البصرة – رويترز
نُظم في مدينة البصرة مؤتمر "العراق: شباب وتعايش" الذي يهدف إلى مد الجسور وتحقيق المصالحة ونشر التسامح بين المُنتمين للطوائف والعشائر العراقية المُختلفة.
وحضر المؤتمر الذي نظمته بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" بالتعاون مع جمعية الأمل الأهلية أكثر من 100 شخص.
وكان أغلبية الحضور من الطلاب ورجال الأعمال والجمهور.
ويهدف المؤتمر الذي نُظم في إطار سلسلة مؤتمرات من المُقرر أن تُعقد على مدى الأشهر الأربعة المقبلة إلى نشر روح التعايش السلمي في أوساط العراقيين الذي يشعرون بانقسام منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لبلدهم في 2003.
وقال جورجي بوستن نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الذي استضاف المؤتمر نيابة عن يونامي إن الشباب في حاجة للعب دور رئيسي في العملية لتشجيعهم على بلورة أفكارهم للمساهمة في عملية المصالحة.
وأضاف بوستن "الأمم المتحدة ترى أن تمكين الشباب من بلورة أفكارهم للمساهمة في عملية المصالحة ضرورة. وبادرنا بتنظيم سلسلة من النشاطات للشباب على مستوى المحافظات. هذا اللقاء الأول من تسعة لقاءات واللقاء الأخير سيكون بمثابة مؤتمر وطني للشباب."
وشدد بوستن على أهمية التسامح والاحترام لتحقيق الاستقرار السياسي في العراق. وقال "المصالحة طبعًا ستكون حسب قناعتنا هي الركيزة التي نبني عليها عراق المستقبل. من شأنها أيضاً أن ترسي مفاهيم التعايش السلمي والاستقرار في البلاد." وحضر المؤتمر عراقيون من محافظات الجنوب لاسيما ذي قار وميسان والمثنى.
وقال حسن وهاب عضو جمعية الأمل إنهم أرادوا مشاركة قطاع كبير من الشباب في المؤتمر.
وأضاف "ونحن نسعى من خلال هذا المؤتمر الأول إلى جمع وجهات النظر وتقديمها إلى الحكومة لمساعدتهم على دعم وتقديم أفضل الحلول لموضوع المصالحة الوطنية ودفع جهود الحوار على المستوى الوطني."
وسوف تركز التوصيات التي يصدرها المؤتمر على الجماعات التي تعيش معا بعد تحرير المناطق التي كان يحتلها تنظيم داعش.
وقال طالب جامعي مشارك في المؤتمر ومن محافظة الناصرية "المؤتمر اختير بهذا الوقت على اعتبار أنه هناك كلام يقال ماذا سيحصل بعد مرحلة داعش وماذا ستؤول إليه الأحداث في داخل العراق؟. بالحقيقة قلنا إن هذا الوقت اختير بالتحديد كمقدمة لمواجهة الأحداث ما بعد داعش ومحاولة ترسيخ مبادئ التعايش الاجتماعي والتعايش السلمي بين مختلف الطوائف العراقية وبين مختلف المحافظات سواء كانت الجنوبية أو الوسط أو الغربية أو الشمالية. الشباب اختير في هذا المؤتمر باعتبار أن شريحة الشباب هي الشريحة الأبرز في كل المجتمعات وهي الشريحة المُعَول عليها في البناء وفي محاربة كل ما يؤدي إلى البلاد إلى الدمار وغيرها من هذه الأمور."
ولا يزال العراق يواجه تداعيات طائفية إضافة إلى استيلاء مسلحي داعش على مساحات واسعة من مناطقه الغربية والشمالية في عام 2014.
ويتهم السُنة -الذين كانوا يهيمنون على السلطة في عهد صدام حسين- زعماء الشيعة بتهميشهم من خلال السياسات الطائفية التي ينتهجوها وهي مزاعم تنفيها حكومة بغداد التي يُهيمن عليها الشيعة.
وقال مسؤولون عراقيون الاسبوع الماضي إن جنودا عراقيين أكملوا السيطرة على شرق الموصل المعقل السابق لداعش في العراق.
ويقول منظمو المؤتمر إنهم يأملون في استعادة التعايش السلمي -الذي كان سائدا في العراق ذات يوم- من خلال إيجاد أرضية مشتركة ونشر التعددية وتوحيد الطوائف العراقية.