هبوط نادي الاتحاد

 

محمد العليان

لم نكُن مُنجِّمين حينما ذكرنا في مُنتصف الموسم الكروي الحالي لدوري الدرجة الأولى، حال نادي الاتحاد وفرقه الكروية، خاصة الفريق الأول لكرة القدم، إضافة لفرق المراحل السنية، وذكرنا حينها أنَّ الفرصة بدأت تتطاير، وشبح الهبوط بدأ يظهر على الفريق الأول بعد خسائره المتوالية وبنتائج كارثية وصلت إلى 7 أهداف في مباراة واحدة؛ حيث حذَّرنا من أنه لابد من إنقاذ ما يُمكن إنقاذه، وطالبنا بردة فعل من النادي على هذه النتائج، رغم أننا قِسْنَا الوضع والأمور منذ البداية بالمنطق والواقع، وما يحز في النفس أنَّ الفريق الكروي هَبَط درجتيْن في ظرف 5 سنوات من دوري المحترفين إلى الدرجة الأولى، ثم من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية في هذا الموسم. ومن هنا، لابد أن نضع النقاط على الحروف.

وأسترسل في الحديث مرة أخرى للأسباب الحقيقية، ونوضِّح الحقائق، وكشف حساب للجميع دون مجاملة لأحد أو طرف على حساب طرف آخر. أولا: إن ما مر به ويمر به أيضاً نادي الاتحاد -والفريق الكروي بصفة خاصة- يُثبت أنَّ نادي الاتحاد عدو نفسه؛ حيث إنَّ هناك من يريد ويستمتع بما فيه نادي الاتحاد ويريده هكذا في هبوط مستمر ومشاكل، ومرتاح لهذا الجو الذي فيه النادي. أما مشكلة النادي الثانية فهي المديونية المالية والأحكام القضائية على النادي، والتي وصلت 217 ألف ريال عماني مديونية في العام 2013م؟ وهذا رقم مخيف جدا لنادي في الدرجة الأولى ولم يحقق أي إنجاز سوى صعوده لدوري المحترفين، ثم هبط ورجع إليه في نفس العام؟ وكذلك وصل للمباراة النهائية للكأس، وجاء بمركز الوصيف، وحصل على جائزة مالية مقدارها 75 ألف ريال عماني في العام 2011م، وبعد عام 2013م عانت إدارة النادي من المديونية المالية التي خلفتها الإدارات السابقة قبل عام 2013م، والنادي حاليا ما زال يدفع فاتورتها من الإدارة الحالية، والتي أثقلت كاهل النادي. وثالثا: غياب معظم أعضاء الإدارة الحالية عن النادي منذ أكثر من 6 أشهر، والبعض امتد لما يقارب السنة، وأكثر من 4 أعضاء تهربوا من خدمة النادي وهم مجرد أسماء على ورق؛ لأنَّ الجو الصحي في النادي مفقود. رابعًا: العمل بالنادي يسير بعشوائية وفوضى وضبابية، وبدون نظام موحَّد سواءً ماليا أو إداريا أو رياضيا وبأشخاص محدودين فقط، بنفس الأساليب والإجراءات التي تسيِّر شؤون النادي منذ 10 سنوات. وهذه الفوضى في العمل يريدها البعض أن تظل هكذا. خامسا: حالة التطفيش والتنفير والتفرقة التي استعملتها الإدارات السابقة في سياستها في حق أبناء النادي؛ مما كانت ثمرته ابتعاد الشيوخ والداعمين ومنتسبي النادي عن الوقوف خلفه، وافتقد النادي إلى اللُّحمة والقيادة.

ألا يكفي هذا النادي العريق تخبطات وتدميرا من الإدارات السابقة طوال السنوات الماضية، وعلى بعض أعضاء الإدارة الحالية الرحيل، وترك المكان للأجدر؛ فإصلاح البيت وترتيب أوراقه مهام تبدأ دائمًا من الداخل، كما يستدعي الوقت الحالي قرارات تصحيحية وتصفية للمتخاذلين عن النادي والفريق الكروي والأعضاء غير الفاعلين، والاتفاق على آلية ومنظومة عمل جديدة للنادي، يسير عليها الجميع، واستحداث إستراتجية ورؤية واضحة لمدة عامين سواءً للفريق الأول أو المراحل السنية.

إنَّ الاحداث التي مر بها نادي الاتحاد تحتاج إلى وقفة تصحيحية قبل أن تزداد سوءا، وتبدأ بقرارات شجاعة وقوية لمصلحة النادي من الآن، فالنادي بحاجة لمرحلة انتقالية وفكر جديد وتكاتف أبنائه المخلصين فقط، لإعادته إلى مكانته الطبيعية، وكذلك دعم جهود الشيخ نصار المرهون رئيس النادي الحالي، الذي حاول ولا يزال إصلاح ما يمكن إصلاحه من أخطاء ومديونية مالية، وقام بتسديد أجزاء كبيرة منها، ولكن اليد الواحدة لا تصفق، فالاتحاد قوة، وثقتنا كبيرة في الشيخ رئيس النادي بترتيب البيت من الداخل، ومن ثم العمل من جديد!!

-----------------------------

آخر الكلام: قال تعالى: "عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم".