الدوري.. مقبرة المدربين

 

 

مُحمَّد العليان

أصْبَح دوري عمانتل للمحترفين مقبرة للمدربين؛ سواء المحليين أو الأجانب؛ حيث أصبحتْ العادة بعد عِدَّة جولات أن يظهر ضحية جديدة من المدربين تتم إقالتهم أو الاستغناء عنهم؛ فمدرب نادي عمان كان ضحية هذا الأسبوع؛ وبالتاكيد لن يكون الأخير في الدوري أو في الكأس؛ فهناك أكثر من مدرب "يعيش على كف عفريت"، ويتم تداول أسمائهم خلال الفترة الحالية من عُمر البطولة، وتطالب الجماهير بالاستغناء عنهم، ويبقى المدربون غالبا هم الشماعة الجاهزة لتبرير أي فشل أو إخفاق، من أجل احتفاظ البعض بكرسيه في إدارة الأندية، والسبب الثالث هو امتصاص غضب وانفعال الجماهير؛ وبذلك تتم الإطاحة بالمدربين، وتجهيز حبل المناشق لهم للتخلص منهم.

هكذا كانت الصورة والمشهد في دورينا الكروي من موسم لآخر، وأصبحت إقالة المدربين ظاهرة غزت ملاعبنا من خلال السنوات الماضية بغزارة؛ فلماذا العجلة والتسرع في مثل هذه القرارات المهمة والمصيرية والتي فيما بعد تنتج عنها تبعات مالية وفنية كثيرة؟ وتؤدي إلى عدم الاستقرار في الفرق، وكذلك لا تستطيع في هذه الظروف الأندية أن تحقق بطولات أو بطولة في الموسم الواحد؛ فمن المفارقات في الدوري أن بعض المدربين دربوا أكثر من 3 أندية أو 2 في الموسم الواحد، والعكس صحيح أيضًا. ومن أغرب الضحايا والإقالات والاستغناءات في دوري هذا الموسم: إقالة المدرب المصري حمزة الجمل مدرب نادي ظفار، بعد أن خسر من فريق الشباب، وتراجع من المركز الأول والمتصدر طوال الجولة الأولى إلى المركز الثاني!!!

أخطاء كبيره وكثيرة تقع فيها الأندية، وتتسبَّب في إقالة المدربين، ويتأثر بها الفريق الكروي، وهذا يدل على الفوضى في اتخاذ القرارات، ولأسباب بعضها غير صحيحة وغير منطقية، ودون سابق إنذار أو تقييم أو دراية تامة بأحوال الفريق الكروي، وما يقدمه هذا المدرب من عمل. وفوق ذلك، هناك كذبة ابتدعتها بعض الأندية للخروج من الحرج وهي اللجان الفنية في الأندية، والتي تتشكل من مدربين ولاعبين معتزلين وإداريين سابقين لاختيار المدربين للنادي واللاعبين الأجانب، وتقييم الفريق الكروي والمدربين واللاعبين الأجانب من الناحية الفنية، وتظهر في النهاية أن هذه اللجنة هي مجرد جدار واقٍ للأندية، وبعد شهر أو شهرين بالكثير تُلْغَى هذه اللجنة أو يقدِّم أعضاؤها استقالاتهم، أو تتجمد عضويتهم، ولا يؤخذ من قراراتها شيء، فتصبح حبراً على ورق، أو تعمل بدون صلاحيات. والشيء المضحك والمستغرب أن بعض الأندية تقيل مدربها بعد خسارتين أو ثلاث، ولا تقيِّم عمل المدرب ومدى تطور الفريق، نحن لسنا ضد إقالة المدربين، ولكن الشيء بالشيء يذكر؛ فهذه الظاهرة أصبحت تزداد كثيرا من موسم لموسم، وهي دخيلة على دورينا، والضحية ليس المدرب فقط، بل الأندية واللاعبين وبطولة الدوري والكأس والمستوى العام للكرة العمانية.

----------------------------

آخر الكلمات: "ليس كل ما يلمع ذهبا".