مسقط - الرُّؤية

نظَّمتْ كلية عُمان الطبية -مُمثلة بجماعة الطب الطلابية- حملة توعوية حول "مقاومة المضادات الحيوية"؛ وذلك ضمن فعاليات "مهرجان مسقط 2017"، بمتنزه النسيم العام. والتي تمَّ من خلالها توعية الجمهور الزائر بماهية المضادات الحيوية وفوائدها ومخاطر الاستخدام الخاطئ لها، والتعريف بظاهرة مقاومة المضادات الحيوية.

وفي هذا الصدد، قالت عفاف بنت راشد الحاتمية المشرفة على الحملة، وهي طالبة في السنة الخامسة في الكلية. "انطلقتْ الحملة التوعوية بمقاومة المضادات الحيوية منذ شهرين بمبادرة طلابية من طلاب كلية عمان الطبية، والتي حظيتْ بدَعْم وإشراف من المختصين والمشرفين في الكلية، وتأتي مشاركة الحملة في "مهرجان مسقط 2017"؛ بهدف رفع مستوى وعي الجمهور بمقاومة المضادات الحيوية وتصحيح الصورة الذهنية النمطية السائدة للجمهور فيما يتعلق باستخدام المضادات الحيوية، مع التأكيد على ضرورة الحرص في التعامل مع المضادات الحيوية وعدم اللجوء للاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية بغير وصفة طبية؛ وذلك لما يسببه الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية من آثار سلبية على مقاومة الجسم للبكتيريا والميكروبات المسببة الأمراض، فلا تحقق هذه المضادات فوائدها الحيوية المرجوة لأكبر شريحة جماهيرية، حيث يُعدُّ مهرجان مسقط ثاني محطات الحملة، بعدما كانت المحطة الأولى مدينة صحار، وتواصل الحملة أعمالها يوم 24 فبراير الجاري في مسقط جراند مول".

وأضافت الحاتمية بأنَّ الحملة تُواكِب التوجُّه العالمي لمنظمة الصحة العالمية بالتوعية بمقاومة المضادات الحيوية، والتي أقرت بوجود هذه المشكلة الصحية وتناميها، مشكِلةً بذلك تحديا يواجه الصحة العامة للأفراد. موضحة أنَّ مُقاومة المضادات الحيوية تحدث نتيجة لتغيُّر البكتيريا ومقاومتها للمضادات الحيوية المستخدمة في علاج العدوى المسببة لها؛ وذلك نتيجة للاستخدام الخاطئ للمضاد الحيوي والإفراط في استخدامه. وأشارت الحاتمية إلى أنه "ينبغي أن يعي الأفراد كذلك الطريقة الصحيحة باستخدام المضادات الحيوية، والالتزام بتعليمات الطبيب؛ حيث يجب أن تُستكمل دورة العلاج بالمضادات الحيوية كاملة، وأن لا يحتفظ بها الفرد بغرض استخدامها في المستقبل. حيث تسهم بعض هذه الممارسات غير الصحيحة والفهم الخاطئ في تزايد انتشار مقاومة المضادات الحيوية".

وشهد ركن الحملة إقبالا جماهيرا كبيرا من مختلف الشرائح العمرية لزوار مهرجان مسقط 2017، حيث تضمن أركانا خاصة بالتعريف بالمضادات الحيوية حيث يتولى المختصون تقديم شرح متكامل للزوار حول ماهية المضادات الحيوية، والتعريف بطرق التعامل مع الأمراض؛ مثل: نزلات البرد وغيرها، كما يتم تعريف الزوار بأكثر أنواع المضادات الحيوية شيوعا. إضافة إلى ركن "ألقِ نظرة" والذي يتم من خلاله استعراض أبرز عينات البكتيريا شيوعا ويتيح للزائر إمكانية التعرف عليها عبر عدسة المجهر. إلى جانب ركن المقاومة والتحكم والذي يوضح للزائر آلية مقاومة المضادات الحيوية للعوامل المسببة للأمراض، كما يوضح كيفية فقدان هذه المضادات قيمتها الطبية عند الاستخدام الخاطئ لها مما يزيد من فرص مقاومة الجسم لها. وتخصص الحملة ركنا يضم أطباء مختصين يقومون بالتواصل مع الجمهور، وتلقى استفساراتهم الطبية والإجابة عنها، إضافة إلى ركن الطفل التي يتضمَّن ألعابا ترفيهية ورسومات تتضمن رسائل توعوية تعليمية بأسلوب سهل ومبسط وترفيهي. كما تابع الجمهور الزائر للحملة فيلما توعويا يشرح ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية. وتتضمَّن الحملة جانبا علميا بحثيا حيث يقوم الطلاب بعمل دراسة بحثية حول ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية؛ وذلك من خلال استبيان يضم العديد من الأسئلة التي تهدف لقياس وعي الجمهور بطرق استخدام المضادات الحيوية ومقاومة هذه المضادات.