ارتفاع معدل التضخم إلى 800% ورّط كافة الأطراف في الأزمة

حكومة جنوب السودان تواجه صعوبة في توفير رواتب جنود الجيش

 

 

 

 

جوبا - رويترز

تواجه حكومة جنوب السودان التي تعاني من حرب أهلية دائرة منذ ثلاثة أعوام وارتفاع معدل التضخم عن 800 في المئة مصاعب كبيرة في إيجاد المال اللازم لصرف مرتبات جنود الجيش. وعندما تصل الأجور المتأخرة بعد كل ذلك تكون قيمتها قد انخفضت بحيث لا تكاد تكفي لشراء طعام أسبوع.

وانضمت زوجات أفراد الجيش إلى طوابير النساء النحيلات الواقفات انتظارا لمعونات غذائية أو يحتضن أطفالا ضامرين في مستشفيات العاصمة جوبا بينما ينقض الجنود على المدنيين لسلب أغراضهم أو على وكالات الإغاثة.  وبدأت الحكومة تفقد قدرتها على السيطرة عليهم.

وقالت امرأة ضامرة الخدين تدعى روز لورو زوجة أحد الجنود وهي تطعم طفلا صغيرا برزت عظامه "أحيانا يوجد طعام (في البيت) وأحيانا لا يوجد."

وفي العام الماضي أسلم ثلاثة من أطفالها الروح بسبب المرض بعد أن نال منهم الجوع.

وبعد ست سنوات من الاستقلال لا يوجد في جنوب السودان من الطرق الممهدة سوى ما يبلغ أطوالها 200 كيلومتر فقط. وفي جوبا يتجمع أطفال جوعى بالقرب من الحفر في انتظار إبطاء عربات الجيب عند مرورها حتى يمكنهم الطرق على نوافذها وتسول الطعام.

ويعاني جنوب السودان من الصراع منذ عشرات السنين ففي البداية حارب متمردون حكومة السودان عندما كان البلدان دولة واحدة ثم حاربوا بعضهم بعضا. ونال جنوب السودان الاستقلال عام 2011 ليصبح أحدث دولة وسط احتفالات عارمة لكنه سرعان ما هوى في براثن الحرب الأهلية بعد ذلك بعامين.

وطرفا الحرب هما القوات الموالية للرئيس سلفا كير المنحدر من قبيلة الدنكا ومؤيدو نائبه السابق ريك مشار المنتمي لقبيلة النوير.

وأصاب الخراب الاقتصاد. فقد دمّرت الحرب منشآت نفطية وخفضت الإنتاج إلى أقل من نصف مستواه قبل الحرب البالغ 245 ألف برميل يوميا مما أدى إلى انخفاض دخل الحكومة. وبلغ التضخم 830 في المئة في أواخر عام 2016 وهوت قيمة العملة. وأصبح ثلث السكان يحتاجون لمساعدات غذائية.

ومع انتشار حالة اليأس ازدادت الاعتداءات على مخازن المساعدات. ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن العام الماضي شهد 71 حادث نهب ارتفاعا من 57 حادثا في عام 2015. وقالوا إن قيمة السلع المسروقة كانت أعلى بكثير منها في 2015.

وقال المسؤولون إن مخازن تحتوي على حصص غذائية ومواد غير غذائية ومواد تعليمية وإمدادات طبية في ولايات شرق الاستوائية وأعالى النيل وواراب وغرب الاستوائية تعرضت للسلب والنهب في ديسمبر 2016. وكان كثير منها في مناطق تخضع لسيطرة الحكومة.

ويبين ما ترويه أسر أفراد الجيش والاعتداءات على مخزون المساعدات الانحدار السريع نحو الفوضى في بلد تقول الأمم المتحدة إنه على وشك أن يشهد عملية إبادة جماعية.

وقال مسؤول كبير سابق بالجيش طالبا عدم نشر اسمه "لابد من تحفيز الجنود. المرتبات الحالية ليست كافية. ولهذا نعاني من كل هذه المشاكل."

وفي جوبا كان سبعة من 18 امرأة أجرت رويترز مقابلات معهن إما في مستشفيات أو مراكز تغذية من زوجات جنود الجيش. وفي العادة تكون هؤلاء النسوة أفضل حالا من كثيرين في جنوب السودان البالغ عدد سكانه 11 مليون نسمة. فلأزواجهن وظائف ثابتة حتى إذا تأخر صرف المرتبات كما يحدث في كثير من الأحيان. لكنهن لم يسلمن رغم كل ذلك من الأزمة.

تعليق عبر الفيس بوك