نال اعتراف مجلس الاعتماد الأمريكي للتعليم الصيدلي

انطلاق فعاليات المؤتمر السابع للرعاية الصيدلانية وسط مشاركات دولية واسعة

مسقط - الرُّؤية

افتَتَح مَعَالي الدُّكتور أحمد بن مُحمَّد السعيدي وزير الصحة، أمس، بفندق قصر البستان، المؤتمرَ السابعَ للرعاية الصيدلانية الذي تُنظِّمه -لعِدَّة أيام- وزارة الصحة -مُمثلة في المديرية العامة للتموين الطبي- وسط مشاركات محلية وإقليمية ودولية واسعة؛ وذلك تحت شعار "نحو التميز في الممارسة الصيدلانية".

حَضَر افتتاح المؤتمر عددٌ من أصحاب السعادة وجمع غفير من المدعوين والمشاركين. وتضمَّن برنامج الافتتاح كلمة للصيدلانية نسيبة بنت حبيب المديرة العامة للتموين الطبي بوزارة الصحة؛ قالت فيها: إنَّ المؤتمر في دورتهِ الحالية ينطلقُ لآفاقٍ رحبةٍ بطموحاتٍ جمَّة وجهودٍ حثيثة ليُسهمَ في إحداثِ نقلةٍ نوعية في مجالِ الرعايةِ الصيدلانية من خلالِ ترقيةِ وتنميةِ مهارات الصيدلاني لرفع جودةَ الممارسة الصيدلانية. مُشيرة في الوقت ذاته إلى أن المؤتمر تبنَّى منذُ انطلاقته الأولى الارتقاء بمهنةِ الصيدلة تلبيةً لأهداف النظرةِ المستقبلية لوزارة الصحة 2050 ضمن منظومة صحية منهجية ومتكاملة للرعاية الصحية.

وأضافت: يسرُّني أنْ أعْلِن أنَّ مُؤتمرنا في دورته الحالية قد نالَ اعترافَ مجلسِ الاعتماد الأمريكي للتعليم الصيدلي، وما زال يحظى باستمرار الدعم والاعتماد والمساندة من قبل المجلس العماني للاختصاصات الطبية.

وعرجت في كلمتها إلى الاستخدام غير المسؤول للدواء، موضحة أنه يمثلُ مشكلةً تؤرقُ جميع الأنظمةِ الصحية في العالم؛ إذ تُشيرُ تقديراتُ منظمة الصحة العالمية أنَّ ما يزيد على نصف الأدوية يتمُ وصفَها أو صرفَها أو بيعها على نحوٍ غير ملائم، وأنَّ أكثر من نصفِ المرضى لا يلتزمون بتناول الأدوية على نحو صحيح وأن الأخطاء الدوائية، والأعراض الجانبية للأدوية، تتسبب بانتشار المخاطر الصحية والمضاعفات الخطرة كالإصابات والوفيات، بما فيها إهدار للموارد المالية، ومن هنا يأتي دورُ ضرورة الاهتمام والمتابعة في الحرص على الاستخدام الأمثل للأدوية من خلال زيادة وجود الصيادلة في أماكن رعاية المرضى ومتابعة عملية استخدام الأدوية وضبط الجرعات الدوائية ومراقبة العلاج الدوائي.  وأضافت بأنَّ المشورة الدوائية من قبل الصيدلي تعد من أهم المراحل في عملية صرفِ الدواء؛ حيث أثبتت التجارب العلمية أنَّ الحوارَ بين المريض والصيدلاني أبلغُ تأثيراً في ترسيخِ المعلومات الدوائية من تلك العبارات المكتوبة على علبة الدواء، ليس هذا فحسب بل إن إنشاء حوار بينهما سوف يعزز من ثقة المريض بالعلاج الدوائي، ويزيد من تقبله للدواء، ويضاعف حرصه على التقيد والالتزام بالعلاج وهذا ما يهدفُ إليه الفريق الطبي.

وبعد أنْ استعرضتْ فعاليات المؤتمر المتنوعة خلال فترة انعقاده؛ شددت المديرة العامة للتموين الطبي بوزارة الصحة على أهمية مضاعفة الجهود في عملية تنمية وتطوير مهاراتِ الصيادلة على مختلف المستويات ورفع كفاءة التعليم الجامعي وتوحيد منهجية الممارسة الصيدلانية.

وفي محاضرته، استعرض أسامة طبارة التحديات التي تواجه مهنة الصيدلة والحقائق المتعلقة بها في المنطقة، ومنها الحاجة لرفع القدرة المالية أو تغيير البيئة الأكاديمية للصيدلة، وتحسين استخدام الموارد وإدخال التقنيات الحديثة.

كما أكَّد أهمية تطوير القيادات وتدريبهم عن طريق تعاون قادة الخليج في المنطقة وكذلك تبادل ومشاركة قصص النجاح والتحديات.

عقب ذلك، قام مَعَالي الدكتور أحمد بن مُحمَّد السعيدي وزير الصحة -راعي المناسبة- بتكريم المحاضرين والمنظمين؛ ثم تجوَّل في المعرض المصاحب الذي تشارك فيه العديد من أهم وأكبر الشركات المحلية والدولية المصنعة للأدوية والمؤسسات المتخصصة بقطاع الصيدلة، ويستعرض أحدث المنتجات والتقنيات في مجال الأدوية وتوفير المعلومات الدوائية؛ حيث استمع والحضور إلى شرح واف عن محتوياته.

