عواصم - رويترز
قالَ ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، أمس، إنَّ جدولَ أعمال محادثات السلام السورية المقرَّر أن تبدأ في جنيف، الأسبوع المقبل، سيلتزم بقرار لمجلس الأمن الدولي يهدف لإنهاء الصراع ولن يتم تغييره. وأضاف دي ميستورا من روما بأن قرار الأمم المتحدة رقم 2254 استندَ إلى ثلاث نقاط رئيسية؛ هي: وضع أسس الحكم، والاتفاق على دستور جديد، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة. وقال للصحفيين: "هذا هو جدول الأعمال ولن نغيره وإلا سنفتح أبواب الجحيم".
وقالت يارا شريف المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا، أمس، إنَّ دي ميستورا لن يحضر المحادثات بشأن الأزمة السورية في أستانة عاصمة قازاخستان. وأضافت بأنَّ دي ميستورا سيرسل بدلا من ذلك فريقا من خمسة أشخاص ليشارك في المحادثات التي سيحضرها مندوبون من روسيا وإيران وتركيا. ومن المقرر أن تبدأ جولة جديدة من محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع المقبل.
وميدانيًّا، قال مقاتلون من المعارضة وشهود إن طائرات روسية قصفت مناطق تسيطر عليها المعارضة في مدينة درعا السورية يوم الثلاثاء لليوم الثاني في أول حملة قصف مكثف من نوعها منذ أن تدخلت روسيا في سوريا قبل أكثر من عام. واقتحمت فصائل من المعارضة المسلحة يوم الأحد حي المنشية شديد التحصين في معركة أطلقت عليها اسم "الموت ولا المذلة"، وقالت إن هدف الحملة إحباط أي محاولة من الجيش للسيطرة على معبر حدودي استراتيجي مع الأردن.
ومن شأن سيطرة الجيش على المعبر الخاضع للمعارضة ومساحات من الأراضي في القطاع الجنوبي من المدينة أن تفصل بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق وغرب المدينة. وقال الجيش السوري إن "الإرهابيين" فشلوا في تحقيق مكاسب، وإن قواته ألحقت بهم خسائر كبيرة. وقالت وسائل إعلام حكومية إن المعارضة المسلحة أمطرت مناطق مدنية في درعا في جنوب البلاد بقذائف المورتر مما دمر كثيرا من المنازل.
وينتمي مقاتلو المعارضة إلى فصائل الجيش السوري الحر إلى جانب أعضاء من هيئة تحرير الشام وهي جماعة إسلامية تشكلت حديثا ويقودها فصيل كان تابعا للقاعدة في السابق. وقال مصدر بالمعارضة إنَّ ما لا يقل عن 30 غارة روسية نُفِّذت يوم الثلاثاء فيما منع المعارضة من تحقيق مزيد من المكاسب في الجيب شديد التحصين بعدما سيطروا على أجزاء كبيرة من الحي.
وقال إبراهيم عبدالله القيادي الكبير في المعارضة المسلحة: "عندما بدأ النظام يفقد السيطرة على بعض المناطق... بدأت الطائرات الروسية عملياتها." وامتد القتال أيضا إلى مناطق أخرى في المدينة حيث أطلق المعارضون قذائف المورتر على أجزاء تسيطر عليها الحكومة. وقال سكان إن الجيش أطلق صواريخ أرض-أرض على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة. والمعارك في درعا هي الأشد منذ أن بدأ تحالف من المعارضة الرئيسية يدعى "الجبهة الجنوبية" حملة عسكرية فاشلة للسيطرة عليها بالكامل في 2015.
ولم تشهد المحافظة المتاخمة لكل من إسرائيل والأردن نفس الدمار الذي سببه القصف الجوي الروسي بشمال سوريا بعدما كثفت روسيا تدخلها العسكري في سوريا في 2015. وفشل الجيش السوري حتى الآن في استعادة السيطرة على المعبر الحدودي برغم محاولات متكررة لذلك. وقال أحد السكان ويدعى سلامة "لا يمر يوم إلا ويحاول النظام التقدم". ويسيطر مقاتلو الجيش السوري الحر على ما لا يقل عن نصف المحافظة الجنوبية لكن جماعات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية لها وجود في منطقة إلى الغرب من مدينة درعا في منطقة وادي اليرموك قرب مرتفعات الجولان.
وقال عمال إغاثة إنَّ طائرات أصابت مستشفى ميدانيا في درعا يحصل على تمويل غربي وإن الغارات قتلت سبعة على الأقل من أعضاء أسرة واحدة في المنطقة الحدودية؛ حيث فرَّ كثيرٌ من السكان في الأيام الأولى من الصراع السوري. وقالت لجنة الإنقاذ الدولية التي مقرها واشنطن والتي تدعم المستشفى في بيان إن أربعة من المسعفين أصيبوا في الهجوم.
وفي سياق آخر، تحذِّر الأمم المتحدة من فيضان كارثي في سوريا عند سد الطبقة المعرض للخطر نتيجة لارتفاع منسوب المياه والتخريب المتعمد من قبل تنظيم الدولة الإسلامية وأضرار أخرى جراء الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة. ويحتجز السد مياه نهر الفرات على بعد 40 كيلومترا عن مدينة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد منذ عام 2014. وأفادَ تقريرٌ للأمم المتحدة، أمس، بأن منسوب مياه النهر ارتفع حوالي عشرة أمتار منذ 24 يناير لأسباب من بينها سقوط الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة، إضافة إلى فتح التنظيم ثلاث بوابات للسد مما غمر المناطق الواقعة على ضفتي النهر باتجاه المصب بالمياه. وأضاف: "وفقا للخبراء المحليين، فإن أي ارتفاع آخر في منسوب المياه سيغمر قطاعات ضخمة من الأراضي الزراعية على طول النهر، وقد يضر بسد الطبقة؛ الأمر الذي ستكون له تداعيات إنسانية كارثية في كل المناطق ناحية المصب." وذكر أنَّ أضرارا لحقت بالفعل بمدخل السد نتيجة الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة.