اجتماع سرّي بين عباس ورئيس الاستخبارات الأمريكية

ترامب يناقش مع نتنياهو السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط .. والفلسطينيون يحذرون من تجاهل "حل الدولتين"

واشنطن – رويترز

استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإجراء محادثات قد تشكل الإطار العام للسياسة المستقبلية تجاه الشرق الأوسط في حين حذر الفلسطينيون البيت الأبيض من التخلي عن هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة. لكن مسؤولا بارزا في البيت الأبيض قال فيما قد يمثل تحولا إنّ السلام لا يتطلب بالضرورة إقامة دولة فلسطينية وإن ترامب لن يحاول "إملاء" حل.

وفي الوقت الذي يستعد فيه ترامب ونتنياهو للقاء كشف مسؤول فلسطيني كبير أن مايك بومبيو مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه) عقد محادثات أول أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله مقر الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ورفض الإدلاء بتفاصيل عن المحادثات "كان أول اجتماع رسمي مع عضو بارز في الإدارة الأمريكية منذ تولي ترامب السلطة."

وأعلن نتنياهو التزامه بحل الدولتين في خطاب ألقاه عام 2009 وأكد على هذا الهدف مرارا على نطاق واسع منذ ذلك الحين. لكنه تحدث كذلك عما أسماه "دولة منقوصة" مشيرا إلى أنّه قد يعرض على الفلسطينيين حكما ذاتيا راسخا ومظاهر خارجية لدولة لكن دون سيادة كاملة.

ورد الفلسطينيون بانزعاج على احتمال أن تتخلى واشنطن عن دعمها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وقالت حنان عشراوي العضو البارز في منظمة التحرير الفلسطينية ردا على تصريحات المسؤول الأمريكي قائلة "إن حل الدولتين المجمع عليه دوليا شكل ركيزة لسياسة الولايات المتحدة كما أنّه شرط أساسي للسلام وإذا تنكرت إدارة ترامب لهذه السياسة فإنّ ذلك سيؤدي إلى تدمير فرص السلام وسيكون له تأثير سلبي على مصداقية الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة". وأضافت "إنّ استيعاب الإدارة الأمريكية الجديدة للعناصر المتطرفة في إسرائيل سيؤدي إلى فرض سياسة أمريكية غير مسؤولة وممارسات غير متزنة تساهم في تأجيج الوضع وتأزيمه."

وقال حسام زملط مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنّ الفلسطينيين لم يتلقوا أي إشارة رسمية على تغير في الموقف الأمريكي.

وبالنسبة لنتنياهو يعد هذا الاجتماع مع ترامب فرصة لإصلاح العلاقات بعد أن واجهت مشاكل كثيرة مع الرئيس الأمريكي الديمقراطي السابق باراك أوباما.

وأمضى نتنياهو -الذي يجري التحقيق معه في إسرائيل بسبب مزاعم بإساءة استغلال سلطاته- جزءا كبيرا من يوم الثلاثاء في نقاشات مع مستشارين كبار في واشنطن للإعداد للمحادثات مع ترامب. وقال المسؤولون إنهم يريدون التأكد من توافق آراء الطرفين الأمريكي والإسرائيلي وضمان عدم بقاء "أي ثغرات" خلال الاجتماع المقرر أن يستمر لمدة ساعتين في المكتب البيضاوي.

ويأتي ترامب -الذي تولى المنصب منذ أقل من أربعة أسابيع وغرق بالفعل في مشكلات منها الاستقالة الجبرية لمستشاره للأمن القومي- بقدر لا يستهان به من عدم القدرة على توقع أفعاله والتي يأمل طاقم نتنياهو ألا تؤثر على محادثاتهما.

وكان ترامب خلال حملته الانتخابية مواليا جدا لإسرائيل في أحاديثه ووعد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس مساندا دافيد فريدمان المؤيد القوي للمستوطنات الذي رشحه ليكون سفيرا لدى إسرائيل وقال إنه لن يمارس ضغوطا على إسرائيل للتفاوض مع الفلسطينيين. لكن هذه النبرة التي أسعدت نتنياهو والتيار اليميني داخل حزبه تغيرت منذ ذلك الحين مما يجعل محادثات الأربعاء مهمة لتوضيح الموقف.

ويبدو أن ترامب أجل خطوة نقل السفارة على الأقل في الوقت الراهن بعد تحذيرات من احتمال أن يثير ذلك اضطرابات في المنطقة منها تحذيرات من العاهل الأردني الملك عبد الله.

وبدلا من إطلاق يد إسرائيل في المستوطنات قال البيت الأبيض إن بناء مستوطنات جديدة أو توسعة المستوطنات القائمة لن يخدم عملية السلام.

ويبدو أنّ ذلك يترك لإسرائيل إمكانية البناء داخل حدود المستوطنات القائمة دون أن تدين الولايات المتحدة ذلك فيما يمثل نوع المنطقة الرمادية التي من المتوقع أن تتناولها المحادثات.

وبالنسبة للفلسطينيين وأغلب دول العالم يعتبر بناء المستوطنات على الأراضي المحتلة غير قانوني بموجب القانون الدولي. وتعترض إسرائيل على ذلك لكنها تواجه انتقادات متزايدة من حلفائها على سياسة الاستيطان خاصة بعد أن أعلن نتنياهو قبل ثلاثة أسابيع عن خطط لبناء ستة آلاف وحدة سكنية جديدة للمستوطنين في الضفة الغربية.

تعليق عبر الفيس بوك