار في السلطنة.

وضمت الحلقة النقاشية الثانية ضمن أجندة المؤتمر شركة شنجريلا بر الجصة وشركة شيدي مسقط وفندق قصر البستان وفندق روتانا صلالة؛ حيث دارالحديث عن الدور الذي تؤديه هذه الشركات في قطاع الضيافة بالسلطنة واستعرضوا التطلعات والرؤى في هذا القطاع مع إبراز المعوقات وسبل علاجها متطلعين إلى الارتقاء في مستوى الضيافة العمانية خلال المرحلة المقبلة.

وشارك في الحلقة النقاشية الثالثة فارس الفارسي من هيئة إثراء وفتحي البلوشي من الصندوق العماني للاستثمار وزولتان كالي رئيس إدارة الأصول في شركة عمران، وخالد البلوشي مدير الاستثمار بشركة أساس، وجرى النقاش حول أهمية الاستثمار الأجنبي في السوق العمانية في قطاع السياحة، ودور الاستثمار في الرقي بالمنتجات السياحية في البلد وأهميتها في صناعة السياحة العمانية.

وشهد المؤتمر تنظيم معرض مصاحب لعرض منتجات الشركات السياحية، وتميز بأن جميع العارضين من الشباب العماني، وحاولوا إبراز إبداعات الشركات العمانية المهتمة بهذا القطاع.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك