قوات شرق ليبيا تشن ضربات جوية حول موانئ نفطية.. ومخاوف من تراجع الإنتاج

 

 

بنغازي - رويترز

قال مُتحدِّث عسكري، أمس، إنَّ قوات شرق ليبيا نفَّذتْ ضربات جوية حول موانئ نفطية رئيسية الليلة الماضية؛ سعيا لانتزاع السيطرة على المنطقة من فصيل منافس.

وتراجعت قوات الجيش الوطني الليبي -التي تتمركز في الشرق- والقوات المتحالفة معها، يوم الجمعة، من ميناءي السدر ورأس لانوف النفطيين -وهما من أكبر المرافئ النفطية في البلاد- إثر هجوم كتائب دفاع بنغازي. وأثار الهجوم مخاوف من تصعيد جديد للعنف حول الموانئ ويعرض للخطر زيادة كبيرة في إنتاج ليبيا من النفط كانت قد تحققت بعدما سيطر الجيش الوطني الليبي على أربعة موانئ في سبتمبر لينهي بذلك إغلاق ثلاث منها.

وعلى الرغم من إعادة فتح ميناءي السدر ورأس لانوف أمام التصدير، فإن أضرارا بالغة لحقت بهما نتيجة قتال سابق ويعملان بأقل كثيرا من قدرتهما. ولم يتضح إلى أي مدى استعادت كتائب دفاع بنغازي السيطرة على الميناءين أو ما إذا كانت العمليات فيهما قد تأثرت. وقالت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط في بيان إنها عقدت اجتماعا طارئا يوم الجمعة لبحث سبل حماية منشآت النفط في المنطقة ومراجعة جداول التحميل الحالية. وأضاف البيان أن الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة بحث "إجراءات السلامة المهنية والأمن الصناعي داخل الموانئ النفطية وكيفية المحافظة على سلامة العاملين فيها وسلامة الأصول النفطية من خزانات ومرافق داخل الموانئ ودراسة ومراجعة خطط عمليات شحن الخام وفق الجداول المعدة لعمليات التصدير." ولم تذكر تفاصيل أي إجراءات محددة اتخذت أو توضح ما إذا كان هناك أي تغيير في العمليات بالموانئ.

ولا توجد معلومات بأنَّ هناك ناقلات تحاول الرسو في الموانئ حاليا، لكنَّ مصادر شحن قالت إنه من المقرر أن تصل ناقلة إلى ميناء السدر في السابع من الشهر لنقل 630 ألف برميل إلى شركة أو.إم.في الأسترالية.

وقال أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي لرويترز إن ضربات جوية نفذت في رأس لانوف والسدر وبن جواد وهراوة ردا على تقدم كتائب دفاع بنغازي. وقال أحد سكان رأس لانوف إنه سمع أصوات طائرات حربية فوق البلدة فجر يوم السبت وأعقبتها أصداء تفجيرات. ونشر سكان صورا لحرائق وأضرار لحقت بمبان نتيجة الضربات فيما يبدو.

ويحوم إنتاج ليبيا النفطي في الآونة الأخيرة حول 700 ألف برميل يوميا وهو ما يزيد عن مثلي إنتاجها العام الماضي لكنه لا يزال أقل بكثير من إنتاجها قبل انتفاضة عام 2011 والذي كان يبلغ 1.6 مليون برميل نفط يوميا.. وتتشكل كتائب دفاع بنغازي من مقاتلين أخرجهم الجيش الوطني الليبي من بنغازي حيث يشن اللواء خليفة حفتر قائد الجيش الوطني حملة عسكرية منذ قرابة ثلاث سنوات على الإسلاميين وخصوم آخرين. وتلك المعركة مرتبطة بصراع أكبر بين فصائل سياسية ومسلحة في شرق ليبيا وغربها.

وقال مسؤولون وسكان إن فصيلا مسلحا دخل مرفأين نفطيين ليبيين كبيرين يوم الجمعة مجبرا القوات التي سيطرت على الميناءين وأعادت فتحهما في سبتمبر على التراجع. وقد شن خصوم الجيش الوطني الليبي عدة هجمات غير ناجحة على الموانئ في منطقة الهلال النفطي في شرق ليبيا في إطار حملة في صراع أوسع نطاقا بين الفصائل المتمركزة في شرق وفي غرب ليبيا. وقال الجيش الوطني الليبي إن الموانئ مؤمنة بشكل جيد. ولكنه قال إن كتائب دفاع بنغازي شنت هجوما سريعا على ثلاثة محاور في ساعة مبكرة من صباح الجمعة أدى إلى اختراق دفاعاته.

وسيطر الجيش الوطني الليبي في سبتمبر على موانئ السدر ورأس لانوف والبريقة والزويتينة. وكانت ثلاثة من هذه الموانئ مغلقة منذ فترة طويلة باستثناء البريقة. وبعد أن قامت المؤسسة الوطنية للنفط بإعادة فتحها زاد إنتاج ليبيا من النفط لأكثر من المثلين. وندَّد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بالتصعيد الذي حدث، وقال في بيان إنَّه "لم يصدر عنه أي تعليمات أو أوامر لأي قوة كانت بالتحرك نحو المنطقة". ولمح البيان إلى أن الهجوم قد يكون محاولة لإفساد الجهود الليبية والدولية لإحلال السلام.

 

تعليق عبر الفيس بوك