برشلونة يسعى لرد الاعتبار أمام الأمراء.. ودورتموند يواجه بنفيكا بالسلاح الهجومي

الرُّؤية - أحمد السلماني

يَسْعَى برشلونة إلى تحقيق المعجزة عندما يلتقي باريس سان جيرمان في إياب الدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا على ملعب الكامب نو، بعد أنْ تمكَّن الأخير من إكرام وفادة برشلونة برباعية نظيفة تجعل من عودته للبطولة أمرا بالغ الصعوبة، كما يستضيف دورتموند الألماني بنفيكا في لقاء العودة بسلاح الهجوم بعد أن خَسِر مواجهة الذهاب بهدف في لشبونة.

ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع زلزال النتيجة هذا، إلا أنَّ الأمراء أكدوا أنهم جديرون بمقارعة كبار القارة العجوز، عندما دكوا الحصون الكاتالونية برباعية تاريخية لهم، أحرز منها الأرجنتيني دي ماريا هدفين ليقود فريقه للفوز، إلا أنَّه سيغيب عن هذا اللقاء بداعي الإصابة، ومن المتوقع أن يفقد إمري مدرب باريس سان جيرمان جهودَ تياجو موتا أحد أبرز لاعبي الفريق، ومن المتوقع أن يلجأ إمري إلى إغلاق منطقة العمليات والاعتماد على المرتدات، بعد أنْ نَجَح بهذا الأسلوب في اقتناص كأس الاتحاد الأوروبي الموسم الفائت أمام ليفربول.

وهناك مؤشرات تقول إنَّ الفريق الكاتالوني والمتخصص في العودة في مثل هذه المناسبات قادر على قلب الطاولة من خلال؛ أولا: تغيير الخطة في آخر مباراتين من 4/3/3 إلى 3/4/3؛ وبالتالي الضغط على الأمراء في ملعبهم وإجبارهم على ارتكاب الأخطاء. إضافة إلى توهج النسخة الجديدة من ميسي والذي ظهر رقما صعبا بإحرازه وصناعته للأهداف، ووضح ذلك جليا من خلال نتيجة الفريق أمام سلتا فيجو في الدوري المحلي. وثالثا: توهُّج نيمار ولعبه بأسلوبه المراوغ والمهاري خاصة عند منحه المساحات الكبيرة في الجناح الأيسر. أما العامل الرابع فيكمن في وجود وسط متجانس بوجود روبيرتو ورافينها وراكيتيتش، أيضا فإن قرار رحيل إنريكي نهاية هذا الموسم خلق جو مريح للفريق وجماهيره؛ مما قلل من الضغط واللعب بأريحية كما ويعول برشلونة على جماهيره التي ستجعل من الكامب نو "فرن حار" جدًّا على لاعبي باريس سان جيرمان. وفي حال سجل الكاتالونيون مُبكرا فإنَّ مسألة عودتهم للبطولة ستكون واردة وبقوة، إلا في حال تلقيهم أي هدف من الأمراء فإن المهمة ستصبح شبه مستحيلة.

ولم تشهد هذه البطولة على مدى تاريخها نجاح أي فريق في قلب خسارة برباعية في مباراة الذهاب والتغلب على خصمه في مباراة الإياب. ولم يخرج برشلونة الفائز باللقب خمس مرات من دور الـ16 منذ أنْ أطاح به ليفربول الإنجليزي من هذا الدور في موسم 2006-2007. وكان برشلونة صعد إلى دور الستة عشر بخروج المغلوب بعد أن تصدر مجموعته الثالثة وفاز بخمس من مجموع ست مبارايات.

على الجانب الآخر، فإنَّ المدرب الإسباني أوناي إيمري يملك أوراقاً هجومية تستطيع قتل المباراة مبكراً؛ من خلال استغلال الاندفاع المتوقع من لاعبي برشلونة لتعويض الفارق الكبير؛ وبالتالي فإنَّ هذا يمكن أن يسهل مهمة الألماني جوليان دراكسلر والأوروجوياني كافاني في هز شبك تير شتيجن، وإنهاء المهمة مبكراً.

ويستضيف بوروسيا دورتموند فريق بنفيكا البرتغالي، الأربعاء، في إياب دور الستة عشر ببطولة دوري أبطال أوروبا، وسيعتمد الفريق الألماني بشكل كبير على نجاعة قوته الهجومية من أجل تجاوز بطل البرتغال والعبور إلى دور الثمانية. ولكن في الوقت نفسه، سيكون دورتموند -الذي يدربه المدير الفني توماس توشيل- بحاجة أيضًا لتفادي الهفوات الدفاعية لتحويل دفة المواجهة لصالحه، بعد أن انتهت مباراة الذهاب بفوز بنفيكا 1-0، في العاصمة البرتغالية لشبونة، قبل ثلاثة أسابيع.

وتحدَّث توشيل عن نتيجة معقدة، بعد الهزيمة المؤسفة شيئًا ما لفريقه في مباراة الذهاب، حيث شهدت 14 تسديدة للاعبي دورتموند باتجاه مرمى بنفيكا، بينما سجل الفريق البرتغالي خمسة تسديدات فقط، وذلك إلى جانب ضربة الجزاء التي أهدرها الجابوني بيير-إيمريك أوباميانج لدورتموند. ويفتقد توشيل جهود لاعب خط الوسط المهاجم ماركو رويس، في الوقت الذي يسعى فيه الفريق الفائز باللقب عام 1997، ووصيف البطل في نسخة 2013 من البطولة، إلى التأهل لدور الثمانية للمرة الثالثة خلال عشرة أعوام.

ومنذ الهزيمة في مباراة الذهاب أمام بنفيكا، حقق دورتموند الفوز أمام كل من فولفسبورج وفرايبورج بنتيجة واحدة 3-0، كما تغلب على باير ليفركوزن 6-2، السبت، ضمن منافسات الدوري الألماني. ومع ذلك، ربما لا تشكل الإحصائيات معيارًا دقيقًا لتوقعات مباراة الأربعاء؛ حيث إنَّ بنفيكا استعاد توازنه بعد مرحلة من تذبذب المستوى، وحقق خلال الفترة الماضية سبعة انتصارات متتالية في كل المسابقات، كما يتطلع للتأهل لدور الثمانية للمرة الثالثة خلال ستة مواسم.

تعليق عبر الفيس بوك