هذا.. ويشهد المؤتمر حضور أكثر من 700 من الصيادلة والأطباء والممرضين ومساعدي الصيادلة من مختلف المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة ومن وزارة الدفاع وشرطة عمان السلطانية وديوان البلاط السلطاني ومستشفى جامعة السلطان قابوس، إضافة إلى مشاركين آخرين من دول مجلس التعاون.

كما يشهدُ المؤتمر مشاركة الجمعية الأمريكية لصيادلة النظام الصحي (ASHP)، معهد الممارسات الدوائية الآمنة الكندي (ISMP Canada)، والاتحاد الدولي للصيادلة (FIP)، والرابطة الأوروبية لصيادلة المستشفيات، والجمعية الملكية الصيدلانية البريطانية؛ الأمر الذي سيُثري المؤتمر بالكثير من التجارب والممارسات والخبرات العالمية.

إضافة إلى المحاضرين المحليين؛ يُحاضر في المؤتمر نخبة من المحاضرين المتخصصين المجيدين في مجال الممارسات الصيدلانية من الولايات المتحدة الأمريكية، ونخبة من خبراء الرعاية الصيدلانية من جامعات وهيئات وجمعيات ومستشفيات مرموقة ومراكز طبية دولية رائدة من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة إسبانيا وكندا والمملكة المتحدة وكرواتيا وأيرلندا.

هذا.. وقد بدأ المؤتمر فعالياته صباح أمس ببرنامج ما قبل المؤتمر، الذي يُقام لأول مرة بدول المنطقة، ويشمل حلقتي عمل؛ الأولى بعنوان "الفرص الوظيفية المستقبلة لمهنة الصيدلة وشبكات التواصل"، تحت إشراف الجمعية الصيدلانية بكلية الصيدلة بجامعة لندن، والثانية جاءتْ بعنوان "الصيدلي المميز"، وأقيمت تحت إشراف مجلس الاعتماد الأمريكي للتعليم الصيدلي.

أمَّا جلسات المؤتمر، فتبدأ صباح اليوم وتتضمن عدداً من أوراق العمل؛ منها: كيفية الاستفادة من القيادة المهنية في تحسين الرعاية الصحية للمرضى، ونموذج الممارسة الصيدلانية القيادبة في تقديم الرعاية الصحية، وتقييم استخدام العلاج الدوائي، وإستراتيجيات تقليل الأخطاء الدوائية المرتبطة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، والسلامة الدوائية للأطفال حديثي الولادة الفرص والتحديات، ودور فنيي الصيدلة في الرعاية الصحية، والأدوار الحالية والمستقبلية لفنيي الصيدلة بالمستشفيات، والحاجة للاتصال الفعال والتعاون للقوى العاملة بالصيدلة، وتنمية وتقييم كفاءات فنيي الصيدلة، وإدارة علاج مرض السكري للمرضى المسنين، والاستفادة من فنيي الصيدلة في إعداد المستشفى للاعتماد الدولي، ومؤشرات الجودة بصيدليات المجتمع، ومعايير المؤشرات الرئيسية للأداء لتحسين سلامة المرضى، والحواجز اللغوية للمشورة الدوائية في عمان، ودور المشورة الدوائية للصيدلي في فعالية الأدوية الخافضة للضغط.

ومن أوراق العمل التي ستُعرض غداً الخميس: الصيادلة من صرف الأدوية إلى تقديم الرعاية الصيدلانية، ودور صيدلي علم الأورام السريري في العيادات الخارجية، والعلاقات الديناميكية بين التعليم والممارسة ونظم العمل للمضي قدما في مهنة الصيدلة، والتنمية المهنية المستمرة..النهج الأيرلندي لاستمرارية الكفاءات، وتعدُّد أدوية المرضى المسنين، والتقدُّم في علاج التهاب الكبد الوبائي C..مراجعة الانظمة العلاجية الجديدة المضادة للفيروسات، ومفاهيم العلاج بالسوائل والمحاليل الليكتروليتية في طب الأطفال، والجرعات الدوائية لفئات مختارة من المرضى بالعناية المركزة، وإعطاء المضادات الحيوية عن طريق الرذاذ للمرضى الذين يعتمدون على التنفس الصناعي، والتأهيل مقابل الحصول على الشهادات في الممارسة الصيدلانية، وتطوير البيئة المناسبة للقيادة المهنية، والجديد في علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي للأطفال.

كما تُعقد 11 جلسة عمل، اليوم وغداً، حول تنمية المهارات القيادية للكوادر الصيدلانية، وقياس استخدام المضادات الحيوية لتحسين ممارسة الوصف، ومقاومة مضادات الميكروبات، والأضرار الجانبية والحاجة الملحة لإدارة الإشراف على مضادات الميكروبات، وإدارة التغيير في مهنة الصيدلة، وكيفية تمكين الصيدلي من تقديم الرعاية السريرية بالاستفادة من تفعيل الفريق الصيدلاني، وخدمات التغذية الوريدية القائمة على قسم الصيدلة، وتحليل متعدد للحوادث الدوائية، وعلاج الجلطات الدموية الوريدية، إضافة إلى جلسة نقاشية عن المضادات الحيوية.

كما يَشْمَل البرنامجُ العلميُّ للمؤتمر حوالي 32 ملصقا علميا من حوالي 6 دول، ستُعرض على لجنة تحكيم تضمُّ عددا من الخبراء والأكاديميين من المتحدثين في المؤتمر لاختيار أفضلها.

تعليق عبر الفيس بوك