المنتخب العسكري.. بطولة للتاريخ

 

 

 

مُحمَّد العليَّان

صباحك أحمر يا وطني، وأجواؤك معطَّرة بعرق الرجال.. ها هم أبطالك اللاعبون يهدونك انتصارا كرويا رياضيا عالميا تاريخيا، إنجازك يا وطني أبهى ورجالك أوفى.

تتسع دائرة الحب وتنكسر كل الحواجز من أجل قبلة للوطن، ألف قبلة وقبلة وكلنا للوطن فداء. فبالعزيمة والصبر حقَّق نجوم منتخبنا الوطني العسكري لكره القدم إنجازا يُسجَّل بأحرف من ذهب وللمرة الأولى في تاريخه بتحقيق بطوله كأس العالم العسكرية لكره القدم، إنجاز غير مسبوق على مستوى أكبر القارات، وهو ثمرة لرافد من روافد العمل الجاد والتخطيط السليم في عملية البناء من المسؤولين في القوات المسلحة؛ ليجنو حصادا من أبناء هذه البلاد، ويكون ذلك ثمرة حضور أقوى البطولات القادمة، نعم هذه واحدة من ملامح المجد الرياضي التي حقَّقها أبطالنا بعدما سطَّروا أزهى روائع الفن الكروي، باسم هذا الوطن على صفحات التاريخ الرياضي وبمداد منقوش مسطر بماء الذهب، ليبقى ذكرى خالدة وغالية في أكبر وأعلى المحافل الرياضية، فكيف لا نفتخر بهؤلاء الأبطال الذين أجبروا رفع الأيادي إشادة بمستواهم الرفيع والبديع في قهر المنافسين. نعم، هذا هو الانتماء والفوز بالبطولة هو مصدر من مصادر الحب والوفاء بهذا الوطن، هذا الانتماء شعور وإحساس بالوطنية عشقوا الذهب وتربَّعوا على القمة، وصنعوا المجد، طالوا الشرف، وتزعموا التحدي، بعدما هيْمنوا بقوة وأسلوب مميز وتخطيط مُتقن ومدروس من كافة المسؤولين العسكريين، لاعبين وجماهير ذرفت دموعهم فرحا، وكلها من أجل الوطن، كلها من أجل المنتخب الوطني العسكري، ما أجملها من فرحة ونبض واحد حينما تكون الدمعة للوطن، جماهير كبيرة لبَّت نداء الوطن الرياضي، فحضرت وشجعت المنتخب، وامتلأت المدرجات بأكملها، في لوحة جميلة رسمتها، وكان بطلها الأول الجماهير العمانية، جاء هذا الإنجاز التاريخي والعالمي بمثابة ترجمة لواقع والطموح والأهداف التي خططت من أجلها، إضافة إلى المتابعة المستمرة التي بذلها مسؤولو القوات المسلحة نحو المنتخب، ورجالنا الأبطال ترجموا هذا الدعم إلى واقع، وها هم دائما رجال مواقف وحسم، وفُّوا بالوعد حينما نجحوا بالظفر. وأثبت المدرب الوطني أنه بحق مدرب ناجح متى ما توفرت له كل الإمكانيات الفنية والإدارية والجو الصحي الملائم، فإنه قادر على الإبداع وقيادة منتخبات الوطن للتتويج، حيث تمكن مهنى سعيد من قيادة الأحمر العسكري لهذا الانجاز التاريخي بكل اقتدار.

كانت البطولة تجري في مجموعات، وكل مباراة للمنتخب تعتبر بطولة لذاتها، وهذا أحد أهم الأسباب الفنية في نجاح المنتخب في البطولة، رغم بعض الأخطاء الفنية التي تمثلت في التشكيل واستبدال اللاعبين وخروجهم إلا أنَّ الروح القتالية وإمكانيات اللاعبين الفنية وثقتهم في أنفسهم غطَّتْ على كل هذه الأخطاء، وتجاوزتها، فكانت من أهم عوامل استمرار المنتخب وقوته في كل المباريات، إضافة لدكة الاحتياط القوية التي كان يملكها المنتخب والبديل الجاهز في كل مباراة، كما أنَّ المؤازرة الجماهيريه والدعم الكبير في المدرجات كان له الوقع المؤثر على اللاعبين في الملعب وفي مباريات البطولة؛ فالجماهير والمسؤولون كانوا حاضرين في المدرجات وبقوة وبصورة مستمرة؛ مما أعطى دافعا معنويا ودعما كبيرا للاعبين في البطولة؛ فمن كل الأعماق نبارك للقائد الأعلى للقوات المسلحة مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- وإلى قائد الجيش السلطان العماني، وإلى اللجنة المنظمة والجماهير العمانية الوفية، وكل من عمل وشارك بعرقه وجهده في هذه البطولة، وتحية خاصه للجهاز الفني والإداري والطبي للمنتخب واللاعبين الأبطال والإعلام العُماني الرياضي.

------------------------------------

آخر الكلمات: "الانتماء.. جواز سفرنا لقلب الوطن؛ فلا وطن بدون انتماء".